قال الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني محمد المقابلة، الخميس، إن "المقاومة الفلسطينية أذكى من أن تنشر صورة الأسير الإسرائيلي الذي قُتل على يد أحد مجندي القسام أخيرا".
وأضاف المقابلة أن "عدم نشر المقاومة للصورة يذل على ذكاء استراتيجي وتخطيط بعيد، حيث أن (حماس) لم تقل إن الصورة المنشورة للأسير القتيل قبل يومين، وإنما نشرت صورة (عينة) لترسخ بالوعي وتثير المشاعر بين المجتمع الإسرائيلي".
وأوضح أن "الصورة المنشورة تعود لجندي قتيل منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ومعروف لدى المجتمع الإسرائيلي وللأجهزة الأمنية".
وأكد أنه "لو نشرت المقاومة الصورة الحقيقة للأسير القتيل، فإنها تقدم معلومات مجانية للأجهزة الامنية الإسرائيلية، ولأصبحت معلومات القتلى معروفة".
وأشار المقابلة، إلى أنه "من مصلحة المقاومة أن تخفي الهوية الحقيقة للذين قتلوا، ليبقى كل أهالي الأسرى الإسرائيليين في حالة حيرة وخوف، وهذا يشحنهم ويشجعهم على النزول للشارع".
وشدد على أن "المقاومة قادرة عل إعماء المعلومات تماما، والتمويه على الأجهزة الأمنية للعدو".
ويحاول جيش الاحتلال، من خلال تكذيب ما نشرته كتائب "القسام"، أن يمارس عليهم لعبا لنشر الصورة الحقيقة للقتيل في محاولة لإثبات صدقية المقاومة، بحسب المقابلة.
وكان الناطق باسم كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" أبو عبيدة، حمّل في وقت سابق اليوم، الاحتلال "الإسرائيلي" مسؤولية ما يتعرض له أسراه بسبب ممارسته الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال أبو عبيدة في تصريح: "نحمل العدو المسئولية الكاملة عن كل ما يتعرض له أسراه من معاناة ومخاطر، نتيجة كسره لكل قواعد التعامل الإنساني والبشري وممارسته للإبادة الوحشية ضد شعبنا".
وأضاف أنه "بعد التحقيق في مقتل أحد أسرى العدو على يد حارسه، تبيّن أن المجند المكلف بالحراسة تصرف بشكل انتقامي خلافا للتعليمات، بعد تلقيه خبر استشهاد طفلَيه في إحدى مجازر العدو".
وأكد أبو عبيدة أن "الحادثة لا تمثل أخلاقياتنا وتعاليم ديننا في التعامل مع الأسرى، وسنشدد في التعليمات بعد تكرار الحادثة في حالتين حتى الآن".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 40 ألفا وخمسة شهداء، وإصابة أكثر من 92 ألفا و401 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.