بعد توقف المفاوضات برعاية قطرية مصرية للتوصل لاتفاق ينهي حرب الإبادة على قطاع غزة، والتي ينشها الاحتلال منذ السابع من أكتوبر على غزة، إثر اغتيال (إسرائيل) رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وسلسلة مجازر نفذتها في ضد المدنيين في مراكز الإيواء، أعلن الوسطاء من خلال بيان ثلاثي مشترك صدر عن (مصر، قطر، الولايات المتحدة) السبت، عقد لقاء الخميس المقبل 15 أغسطس بخصوص صفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار، والذي جاء في البيان أنه آن الآوان لتنفيذه.
لكن حركة "حماس" التي انتخبت يحيى السنوار رئيسا للحركة خلفا لهنية، أصدرت بيانا مهما، حول تجدد المفاوضات، مطالبة الوسطاء عرض خطة تعتمد على المحادثات السابقة وتنفيذ ما جرى التوافق عليه في يوليو بدلا من الانخراط في مفاوضات جديدة، واعتبار أن الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال.
بيان حماس اعتبرته النخب السياسية الفلسطينية والعربية والفلسطينيين في قطاع غزة، أنه يأتي لوضع حد لمراوغة الاحتلال الذي يستغل هذه المفاوضات بارتكاب مزيدا من المجازر ضد المدنيين العزل في أماكن النزوح وتهجيره للفلسطينيين من مكان لأخر.
(إسرائيل) تعطل المفاوضات
إذ عزز موقف حماس بأن الاحتلال هو الذي يعطل المفاوضات، الخلافات الداخلية في (إسرائيل) بعد شن ويزير حرب الاحتلال "يوآف غالانت" هجوماً حاداً على بنيامين نتنياهو، بشأن صفقة تبادل الأسرى والحديث المتكرر عن "الانتصار المطلق" في الحرب.
ووصف غالانت عبارة "الانتصار المطلق" التي يكررها نتنياهو بأنها "هراء". وقال إنه في "الغرفة المغلقة لا يظهرون الشجاعة نفسها".
وأضاف أن "تأخر الصفقة (لتبادل أسرى) هو بسبب (إسرائيل) أيضا.. وأنه لن يحدث شيء إذا انسحبت (إسرائيل) من محور فيلادلفيا لشهرين".
الاحتلال كاذب
الشاب صبري أبو طالب الذي يجلس في مخيم يعرف بـ"الست أميرة" بدير البلح وسط القطاع، يقول: "موقف حماس واضح ويأتي لوضح حد لمراوغة الاحتلال والذي يحاول تضييع الوقت ليرتكب مزيدًا من الجرائم بحق الفلسطينيين".
ويعبر الشاب أبو طالب الذي يبلغ من العمر "34 عامًا"، عن عدم اكتراثه بعودة المفاوضات قائلًا :" لم يعد لدينا أمل في المفاوضات خاصة أن الاحتلال يخادع العالم وعلى مرأى ومسمع جميع الدول التي لا تحرك ساكنًا أمام جرائمه.. لكن موقف حماس من المفاوضات كان إيجابي وندعمه".
ويرى الشاب الذي يجلس أمام "بسطة" لبيع الحطب في المخيم، وهو نازح من مدينة غزة للجنوب تحت قصف وبطش الاحتلال، أنه لولا الدعم الأمريكي والدولي لما استطاعت (إسرائيل) أن تخدع الوسطاء بملف المفاوضات.
ويختم حديثه قائلًا:" بيان حماس بشأن المفاوضات يعبر عن الموقف الحقيقي لأبناء شعبنا.. وعلى الرغم من الوضع المأساوي الذي نعاني منه جراء النزوح لكننا نقف صفًا بجانب المقاومة وندعم موقفها بالمفاوضات".
الكرة أمام الوسطاء
الحاج أبو محمد الكفارنة الذي يبلغ من العمر (58 عامًا) يرى أن الاحتلال هو من يعطل مسار المفاوضات على مدار الشهور الماضية، لوضعه الكثير من الشروط، ثم يتراجع عنها.
ويقول الحاج أبو محمد الذي قصف الاحتلال منزله واستشهد عدد من أفراد عائلته في حديث لـ"الرسالة"، :" الاحتلال مارس الكذب والتدليس على العالم أجمع فيما يخص ملف المفاوضات لكسب الوقت وتنفيذ مزيد من المجازر بحق أبناء شعبنا".
ويضيف "لو أن الاحتلال يريد أن إنجاز الصفقة وإنهاء الحرب على قطاع غزة، لما لجأ مؤخرًا إلى ارتكاب مزيد من الجرائم وتهجيره للفلسطينيين في خانيونس للمرة الثالثة خلال أقل من شهر".
ويشير الحاج أبو محمد إلى أن بيان حماس بما يخص المفاوضات، يضع الكرة أمام العالم والوسطاء بأنه يجب أن ننهي حالة المراوغة التي يمارسها الاحتلال، ولكسب الوقت بدلًا من العودة للنقطة الصفر.
(إسرائيل) تريد كسب الوقت
أما الشاب خليل عجور وهو طالب جامعي يدرس تخصص علوم سياسية في جامعة الأزهر، يرى أن الاحتلال يريد العودة للمفاوضات من أجل كسب مزيد من الوقت، حتى يتهرب من رد إيران وحزب الله على اغتيال إسماعيل هنية في طهران.
ويقول الشاب عجور في حديث لـ"الرسالة" :"الاحتلال يعيش حالة من الخلافات الداخلية بين مؤيد للصفقة ومعارض.. لكن الذي يتحكم بالقرار هو نتنياهو الذي يخشى من سقوط حكومته بعد التوصل لاتفاق لوقف الحرب على قطاع غزة".
ويشير إلى أن موقف حماس بشأن المفاوضات يأتي في سياق لوضع حد لسياسة الاحتلال بالهروب من المفاوضات ونتائج وشروط الصفقة التي أنجزت خلال الشهور الماضية، ومنع وضع (إسرائيل) أي شروط جديدة.
ويرى أن موقف حماس أخرج ملف صفقة تبادل الأسرى من دائرة التفاوض إلى حيز تنفيذها وتطبيقها من خلال خطة يشرف عليها الوسطاء بعد الاتفاق مع حركة حماس والمقاومة.