جددّت قوى وأحزاب أردنية دعوتها لمشاركة شعبية واسعة في فعاليات اليوم العالمي للتضامن مع غزة والأسرى، يوم غد السبت، استجابة لدعوة الشهيد الرمز الإنساني إسماعيل هنية.
وأكّدّت قوى أنّ أطماع الاحتلال لن تتوقف عند حدود غزة، وأنّ ضعف المشاركة سيمنحه صكًا لمواصلة جرائمه في غزة والضفة والقدس، ويتجاوز الاطماع في المنطقة بأسرها.
وقال م. مراد العضايلة الأمين العام لحزب العمل الإسلامي، إن التضامن مع غزة واجب فردي وجماعي على كل أبناء الأمة، "ما يتعرض له أهل القطاع تجاوز توصيف الإبادة والقتل والمجازر، هناك ما هو أشد فظاعة وبشاعة في هذه الجرائم".
وأوضح العضايلة أن هذه الجرائم تضع المجتمع الإنساني بأسره والمجتمع العربي والإسلامي على وجه الخصوص، أمام اختبار قيمي وأخلاقي تاريخي، "الجميع اليوم يجب أن يشعر بالخجل، طالما أشلاء أطفال ونساء وشيوخ أهل غزة لا تزال تتناثر على الهواء مباشرة".
وأكدّ العضايلة أنّ المشاركة الفاعلة ستكون بجوار ومحيط سفارة الاحتلال في عمان، يوم السبت القادم، لتوجيه رسالة غضب أردنية موحدة، تجاه رفض استمرار الجرائم التي تستهدف غزة والضفة والقدس وكل الجغرافيا الفلسطينية.
وأضاف: "هذه الدعوة تزداد أهمية مع ارتقاء صاحبها، الذي لم نكن نتوقع أن يكون وفاء وتضامن معه بعد رحيله في عملية اغتيال بشعة وغادرة وجبانة، تعبر عن الوجه الجبان لهذا المحتل الذي تجاوز كل الحدود".
وشددّ العضايلة أن رحيل هنية سيشعل التضامن العالمي ، والعربي بشكل خاص مع القضية الفلسطينية، "هؤلاء قدموا أرواحهم من أجل أشرف قضية في العالم، وعلينا اليوم كأقل الوفاء أن نواصل مسيرتهم، ونعبر لهم عن وفائنا تجاه القضية التي ارتقوا من أجلها".
وأوضح أن المكون السياسي والشعبي بأسره في الأردن، سيشارك في هذه الفعاليات؛ التي يعتبرها جزء من قضيته المركزية.
وفي نعيه لهنية، أجاب: "هؤلاء الصادقون الذين يتقدمون الصف بدمائهم، يؤكدون طهر مسيرتهم وشرف ثورتهم، ويؤدون أمانتهم على أكمل وجه، هؤلاء لا بد أن يكتبوا السطور الأخيرة في تاريخ قضيتهم بالنصر والسؤدد".
وقفة جادة!
من جانبه، أكدّ النائب الأردني ينال فريحات، أن الشعب الأردني كله يجب أن يشارك في مواقف الشرف التي تدافع عن الشعب الفلسطيني، وتنادي بوضع حد لهذا الجنون الاجرامي الذي يواجه شعبنا الفلسطيني في القطاع.
وقال فريحات إنّ هذه الجرائم لا يمكن أن تتوقف بدون وقفة جادة من هذه الأمة؛ التي غابت وغيّبت عن مجازر غزة ومذابحها طيلة الأشهر العشرة الماضية.
وأضاف: "كنا ننتظر ألا تنام جماهير الأمة حتى يتوقف هذا الدم الشلال، يوم السبت يجب أن تندفع الجماهير لتعبر عن موقفها الأخلاقي والتاريخي، تجاه ما يجري في غزة".
وحذرّ من أن ضعف المشاركة الشعبية في هذه الفعاليات، "سيمنح الاحتلال صكًّا ليستبيح كل شيء، وهذا لن يتوقف على حدود غزة؛ فالمحتل وحكومته الفاشية اليمينية المتغطرسة أطماعها لا حد لها".
واستشهد بتصريحات وزير مالية الاحتلال صموئيل سموترتيش، خلال رفعه لخارطة شطب فيها الأردن، معقبا بالقول: "الصهاينة لا يرون في المنطقة العربية سوى أنها امتداد لأطماعهم، والصمت عن الجرائم في غزة، ستجعله يستبيح كل شيء في كل الدول المحيطة".
يوم غضب
ودعت قيادة أحزاب أردنية أنصارها وقواعدها؛ للمشاركة الفاعلة في مظاهرات الغضب يوم السبت القادم.
وقال فؤاد دبور رئيس حزب البعث الأردني، إن الفعاليات والقوى الأردنية اطلقت دعوة وطنية قومية لكل أبناء الشعب الأردني، للمشاركة الفاعلة في المطالبة بوقف الجرائم التي تطال شعبنا الفلسطيني في القطاع.
وقال سعيد دياب رئيس حزب الوحدة الشعبية الأردني، إنّ المشاركة الفاعلة واجب على كل أردني وعربي، "آن لنا أن نغادر مربع الهزيمة، مربع الصمت، مربع الخذلان، مربع الشعور بالعجز، وأن نقف اليوم لنعلي الصوت، كفى قتلا وترويعا ومجازرًا، وأننا لن نصمت بعد اليوم تجاه هذه الجرائم".
ودعا أمين عرار رئيس لجنة المقاطعة في الأردن، إلى مشاركة جماهيرية واسعة يوم السبت؛ "وجعله يوما مبدئيا لإطلاق سلسلة فاعلة من المشاركات والفعاليات التي تدفع الاحتلال لوقف جرائمه".