قائمة الموقع

خاص| وفاء للقائد إسماعيل هنية.. جنازتان ومشيعون من كل بقاع الأرض

2024-08-02T13:23:00+03:00
الدوحة- خاص الرسالة نت

سار الجثمان إلى مثواه الأخير، مارا بطرق كثيرة، وبجنازات أكثر، وبحداد أقامه كل عربي من كل بقعة بعيدة، وصلى عليه من يشبهه ومن لا يشبهه، على الرجل الذي لا اختلاف فيه، والذي كان دوما ثابتا على المبادئ، والحق الذي لا يخطئه الجميع، إنه قائد الأمة الشهيد إسماعيل هنية. 

لم تكن جنازة، بل اثنتان، واحدة في طهران، والأخرى اليوم في قطر، ومن لم يحضر الأولى، ركض ليلحق بركب الثانية، لأناس لم يعرفهم إسماعيل هنية يوما، ولكنهم عرفوه، وتربوا على نهجه، فركضوا يبكونه في طهران أو قطر، مواطنون عاديون تتلمذوا على يده، تلقوا منه دروسا عن الثبات على المبادئ حتى لو كانت حياتك ثمنا لذلك.

وقف خامنئي الرجل الإيراني الأشهر، أمام نعش هنية في جامعة طهران، بينما وقف الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان إلى جانبه، صلوا أمام النعش الذي يحوي جثمان هنية الذي مزقته طائرات الاحتلال قبل يومين رفقة حارسه الشخصي، الذي وجد جسده معلقا وهو يتمسك بمصحفه حيث كانت آخر لحظات حياته آية في القرآن.

وأظهر التلفزيون الإيراني الرسمي النعشين في وقت لاحق على متن شاحنة تتجه إلى ساحة زادي بطهران، حيث سار خلفها الحشود، مسيرة طويلة ضمت آلافالمواطنين الإيرانيين المشيعين بدموعهم، قبل أن ينقل الجثمان إلى حيث عائلته في قطر لتبدأ مراسيم جنازة ثانية يركض إليها.

ووصل الجثمان إلى مطار الدوحة، وهناك في قاعة ملكية سمح لأسرته بأن تطلق الزغاريت فرحا بالخاتمة المشرفة، قبل أن يحمل إلى مستشفى الدوحة.

وفي جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب في العاصمة الدوحة توافد المصلون واحدا تلو الآخر، يتسابقون للحصول على مكان خلف الجثمان المسجى منذ صباح اليوم ينتظر محبوه ليزفونه إلى مثواه الأخير في العاصمة، بعد أن مر على قلوب عائلته دون جسد كاف للاحتضان، قبلوه ونثروا فوق نعشه الدعوات، ثم أكمل المسير.

دعوات أطلقها عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق لأحبة الشيخ الكبير هنية بأن يصلوا عليه صلاة الغائب في كل مساجد الأرض. ثم لتكن هذه الجمعة، يوم غضب عارم تنديداً بجريمة الاغتيال ورفضاً للإبادة الجماعية في قطاع غزة.

ثم سيسير هنية ووراءه أمة كاملة إلى مقبرة الإمام المؤسس في منطقة لوسيل في الدوحة، حشود كثيرة في مسجد الإمام محمد، المسجد الرسمي لدولة قطر، حضور رسمي رفيع، وإجراءات أمنية مشددة، وشرف تناله قطر، حشود فصائلية وطنية، حشود تأتي من تركيا، ومن دول كثيرة لتشارك في تشييع الشيخ ورفيقه الشاب وسيم أبو شعبان.

كل ألوان الطيف الإسلامي، اجتمعوا على تشييع جثمان الرجل الذي لا يُختلف عليه، حشود تحيط في المسجد من جميع جوانبه، وقفت الحشود لتؤدي صلاة الجنازة في كل المفارق المؤدية إلى المسجد، وحدة إسلامية كان يحلم بها إسماعيل هنية تحققت في جنازته، واجتمعت كلها على حب الرجل الذي اغتالت ( إسرائيل ) فيه مسارا سياسيا كاملا، وكأنها تريد اغتيال المفاوضات بقتله.

قرأ الإمام على مسامع الجسد المسجى الآية الأحب إلى قلبه، والتي كانت مذهبا له " سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" وبكى الإمام وهو يذكر تفاصيل شخصية الرجل التي يجمع على حبها المختلف وغير المختلف معه، مذكرا بالنهج، مذكرا بالقضية، مذكرا بفلسطين كلها التي تبكي قائدها الآن.

شيع الرجل الذي عاش حياة كاملة مليئة بالمعاناة والنضال، ومحاولات اغتيال عديدة، أصيب فيها مرات ونجا كثيرا، أبعد وتجرع مرارة البعد، وارتقى ولا يزال يحمل اللواء لا يسلم ولا يستسلم.

ثم حمل الجثمان، واقتصرت الجنازة على المسجد والمعزين بناء على طلب أبنائه،  وسار الجثمان إلى المقبرة برفقة عائلته وفقا لرغبتها،  ولم يستطع أحد منع الحشود من السير وراءه، وأعلنت قطر أنها فتحت سرادق العزاء في قطر لثلاثة أيام، لم تكن كافية لكل من أحب الشيخ وقرر البكاء عليه حتى آخر العمر.

 

اخبار ذات صلة