مباشرة بعد زيارة رئيس السلطة محمود عباس إلى بيت بيني غانتس وزير الحرب الإسرائيلي التي أدانها الكل الفلسطيني، جاءت مقابلة إسماعيل هنية رئيس حركة حماس عبر الجزيرة في برنامج "المقابلة" مع علي الظفيري ليؤكد على ما تحمله حركته في جعبتها من أدوات استراتيجية لحماية الشعب الفلسطيني وتحرير الأسرى.
كما أعاد هنية في مقابلته التأكيد على الكثير من المواقف والمحددات التي تحكم عمل حركته، عدا عن تقديمه نموذجا للقيادة الأشبه والأقرب للشعب الفلسطيني والأجدر بتمثيله، والتي يقف العدو على أبوابها.
جملة من التصريحات التي أدلى بها هنية كانت كفيلة بإثبات أن حركته تسير بثقل على الأرض لخدمة القضايا الوطنية وخاصة الأسرى.
المستوى الشعبي والفصائلي
يعقب إبراهيم المدهون المحلل السياسي بأن خطاب هنية استراتيجي وحمل نقاط هامة وجملا سياسية واضحة تعبر عن موقف الحركة من القضايا الرئيسية، مشيرا إلى أن ما أورده كان اعتزاز حركته بتاريخها النضالي والجهادي، وشرح عميق لمشوار جهادها الذي خاضته في انتفاضتين وأربعة حروب.
وذكر المدهون "للرسالة نت" أن هنيه أعطى صورة توضحيه خلال مقابلته لما تمتلكه الحركة اليوم من صمود وثبات، وإرادة للثورة، مبينا أن حديثه كان فيه دلالات ورسالات واضحة لعدة أطراف منها العدو الإسرائيلي الذي أرسل له بأن حماس مستعدة للدفاع عن القدس والأقصى، ومستمرة في انتفاضة الضفة ومصرة على كسر حصار غزة.
وأوضح أن من الرسائل الهامة التي أوردها خلال البرنامج رئيس حركة حماس، بأنهم لن يمرروا أي فرصة لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وجهوزيتهم لكسر الحصار والتصدي لأي عدوان على المسجد الأقصى.
وعن دلالة توقيت خروج هنية في لقاءه المتلفز، يرى المدهون أنه جاء في ظروف معقدة لاسيما بعد لقاء "عباس غانتس" وكان ذلك صادما على المستوى الشعبي والفصائلي، حيث أظهر في حديثه النموذج المختلف البعيد عن رئيس السلطة عباس الذي يستجدي أي عطايا من قبل الاحتلال ويستظل في بيت وزير الحرب الإسرائيلي، بينما هنية يشكل النموذج الفلسطيني الذي يتحدى (إسرائيل) ويقود الحروب والمواجهات ويتوعد بتحرير الأرض والأسرى واستمرار المقاومة والاعداد لها.
وبحسب المدهون فإن هنية اختار الوقت المناسب لإيصال رسائل مباشرة وغير مباشرة بعد معركة "سيف القدس"، منها للمجتمع الدولي والبيئة العربية والإقليمية وحتى العدو الإسرائيلي، موضحا أنه أوصل العديد من الرسائل عبر نسجه رؤية واضحة لحركة حماس من خلال الوسيلة المناسبة وهي الجزيرة التي يتابعها أصحاب القرار، ليدلي بمضمون مناسب سياسيا وفلسطينيا
وفي السياق ذاته يرى الكاتب السياسي مصطفى الصواف أن لقاء هنية فصل المجمل، ووضح الرؤية، وبين السياسات والمواقف ببساطة ووضوح، مشيرا إلى أن حديثه كان واضحا خاصة لمن يحاولون زرع الفتن حول حركة حماس ووحدتها وتماسها وقرارها.
ولفت الصواف إلى أن هنية كان صريحا حين تحدث عن علاقات حماس الخارجية وموقفها من الدول وخاصة إيران والسعودية ومصر.
وأوضح أن حديثه عن الأسرى يأتي لتأكيد موقف حركته باعتبارهم قضية شاغلة وتعمل الحركة على الإفراج عنهم بكل الوسائل، بالإضافة إلى أن تطرق هنية لمعارك حماس مع العدو فيها تأكيد على أن القرار السياسي والمقاوم نابع من قيادتها ويأتي لصالح الشعب الفلسطيني.
وفي ختام قوله أكد الصواف أن حديث هنية وضع النقاط على الحروف دون مواربة أو تدليس أو غموض.