قائد الطوفان قائد الطوفان

شوارع غزة تفشل في أول اختبار لها في للشتاء

أطفال يتخطون سيلا من مياه الأمطار في مخيم الشاطيء
أطفال يتخطون سيلا من مياه الأمطار في مخيم الشاطيء

غزة- محمد أبو قمر-الرسالة نت

تساقطت الأمطار لفترة دقائق معدودة على غزة وفرح المواطنون بالشتاء فترة أقل، هذه الفرحة المؤقتة تحولت إلى تذمر وسخط بدا على تقاسيم وجوههم على المسئولين.

وتحولت أنظار المواطنين إلى الشوارع والبنية التحتية المهترئة التي لا تحتمل الأمطار فتتحول لسيول جارفة وتجمعات تشل الحركة وتغرق المنازل.

ويتكرر هذا السيناريو كل عام في مخيم الشاطئ إلى الغرب من مدينة غزة فتغرق الشوارع بمياه الأمطار، ويضطر طلبة المدارس للانتظار داخل مدارسهم حتى توقف هطول الأمطار وانخفاض منسوب المياه التي داهمت المنازل.

عورة مكشوفة

يعد مخيم الشاطئ نموذجا لشوارع محافظات القطاع التي لا تخلو من حفر وتجمعات لمياه الأمطار مما يعرقل حركة السيارات والمواطنين على حد سواء.

واجتهد المواطنون بمد قطع حديدية "جسور" وحجارة كي يتمكنوا من تجاوز التجمعات من جهة لأخرى.

وتكشف الأمطار عورة شوارع غزة عديمة البنية التحتية، وهو ما حدث مع المواطن نشأت شكري من مخيم الشاطئ الذي اضطر لركن سيارته جانبا لخلل ما، وما هي إلا دقائق معدودة حتى اشتد الشتاء وعمت المياه شوارع المخيم .

شكري الذي اضطر للجوء إلى أحد المنازل القريبة هربا من الأمطار فوجئ بالمياه تغزو ذلك المنزل ليخوض في محاولات جديدة لوقف سيلان المياه لداخله.

ويرى أهالي مخيم الشاطئ الذي يعد تجمعا للمياه القادمة من حي النصر أنه من السهل تحديد مجرى للمياه يسهل وصولها للبحر، وذلك بآليات بسيطة لا تحتاج لجهود تذكر، وبعيدا عن التذرع بحجج الحصار الذي اتخذ كشماعة لتعليق التقصير عليها، والهروب من المسئوليات.

وكان لطلبة المدارس نصيب من مياه الأمطار التي تزامنت قبل أيام أثناء عودتهم إلى المنازل، واضطروا في بعض الأحيان إلى "الغوص" في برك المياه.

ويكيل المواطنون اتهاماتهم للبلديات ووكالة الغوث لعدم إعادة تأهيل الشوارع والبنى التحتية قبل الشتاء، والعمل دائما بشكل آني دون إيجاد حلول دائمة للتجمعات المائية.

ويشتكي السائقون من وعورة الطرقات وتجمع المياه داخل الحفر وبالتالي عدم رؤيتها والوقوع فيها، مما يعرقل حركة السير ويوقعهم في دوامة تضرر السيارات والمواظبة على الحضور عند الميكانيكي والسمكري.

خاضع للدراسة

لجنة حي الشاطئ الشمالي للتنسيق مع بلدية غزة قالت على لسان رئيسها المهندس عدنان أبو عودة: "إن الخدمات في المنطقة من واجبات وكالة الغوث بالأساس لأنه مخيم لاجئين، وفي اجتماع اللجنة مع ممثلي الوكالة وعدوهم بحل الإشكالية، لكنهم تذرعوا بالحصار الذي يقف عقبة في وجه تنفيذ المشاريع".

وبحسب أبو عودة فإنهم ضغطوا على الوكالة التي من المفترض ألا تتأثر بالحصار، ولا زال الأمر قيد المتابعة.

وفي السياق ذاته شكر أبو عودة رئيس بلدية غزة الذي وصل للمنطقة فور تساقط الشتاء للاطمئنان على السكان، مشيرا إلى أن البلدية لم تبخل في تقديم الخدمات للمواطنين.

وأضاف "مخططات التطوير مشتركة بين البلدية والوكالة، ونحن كمواطنين نحتاج لحل مشاكلنا".

فيما قالت بلدية غزة "إنها قبل حلول فصل الشتاء من كل عام تقوم بحملة تنظيف لمصارف المياه الرئيسة في الشوارع كي تكون مجهزة لاستقبال مياه الأمطار وتقلل من ارتفاع منسوب المياه".

وبحسب المهندس حاتم الشيخ خليل مدير العلاقات العامة ببلدية غزة فإنهم يعملون بكامل طاقتهم ويحرصون على مواجهة تدفق المياه أولا بأول .

البنية التحتية

ويعزو الشيخ خليل المشكلة المتكررة في مخيم الشاطئ إلى عدم وجود بنية تحتية لاستقبال مياه الأمطار، والحصار يمنع المجلس البلدي الحالي من إقامة مشاريع ضخمة كهذه في ظل عدم توفر المواد الخام، محملا المسئولية للمجالس السابقة التي كانت تعمل في متسع وتمتلك جميع المقومات والمواد.

فيما ذكر المهنس حمدان زيارة مدير إدارة المياه والصرف الصحي ببلدية غزة أن نظام الصرف الصحي في مخيم الشاطئ أقامته وكالة الغوث واعتمد على نظام الميل في منتصف الطريق.

وقال " قدم أهالي المنطقة شكوى عبر المجلس التشريعي وبناء على مطالبهم وبعد جولة للبلدية في المنطقة تبين أنها بحاجة لنظام صرف صحي جديد، وتعكف البلدية على إعداد دراسة لعمل بنية تحتية جديدة"، لكنه أكد أن ذلك بمثابة حلول إستراتيجية للمدى البعيد وتحتاج توفير مواد ومعدات وأموال.

وعن استمرار معاناة المواطنين ووقوعهم كرهينة لحين تنفيذ مثل تلك المشاريع التي تحتاج لوقت طويل، أضاف زيارة "البلدية لم تتخل عن مخيم الشاطئ وتتحرك لتنظيف المصارف بشكل دوري، لكن لا تتحمل كامل المسئولية لاسيما أن وكالة الغوث هي من وضع نظام الصرف السابق".

ولفت زيارة إلى أن طريق صلاح الدين من الناحية الشمالية لوادي غزة انتقلت تبعيته مؤخرا للبلدية بعدما كان من مسئولية وزارة الأشغال، مؤكدا أن البلدية بصدد دراسة مشكلة تجمع مياه الأمطار هناك التي تتسبب في عرقلة حركة السيارات والبحث عن حلول لها.

ومع تقاذف الصلاحيات وتواصل شكاوى المواطنين، ومعضلة الحصار، فإن الحفر الصغيرة على الطرقات لا تحتاج لمشاريع إستراتيجية كما يقال، فمن يخفف معاناة المواطنين.

 

البث المباشر