حاول ما استطاع، ونجح، رغم القذائف اليومية التي تمطر أهالي غزة، ورغم النزوح، وشرود العقل نحو الخوف وأصوات القصف، والتنقل نحو المجهول، ورغم ماحدث له إلا أنه كان مصرا على إكمال الطريق بعنفوان الأمل.
نجح الباحث رامي العروق بالحصول على درجة الماجستير من جامعة غزة قبل أيام ومناقشتها خلال الحرب بأقل الإمكانيات وبصعوبة بالغة في الوصول إلى إدارة الجامعة .
يقول في مقابلة مع الرسالة : بدأت دراستي في الماجستير العلاقات العامة والإعلام في جامعة غزة في عام 2021 وانهيت دراسة الدبلوم العالي في نهاية عام 2022 و من تم تقدمت بطلب للبدء في كتابة الرسالة التي كان عنوانها
"اتجاهات القائمين في وسال الاعلام الفلسطينية نحو توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي"
يضيف: و كان لي الشرف أن رسالتي كانت الأولى من نوعها وهذا ما زادني تحفيز على إنجاز الدراسة وأصبحت جاهزة للمناقشة بعد ان أمضيت قرابة العشر شهور في كتابتها و بعد إجراء التجهيزات الإدارية اللازمة تحدد موعد يوم المناقشة وكان الثاني عشر من أكتوبر 2023
ولكنها غزة التي تثور فجأة وتقلب موازين كل شيء، والتي لم تقلب موازين الباحثين عن النجاح، ولكنها حتما تؤثر على مسار الرحلة ، وكذلك يقول العروقي : " لكن ارادة الله كانت فوق كل شيء و جاءت الحرب و تأجلت المناقشة و برغم من تدمير بيتي في صباح 8 أكتوبر، في اليوم الثاني للحرب وردمت تحته كل ما يخصني ويخص دراستي، التي كنت أحلم بها"
لم يكن كل هذا عائقا تجاه الباحث العروقي، الذي نزح من غزة متوجها إلى رفح في الثالث عشر من أكتوبر وهناك وخلال رحلة النزوح التي طالت حاول جاهدا التواصل مع الجامعة لإكمال الرحلة التي كانت قد شارفت على نهايتها، وحصد ما يمكن من فرح ونجاح .
يقول:" حاولت جاهدا التواصل مع الجامعة لاستئناف دراستي رغم الاوضاع و كان رد الجامعة بالموافقة ولكن بشرط مراعات سلامة الجميع ولكن للأسف لم أتمكن من جمع شمل لجنة المناقشة سواء كانت بشكل وجاهي أو عبر الانترنت لعدم توفر الإمكانيات"
ثم طلب الاحتلال قبل ثلاثة أشهر من أهالي رفح النزح إلى غرب المدينة، أو إلى المنطقة الوسطى، فنزح رامي العروقي مع عائلته ، يكمل: نزحنا من رفح واجتمع شمل العائلة في المنطقة الوسطى ، حوصرنا في بقعة ضيقة وأصبح الوصول إلى لجنة المناقشة أسهل ، وبعد توفر مكان مناسب في أحد المؤسسات بأبسط الإمكانيات بدأنا بالتجهيز للمناقشة "
لم يحضر الكثير من أحبة العروقي المناقشة، كانت مقتصرة على بضعة أشخاص من أقاربه وأحبته نظرا للوضع الأمني والخطير ولكن المناقشة تمت وحصل رامي العروقي عل درجة الماجستير التي سعى إليها :
يضيف:" تمت المناقشة وتحقق حلمي وكانت الفرحة كبيرة لأنني حاولت أن أرسل في مناقشتي أكتر من رسالة، وفي هذه المناسبة أقول لكل الشباب في غزة لا تستسلموا لليأس والإحباط وللعالم الظالم: نحن شعب نحب الحياة، شعب عصي على الانكسار، وللعدو أقول: خسئتم، ومهما حاولتم تدميرنا سنحيا من تحت الركام"