أعلن مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة الفلسطينية مروان الهمص عصر اليوم الجمعة، تسجيل أول حالة إيجابية بفايروس "شلل الأطفال" في قطاع غزة.
وقال الهمص في تصريحٍ صحفي إنّ منظمة "يونسيف" أبلغتهم بتسجيل أول إصابة لطفل بـ "شلل الأطفال" في قطاع غزة، محذرًا من أنّ الإصابة سيكون مقابلها 200 حالة لم تكتشف بعد ولم تظهر عليها الأعراض.
وأكد أنه مع تسجيل أول إصابة بالفيروس، سيبدأ القطاع بتسجيل المزيد من الحالات، مضيفًا أنّ العالم احتفل قبل فترة جيزة بانتهاء انتشار هذا الوباء لكن مع حرب الإبادة في غزة فهناك حرب أخرى تتمثل في انتشار الأوبئة وأول ضحاياها هم فئة الأطفال.
وفي وقت سابق من اليوم طلبت الأمم المتحدة اليوم هدنة في قطاع غزة لـ 7 أيام لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل تحت سن العاشرة ضد فايروس "شلل الأطفال"، الذي اكتُشف في مياه الصرف الصحي في القطاع مؤخرًا.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت في الـ 29 من تموز/ يوليو المنصرم، أنّ غزة منطقة وباء لـ "شلل الأطفال" بعد اكتشافه في مياه الصرف الصحي بمحافظتي خانيونس والوسطى؛ ما يُشكل "تهديدًا صحيًا لسكان القطاع والدول المجاورة وانتكاسة لبرنامج استئصال شلل الأطفال عالميًا".
وأفاد مدير عام الرعاية الصحية بوزارة الصحة موسى عابد أنّ القطاع بحاجة لـ 1.3 مليون جرعة لقاح لمكافحة فايروس "شلل الأطفال" لكن الاحتلال لا يزال يرفض إدخالها إلى غزة، وهو ما سيفاقم الأوضاع الصحية ويترك آثارًا خطيرة على صحة الأطفال وكبار السن والمرضى.
وشلل الأطفال، الذي ينتشر بشكل رئيس عن طريق البراز والفم، هو فيروس شديد العدوى يمكن أن يغزو الجهاز العصبي ويسبب الشلل، ويصيب بشكل رئيس الأطفال دون سن الخامسة.
وفي أعقاب اكتشاف الفايروس، وصفت منظمة الصحة العالمية اكتشافه بـ "مقلق جدًا"، مرجحةً تفشيه بين الغزيين مع حرمان جميع السكان في القطاع من تدخلات أساسية في الصحة العامة من شأنها الوقاية من انتشار الأمراض.
وثمة أمراض عديدة انتشرت في قطاع غزة بعد خروجها عن السيطرة، في ظلّ انهيار المنظومة الصحية نتيجة استهدافها المتعمد طوال أشهر الحرب، أبرزها التهاب الكبد الوبائي وأمراض الجلدية.
وأكثر من مرة دعت وزارة الصحة ومنظمات حقوقية إلى وقف العدوان الإسرائيلي فورًا وتوفير المياه الصالحة للاستخدام، وإصلاح خطوط الصرف الصحي وإنهاء تكدس السكان في أماكن النزوح.
وقد حذرت منظمات دولية مرارا من أن تدمير الاحتلال للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في قطاع غزة، وإجباره السكان على النزوح والاكتظاظ في مناطق ضيقة مع حجب إمدادات الغذاء والمياه، أدى إلى تصاعد خطر الأمراض والأوبئة القاتلة.