صباح منطقة الزوايدة في منتصف القطاع كان شبيها بكل الصباحات التي تعيشها غزة منذ 316 يوم، فقد ارتقى سبعة عشر شهيدا في مستودع تمتلكه عائلة العجلة في الزوايدة لجأت إليه بعد أن صنف الاحتلال المنطقة بالآمنة، ثم قصفه الاحتلال فجر اليوم دون انذار للنازحين.
أحد شهود العيان قال :" تفاجأنا بالقصف وخرجنا فوجدنا المستودع ركاما وقد استشهد كل من فيه، أحصينا في الدقيقة الأولى للمشهد ستة عشر شهيدا، أحد عشر منهم من عائلة العجلة التي لجأت إلى المستودع نازحة من مدينة غزة قبل ستة أشهر.
عائلة مكونة من أب وأم وتسعة أطفال أكبرهم ابن الستة عشر، وأصغرهم في عمر العامين، بالإضافة إلى الجدة، جميعهم مسحوا من السجلات المدنية .
ثم وصل العدد إلى اثني عشر شهيدا، وخمس اصابات ولا زال خمسة تحت الردم لا يستطيع المواطنون انتشالهم في ظل ضعف الإمكانيات المتاحة وقلة عدد سيارات وعمال الدفاع المدني .
شطبت عائلة العجلة من السجل المدني، ولم تكن تلك الغارة وحدها، بل نفذت الطائرات غارة جوية على منزل عائلة أبو معلا غرب النصيرات وانتشلت سبعة شهداء ثلاثة منهم أطفال وجميعهم من عائلة واحدة، وأعداد كثيرة من المصابين بجروح خطيرة وصلوا لمستشفى شهداء الأقصى ومستشفى العودة وسط مخيم النصيرات.
كما ونفذت طائرات الاحتلال الغارتين بدون سابق انذار، مخلفة دماء كثيرة ودمار أكثر، بالإضافة إلى حملة نزوح كبيرة من شرق دير البلح ومنطقة المصدر وسط مخيم المغازي والزوايدة وبعد أن صنفها جيش الاحتلال بالمناطق الآمنة .
ولا زالت حتى هذه اللحظة قوات الاحتلال تتغول شرق خان يونس لليوم الحادي عشر على التوالي في عملية عسكرية جديدة، بالإضافة ألى تدمير أربعة أبراج بالكامل من مدينة حمد .
كما وكان الاحتلال قد أنذر مناطق متفرقة في مدينة دير البلح بالاخلاء أمس بالاضافة إلى مواصي غرب خان يونس .
ما زالت الغارات مستمرة حتى هذه اللحظة في وسط القطاع وجنوبه، ولا زال الجنود يمارسون ساديتهم، والطائرات تمارس غاراتها القاتلة على أرجاء القطاع، في ظل الحديث عن مفاوضات وتهدءة.