"نخوض حرب استنزاف منذ عشرة أشهر وليس لدينا استراتيجية للخروج من الأزمة أو مواجهة إيران وهذا يضر بمصالحنا"، هكذا علق رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان على الأزمة المتصاعدة في دولة الاحتلال الذي يقف والمنطقة على قدم واحدة في انتظار الرد الإيراني المرتقب على جريمة اغتيال القائد إسماعيل هنية.
عاموس يدلين- القناة 12 العبرية قال " نحن في معركة إقليمية في مواجهة محور يريد جرنا إلى حرب استنزاف طويلة ومتعددة الجبهات"، ويبدو أن هذا السيناريو هو الأكثر إثارة لمخاوف الاحتلال.
ويعيش الاحتلال حالة من الشلل خاصة في المناطق الشمالية، حيث أفادت وكالة "رويترز"، بأن الاحتلال رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى، وخزنت خدمة الإسعاف "الإسرائيلية" إمدادات الدم في مركز محصّن، تحت الأرض، كما أخرجت مصانع المواد الخطرة.
كما تفحص بلديات الاحتلال الملاجئ وإمدادات المياه، في وقتٍ تمّ إجلاء عشرات الآلاف من المستوطنين من المناطق الشمالية، الواقعة في مرمى صواريخ حزب الله منذ بداية الحرب، كما أصبحت العديد من المستوطنات الحدودية الآن مهجورة تماماً، بينما يخشى الاحتلال من سيناريو عمليات سحب الأموال النقدية الجماعية.
ويترافق ذلك مع استمرار حشد الولايات المتحدة مزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لما تقول إنها لحماية قواتها وحليفتها من تهديدات إيران والفصائل وحزب الله والجماعات المرتبطة بها، حيث يرى خبراء عسكريون أن جيش الاحتلال ليس لديه القدرة على الرد على حرب إقليمية، أو الدفاع عن بنيته التحتية، أو هزيمة إيران وحزب الله وحده، خاصة أنه في سيناريو الحرب الشاملة فإن المستوطنات ومحطات الطاقة ومحطات الوقود والبنية التحتية الصناعية والقواعد العسكرية ستتعرض للهجوم بآلاف الصواريخ والطائرات المسيرة يومياً.
ويجري الحديث عن ثلاثة سيناريوهات للرد الإيراني تأتي على النحو التالي:
السيناريو الأول: تنفيذ اغتيالات سياسية أو ضرب أهداف سياسية بعيدا عن الأهداف الاقتصادية والحيوية.
السيناريو الثاني: ضرب أهداف حيوية وعسكرية كما جرى في الرد الذي نفذته إيران في أبريل/نيسان الماضي.
السيناريو الثالث: الرد المزدوج عبر استخدام إيران جبهات إسناد مختلفة كما في سوريا واليمن والعراق من أجل توجيه ضربة لـ(إسرائيل) مما يؤدي إلى التصعيد لحرب إقليمية شاملة، خاصة أن حوادث اغتيال هنية في طهران وفؤاد شكر في لبنان وقصف الحديدة في اليمن يدفع نحو المشاركة في رد موحد وموسع ويستوجب حالة من التنسيق المباشر والمتابعة بين قوى محور المقاومة.
وأياً كان السيناريو الذي سيجري للرد المنتظر في ظل توارد الأبناء التي تنقل عن مسؤولين إيرانيين بارزين بأن الرد "القاصم" سيكون قريب وقوي، فإن حالة الاستنزاف والاستنفار على مدار ايام طويلة هي جزء من الرد والعقاب على الجريمة، وتجعل الاحتلال أمام خيارات صعبة ومعقدة في التعامل مع الحالة الراهنة، ما بين احتواء التصعيد أو الحرب الاقليمية، وهذا أيضاً يجعلها تمتنع عن توجيه ضربة استباقية كما طالب بعض مسؤوليها.
ولا يمكن تجاهل التحذيرات الأمريكية في هذا الجانب، حيث أن الولايات المتحدة التي تخشى على مصالحها في المنطقة تحاول منع تدهور الأوضاع لحرب إقليمية، وفي هذا الاطار نشر اللواء "الإسرائيلي" المتقاعد، إسحاق بريك، مقالاً على موقع القناة 12 بعنوان "إسرائيل تتحرك بسرعة نحو حرب إقليمية تعتمد فيها بشكل كامل على الولايات المتحدة" قال فيه إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، منع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، من شن ضربة استباقية وأخبره أنه إذا اتخذ مثل هذه الخطوة دون موافقة الولايات المتحدة ثم اندلعت حرب إقليمية، فلن يقفوا مع "إسرائيل".
وأضاف بريك: “تخميني هو أن بايدن أخبر نتنياهو أنه حتى لو تجاوز حزب الله وإيران الخط الأحمر وعانى "الإسرائيليون" بشكل كبير، فإن الولايات المتحدة ستشن هجومًا عنيفًا على إيران والأهداف العسكرية والاقتصادية لحزب الله إلى جانب "إسرائيل"، مضيفاً إذا لم يستمع نتنياهو إلى بايدن من الآن فصاعدًا، فسنكون وحدنا في حرب محتملة.
وهذا ما يدعمه توارد التقارير الإخبارية التي تتحدث عن محاولة منع الولايات المتحدة من الانزلاق لحرب إقليمية عبر البحث عن صفقة شاملة تمتنع فيها إيران عن الرد ومهاجمة الاحتلال مقابل إبرام صفقة وقف اطلاق النار في غزة.