قائد الطوفان قائد الطوفان

حماس حركة مؤسساتية

محللان لـ(الرسالة): اغتيال هنية لن يوقف مشروع المقاومة

الرسالة نت- محمد العرابيد

فجر اليوم، اغتالت طائرات الاحتلال (الإسرائيلي) رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، بمقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، ما أثار تساؤلات حول تأثير الاغتيال على الحركة وتطورات الأحداث الجارية.

وقالت الحركة في بيان لها، إنها "تنعى لأبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية رئيس الحركة".

ومنذ بداية حرب الإبادة (الإسرائيلية) على قطاع غزة عمد الاحتلال إلى استهداف قيادات الحركة في القطاع وخارج الأراضي الفلسطينية، وكان ضمن ذلك اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري بغارة على لبنان في يناير الماضي، وقيادات أخرى في غزة.

وعلى مدار تاريخ مقاومة حركة "حماس" للاحتلال (الإسرائيلي) تعرضت قياداتها ورموزها من أعضاء المكتب السياسي وقيادات جناحها العسكري كتائب القسام لعمليات اغتيال واعتقال وإبعاد، لكن ذلك لم يؤثر على مسيرة الحركة وبناء قدراتها العسكرية. 

ففي إبان الانتفاضة الثانية عام 2004 اغتال الاحتلال المؤسس للحركة الشيخ أحمد ياسين، ثم اغتال القائد عبد العزيز الرنتيسي وثلة من قيادات الصف الأول للحركة في قطاع غزة والضفة المحتلة.

لكن سرعان ما تحولت هذه الاغتيالات لصعود الحركة، ليحتضنها الشعب الفلسطيني وأحرار العالم، ما شكل نقلة نوعية في تنامي قدراتها العسكرية حتى وصلت إلى أن تكون قوة عسكرية تقف سدًا منيعًا أمام غطرسة المحتل على مدينة القدس المحتلة ودماء شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة والداخل المحتل، وتخوض جولات من المعارك كسرت بها عقيدة الجيش الذي لا يقهر. 

لتثبت حماس وجناحها العسكري أن اغتيال قياداتها السياسية والعسكرية في الصف الأول لم يؤثر على مسيرة الحركة، بل يزيدها قوة ويضخ فيها مزيداً من الحيوية، وهذا ما حدث سابقاً على مدار نضال الحركة ضد الاحتلال (الإسرائيلي).

 

الاغتيال لن يؤثر على "حماس"

وأجمع محللون سياسيون أن الاغتيالات التي ينفذها الاحتلال (الإسرائيلي) ضد حركة حماس على مدار التاريخ فشلت في القضاء على مسيرة الحركة وبناء قدرتها العسكرية، بل زادها قوة مع كل موجة من الاغتيالات.

سليمان بشارات المحلل السياسي، يقول، :"على مدار تاريخ المقاومة والنضال الفلسطيني الاحتلال نفذ مئات عمليات الاغتيال طالت قيادات وازنة وكبيرة من التنظيمات المقاومة، والنتيجة أن الاغتيالات لم تؤثر على المشروع النضالي التحرري الفلسطيني".

وأضاف بشارات في حديث لـ"الرسالة"، :" فصائل وقوى المقاومة الفلسطينية بما فيها حماس فقدت على مدار السنوات الطويلة قيادات وازنة في الصف الأول كأحمد ياسين والرنتيسي والجمالين، وشخصيات وازنة من الشق العسكري، لكن حماس أعادت بناء صفوفها وذاتها وقوتها العسكرية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من قوة عسكرية تواجه الاحتلال".

وأوضح أن الحالة النضالية الفلسطينية هي موجودة في عقيدة كل فلسطيني وهي تحتضن المقاومة، لذلك لم يكن هناك غياب لأي من النظميات الفلسطينية بسبب اغتيال قياداتها، بل حصل عكس ذلك فشكل لها التفافا جماهيريا وشعبيا كبيرا جدًا لم يتوقعه أحد.

ويرى أن تأثير اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية سيكون تأثيرًا مؤقتًا وبشكل موضوعي ولن يؤثر على مسيرة الحركة وجناحها العسكري خاصة في ظل معركة طوفان الأقصى. 

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الاحتلال بدعم أميركي عدوانًا على غزة؛ أسفر عن أكثر من 130 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

 

حركة مؤسسات

أما الكاتب السياسي ياسين عز الدين، رأى أن اغتيال هنية لن ينجح بوقف الحركة أو إصابتها بأضرار كبيرة، فهي حركة مؤسسات ولديها قدرة عالية على التكيف واستبدال قادتها خاصة وأنه استشهد الكثير منهم واعتقل آخرون ولم تتوقف الحركة ولا مسيرتها.

وقال ياسين في حديث لـ"الرسالة"، :"الاحتلال لا يملك خيارات كثيرة أمام العجز المزمن الذي يعاني منه، فيكرر استخدامه أساليبه القديمة التي ثبت فشلها وعقمها، من بينها الاغتيالات".

وأضاف: "حتى تؤثر الاغتيالات على حماس، يجب أن يغتال الاحتلال عددًا كبيرًا من قادة وأفراد الحركة بشكل يفوق قدرتها على تعويضهم وهذا بعيد المنال".

لذلك يمكن القول أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، لن يؤثر على مسار الحركة وعملية طوفان الأقصى وأهدافها التي وضعتها قيادة المقاومة، بل ما سيحققه سوى إنجاز رمزي للاحتلال حتى تسوقه أمام الرأي العام الداخلي (الإسرائيلي) بعد أن نزع القسام هيبة الجيش الذي لا يقهر وكسرت هيبته أمام العالم.

البث المباشر