قالت منظمة (The New Humanitarian) الدولية إن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد خلق أرضاً خصبة لانتشار الأمراض في قطاع غزة الذي يتعرض إلى حرب إبادة جماعية منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023.
وتقول جماعات الإغاثة الدولية إنها تستعد لأسوأ سيناريو محتمل لتفشي شلل الأطفال في غزة. وينتشر شلل الأطفال بسرعة وسط سوء الصرف الصحي، كما أن تصرفات الاحتلال ــ تدمير أنظمة المياه والصرف الصحي، وتقليص المساعدات إلى أدنى حد ــ وفرت أرضاً خصبة لانتشار المرض.
فقد فجرت القوات الإسرائيلية محطة لمعالجة المياه في رفح بجنوب غزة، في هجوم يمثل انتهاكاً للقانون الدولي، وهو ما أثار " قلق " الحكومة الكندية، التي مولت المنشأة.
ويقول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن نظام إدارة النفايات في غزة "انهار"، مع انعدام الوصول إلى مكبات النفايات، وتكاثرت مواقع إلقاء النفايات المؤقتة. وقد سجلت أكثر من 575 ألف حالة من الإسهال المائي الحاد ــ وهو عدد أقل من العدد الحقيقي الذي لا يزال يزيد على ربع عدد سكان قطاع غزة المقدر.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها سترسل مليون لقاح ضد شلل الأطفال، بعد العثور على سلالات فيروس شلل الأطفال في منتصف يوليو/تموز.
لكن جماعات الإغاثة تقول إن حملة التطعيم الكاملة غير قابلة للاستمرار وسط الطرق المسدودة والقنابل.
استمرار تقييد المساعدات
تستمر السلطات الإسرائيلية في تقييد المساعدات - وهو انتهاك آخر للقانون الدولي . ومن بين العديد من أنواع الإمدادات الإنسانية التي تمنعها سلطات الاحتلال وفقًا لمنظمة إنقاذ الطفولة غير الحكومية: 17 منصة نقالة من الأدوية التي يتم التحكم في درجة حرارتها، عالقة في مصر لأن السلطات الإسرائيلية لن تسمح إلا للشاحنات ذات المنصات المسطحة.
وقالت منظمة الصحة العالمية اليوم إنها تعمل مع اليونيسف ووزارة الصحة على مجموعة من الإجراءات، بما فيها حملات التطعيم ضد شلل الأطفال، في أعقاب اكتشاف سلالة من فيروس شلل الأطفال من النوع 2 في غزة.
وذكرت المنظمة أنه على الرغم من عدم اكتشاف أي حالات سريرية، إلا أن الخطر على الأطفال لا يزال مرتفعا – "ويجب أن نتحرك بسرعة لمنع انتشار الفيروس واحتوائه".
وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتورة حنان بلخي إنه ينبغي على الفور فتح جميع الطرق الممكنة أمام المرضى في قطاع غزة وعلى رأسها معبرا كرم أبو سالم ورفح، إلى الأردن ومصر، ومن هناك إلى بلدان أخرى.
ودعت بلخي كذلك إلى استئناف تحويل المرضى وعمليات الإجلاء إلى الضفة الغربية، وخصوصا القدس المحتلة، "إذ لا يزال أكثر من عشرة آلاف شخص في غزة بحاجة إلى الإجلاء الطبي".
وأعربت عن القلق البالغ إزاء اكتشاف نوع متحور من فيروس شلل الأطفال من النمط الثاني في عينات بيئية في غزة.
وقالت إن هناك حاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار، لضمان تنفيذ حملات التطعيم ضد شلل الأطفال بنجاح، مشددة على أن "الإخفاق دون تحقيق ذلك يعني المجازفة بانتشار الفيروس على نطاق أوسع، وحتى عبر الحدود".
دورة لا نهائية من النزوح
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن الأعمال العدائية المستمرة وأوامر الإخلاء المتكررة تتسبب في دورة لا نهائية من النزوح وتجعل من الصعب، بشكل متزايد، على الناس الحصول على المساعدات الإنسانية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة، بعد 10 أشهر من الحرب.
وكمثال على ذلك، يوضح المكتب الأممي أنه عندما يضطر الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في غزة إلى الفرار فجأة، يكون من الصعب للغاية على الشركاء في المجال الإنساني مراقبة ومتابعة تقديم الخدمات الضرورية لهم، بينما يصعب على الأسر النازحة حمل لوازم الوقاية من سوء التغذية وعلاجه.
كما أن النزوح المتكرر - إلى جانب انعدام الأمن والقيود المفروضة على الوصول والتحديات الأخرى - يعيق الكشف المبكر عن الأطفال والنساء الذين يحتاجون إلى خدمات التغذية. وهذه العوامل تحد أيضا من قدرة الشركاء على توسيع نطاق وجودهم التشغيلي وتخزين الإمدادات المنقذة للحياة.
وأكد المكتب الأممي التزام الأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني في غزة بتقديم المساعدة الحيوية إلى الناس في جميع أنحاء القطاع حيثما ومتى أمكن ذلك.
ويواصل الشركاء العاملون في مجال الاستجابة للمأوى في غزة رصد حركة واحتياجات الأشخاص المشردين حديثا في دير البلح وخان يونس وتقديم الدعم اللازم.
وفي الوقت نفسه، وصل 48 من شركاء الأمم المتحدة العاملين في مجال الاستجابة الصحية في غزة إلى أكثر من ربع مليون شخص، في جميع أنحاء القطاع، منذ 22 تموز/ يوليو الماضي. هناك أيضا أكثر من اثني عشر فريقا طبيا للطوارئ يدعمون العاملين في مجال الرعاية الصحية المحليين، منها ثلاثة فرق في شمال غزة.
ومع ذلك، يقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن استمرار الهجمات العسكرية الإسرائيلية والقصف تسبب في العديد من الحوادث والإصابات الجماعية خلال الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى إجهاد قدرة المنظمات الإنسانية على الاستجابة لحالات الطوارئ.
كما أن سوء حالة المياه والصرف الصحي والنظافة - إلى جانب الاكتظاظ - يؤدي أيضا إلى تفشي الأمراض.
ترجمة خاصة لوكالة سند