الضفة المحتلة- خاص الرسالة نت
تعرف حواري طولكرم أبناءها، لذلك هي لن تسمح للقادمين من خارجها بأن يتخطوا حدودهم خاصة حينما يكون مقاوم فلسطيني أصوله من مخيم نور شمس بالضفة الغربية، بل هو أحد أبرز مؤسسي كتيبة طولكرم إلى جانب سيف أبو لبدة، وقد أصبح رجل المخيم الأول وقائد الكتائب بعد اغتيال أبو لبدة، ويصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه شجاع وأحد المطلوبين الكبار لـ(سرائيل)، ويقول عنه إنه "شخص زعزع الاستقرار بشمال الضفة الغربية"، واعتقل للمرة الأولى وهو في الـ17 من عمره.
وعلى ما يبدو أن السلطة الفلسطينية لم تقدر الأمر جيدا، وهي تعرف تماما من هو الرجل الذي يمتلك كل تلك التفاصيل، وهذه الأهمية، بل يستند عليه أهالي طولكرم ويحتمون به كظهر قوي ضد الاحتلال، فكانت حساباتها تعتمد فيها على النار لم تفلح مع الشعب الحر، وهذا كان سر المشهد الذي عاشه أهالي المدينة أمس.
فمع انتصاف يوم أمس، حاصرت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية قائد كتيبة طولكرم "محمد جابر أبو شجاع في مستشفى ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، أثناء تلقيه العلاج" معتقدة أنها ستفلح كما كل مرة وتخرج به إلى أحد مسالخها دون أن يعلم وجهته أحد.
وما هي إلا ساعة واحدة وأطلقت الفصائل الفلسطينية نداء لأهالي طولكرم للنفير وإنقاذ بطل المخيم، فخرجت أمهات الشهداء راكضات ويتبعهن أبناءهن إلى المستشفى، مهللين داخلين على شكل جماعات طويلة إلى باحة المستشفى ليحيطوا برجل نور شمس الأول ويخرجوه وهو مصاب ملفوف الذراع محمولا على أكتافهم وصولا إلى المخيم المحمي بمقاومته.
لم يكن المشهد المهيب رادعا لقوات الأمن التابعة للسلطة، فقد أظهرت صور ومشاهد فيديو إطلاق الأمن الفلسطيني قنابل غاز على الأهالي الذين توافدوا إلى مستشفى طولكرم لمنع عمليّة الاعتقال. وأفاد شهود عيان أيضا بأن مسلحين أطلقوا النار صوب مقرّ "المقاطعة" في جنين بعد محاصرة أبو شجاع في طولكرم.
وربما أرادت السلطة حفظ ماء وجهها في هذا الظرف الذي يحمل فيه كل مواطن فلسطيني غلا في صدره تجاه سلطة تركت أبناء غزة يبادون دون كلمة، ثم لتكمل دورها ذهبت لتعتقل مقاوما مصابا من قلب المستشفى أثناء علاجه!!
وفي ذلك خرج محافظ طولكرم مصطفى طقاطقة وزعم أن إصابة وصلت ظهر الجمعة إلى مستشفى ثابت ثابت الحكومي، وإثر ذلك توجّهت قوة من الأجهزة الأمنية للوقوف على تفاصيل الحادثة وفقًا للإجراءات المعتادة، غير أن قوات الأمن تعرّضت لإطلاق نار بعد وصولها بلحظات، ما دفعها للردّ بالمثل، وبعد ذلك وصل مجموعة أشخاص وحاولوا اقتحام المستشفى، وتعاملت معهم الأجهزة الأمنية للحفاظ على أمن المستشفى وسلامة المرضى، ثم انسحبت القوة دون اعتقال أحد "حفاظًا على الدم الفلسطيني وحماية السلم الأهلي".
ويذكر أن هناك صورا ومشاهد فيديو يظهر فيها الأمن الفلسطيني وهو يطلق قنابل غاز على الأهالي الذين توافدوا إلى مستشفى طولكرم لمنع عمليّة الاعتقال. وأفاد شهود عيان بأن مسلحين أطلقوا النار صوب مقرّ "المقاطعة" في جنين بعد محاصرة أبو شجاع في طولكرم.
تحفظ كل أمهات الشهداء مسيرة البطل الذي كان رفيقا لأبنائهن، فهو مؤسس كتيبة نور شمس وهي تنظيم فلسطيني مسلح تأسس في مارس/آذار 2022، وتمركز في مدينة طولكرم ومخيم نور شمس المجاور لها، كتنظيم مقاوم تشترك فيه كل الفصائل الفلسطينية .
وتعتبر الكتيبة المسؤولة عن العمليات العسكرية النوعية ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي عند نقاط التماس والحواجز، وتتصدى يوميا للاقتحامات التي تعرضت لها المدينة والمخيم، لذلك كان رهانا كبيرا دخلته أمهات الشهداء وهن يعلمن تماما ما معنى اعتقال قائدهم الأول.