قائمة الموقع

ما قصة صاحب الصورة المسربة من (سيدي تيمان)؟

2024-08-09T10:42:00+03:00
الأسير إيراهيم سالم
خاص - الرسالة نت

تسربت صورته من معتقل (سيدي تيمان)، وتداولتها الصحف العبرية حتى وصلت إلى مواقع التواصل، فعرفته ابنته الصغرى راكضة إلى عمها صارخة "والله بابا يا عمو، بابا".

هكذا قال إبراهيم سالم وهو يحكي قصة الصورة الشهيرة له أثناء اعتقاله في (سيدي تيمان) لمدة 52 يوما، قضاها في عذابات بين شبح وضرب وحرمان، يحكي عن الصورة قائلا: "حينما أراها أشعر بفخر، وقفت مغمض العينين لست ساعات متواصلة عقابا لي وقد كانت عائلتي التي لا تعرف مكاني تعتقد بأنني ميت بعد أن فقدوا الأمل بعودتي".

كنت في هذه الصورة رافضا للرضوخ لقرارات الجيش، فعوقبت بالوقوف هكذا لست ساعات متواصلة، قضيت 25 يوما وأنا مغمض العينين جالس على ركبي، وحينما نقلوني لسجن النقب وأزالوا العصبة عن عيني، لم أصدق بأنني أرى النور" .

جاع إبراهيم، وعطش وذاق كل أصناف العذاب، ثمانية أشهر من الحرمان والضرب، ورأى كيف يموت الأسرى تحت التعذيب، صرخ مرة حينما مات أحد المعتقلين، فشبحه السجانون لثلاثة أيام متواصلة.

يقول: "كانت أيام صعبة جدا، 52 يوما من الخوف والرعب، همجية وضرب وجوع وحرمان من الطعام، كانوا يحبسونني في غرفة تحت المكيف البارد في عز البرد بعد تعريتي من ملابسي، يضربونني في أماكن حساسة، كل المساجين مصابون بالجرب، كانوا يحضرون لنا طعاما مليئا بالأوساخ وأعقاب السجائر، وفي مرة أحضروا لنا أرز برائحة كريهة بعد أن تبول فيه الجنود !"

عاد إبراهيم سالم لعائلته، فقد أفرجوا عنه بعد ثمانية أشهر وهو يعاني من وجع في الكلى بسبب الضرب، وكسور في أضلاعه، ورضوض منتشرة في جسده، لا يستطيع تحمل آلام الركب بسبب الجلوس عليها لأيام متواصلة، ويعاني من أوجاع في العظام وعدم القدرة على الحركة .

قصة من عشرات القصص في المعتقل سيئ الصيت، خرج إبراهيم إلى النور ليحكيها، ولا زالت قصص الكثير من الأسرى هناك محبوسة خلف الزنازين، منهم من سيعود مريضا محملا بالأسى ومنهم من لا يعود وسيظل مختفيا مفقودا في زنزانة .

وفي أبريل/نيسان الماضي، نشرت "هآرتس" رسالة كتبها طبيب مركز الاعتقال ووثقت ظروف السجناء، حيث يتم إجبارهم على استخدام الحفاضات، وتقييد أيديهم وأرجلهم بشكل دائم؛ ما أدى إلى حالات بتر أطراف جراء الجروح الناتجة عن الأصفاد المستخدمة في تقييد الأقدام والأيدي لفترة طويلة.

ووفقا للتقارير المسربة والشهادات فقد قتل الجنود 60 معتقلا في سيدي تيمان معظمهم من غزة. ولا تتوافر إحصائية إسرائيلية دقيقة، بل معظم الأرقام والمعلومات تعتمد على شهادات وتسريبات من داخل المعتقل فلا يوجد أرقام دقيقة لإجمالي عدد المعتقلين من غزة منذ اندلاع الحرب.

المحامي خالد محاجنة ، هو المحامي الوحيد الذي سمح له بلقاء أحد الأسرى لمرة واحدة لم تتكرر، وقد أوضح أن معتقل (سدي تيمان) هو معسكر للجنود والجيش الإسرائيلي يحتجز فيه أكثر من 1000 معتقل فلسطيني من قطاع غزة. وهم محتجزون في أربع غرف وفي كل غرفة يحتجز ما لا يقل عن 150 أسيرا في ظروف لا إنسانية بل ووحشية بدون أغطية أو وسادات للنوم .

وأشار إلى أن الأسرى يواجهون أبشع وسائل التعذيب والتنكيل، فقد لأنهم من قطاع غزة، وليس بهدف الحصول على معلومات بل كان هدف الجنود الرئيسي هو الانتقام فقط .

اخبار ذات صلة