قائد الطوفان قائد الطوفان

غزة تعاني شلل الأطفال بعدما كانت الأولى عالميا في مكافحته

الرسالة نت -غزة

ظل قطاع غزة، وعلى مدى عقود طويلة يتربع على قائمة المناطق الأكثر تحصينا من الأمراض الفيروسية المعدية على الصعيد العالمي بحسب منظمة "يونيسف".

 

ومع إعلان وزارة الصحة الفلسطينية مؤخرا عن تسجيل أول حالة بمرض شلل الأطفال في قطاع غزة، استنفرت كل الأجهزة الطبية في القطاع، والتي استنزفت إلى حد بعيد منذ بدء العدوان، لاستقبالها أكثر من ١٥٠ ألف شهيد وجريح وتدمير معظم المستشفيات والمراكز والمنظومة الصحية بشكل ممنهج.

 

وأكد وزير الصحة الفلسطيني في قطاع غزة ماجد أبو رمضان أن استمرار العدوان على غزة "نجم عنه كارثة صحية حقيقية"، مناشدا المنظمات الدولية "سرعة التدخل لوقف العدوان الهمجي وإنقاذ ما تبقى من المنظمة الصحية حفاظا على حياة السكان".

 

وقال أبو رمضان في مؤتمر صحفي أمس الأحد، إن "الإعلان عن أول إصابة بفيروس شلل الأطفال في غزة، يعني أن هناك مئات الحالات غير المكتشفة".

 

مشددا على أن "الاحتلال يقوّض جهودنا لاحتواء وباء شلل الأطفال".

 

وكشف أن وزارته بدأت بالعمل على تنفيذ حملة تطعيم واسعة في قطاع غزة بالتنسيق مع وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - أونروا"، ومنظمة "الأمم المتحدة للطفولة - يونيسيف".

 

وأشار إلى أن "مياه الصرف الصحي وتراكم النفايات بين النازحين ونقص احتياجات النظافة خلق بيئة مواتية لتفشي الأوبئة في غزة".

 

وأوضح وزير الصحة الفلسطيني أن "أوامر الإخلاء الجديدة حصرت مناطق الإيواء في أقل من 10 بالمئة من قطاع غزة".

 

وأوضح أن حملة التطعيم التي تدعمها الأمم المتحدة، ستنفذ في 400 مركز موزعين على قطاع غزة، مطالبا بضمان سلامة أمن الفرق الطبية التي ستقوم بعملية التطعيم.

 

وكشف أن لقاحات شلل الأطفال ستصل إلى قطاع غزة خلال الأيام المقبلة دون تحديد موعد لذلك.

 

وطالبت الأمم المتحدة بهدنة إنسانية لإيصال التطعيمات والأمصال إلى قطاع غزة، وتنفيذ عملية التطعيم، إلا أن هذا النداء لم يجد آذانا صاغية من دول الاحتلال، وواصلت عدوانها على غزة.

 

ورحبت حركة "حماس" في بيان لها اليوم الأحد، بهذه الدعوة وأكدت التزامها، ودعت للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه والسماح للمساعدات والخدمات الطبية بالدخول لغزة.

 

وحذر مدير المستشفيات في قطاع غزة، الطبيب محمد زقوت، من أن انتشار هذا الوباء لن يقف عند حدود قطاع غزة، مطالبا المؤسسات الدولية والجهات ذات العلاقة اتخاذ ما يلزم لمنع انتشاره داخل قطاع غزة وخارجه.

 

وقال زقوت إنه منذ الإعلان عن أول إصابة بفيروس "شلل الأطفال" تم تشكيل عدة لجان مختصة للقيام بحملة ذات مهام مختلفة للحد من انتشار الوباء بمشاركة منظمتي الصحة العالمية و"يونيسيف"، بالإضافة إلى وكالة "أونروا"، وعدد من الخبراء.

 

وأوضح أنه اُسْتُكْمِل الإعداد والتجهيز لحملة التطعيم لمكافحة "شلل الأطفال"، والتي تستهدف الأطفال دون سن 10 سنوات "وبانتظار وصول التطعيمات إلى قطاع غزة".

 

وشدد زقوت على أن "هذه الحملة لا يمكن أن يكتب لها النجاح دون تمكين الفرق الطبية من الانتشار الواسع الأمر الذي يستلزم وقفا عاجلا لإطلاق النار".

 

كما أشار إلى أن "حملة التطعيم هذه لن تكون كافية إذا لم يكن هناك حلول جذرية لمشاكل الصرف الصحي وتجمع النفايات بين خيام النازحين وتوفر مياه الشرب الصحية ووقف العدوان".

 

ومن جهته كشف مدير عيادة "السلام" في مدينة غزة، هاني الغول، عن وجود "عشرات الأمراض التي ضربت المواطنين طوال الحرب، والتي تسببت في تراجع الوضع الصحي في القطاع".

 

وأشار الغول إلى أنه "من أخطر هذه الأمراض بعد شلل الأطفال كان فقر الدم الذي أصاب قرابة ٩٠ بالمئة من المرضى الذين وصلوا العيادة".

 

وشدد على أن "الهزال والضعف الشديد في أجسام المرضى كان واضحا"، مشيرا إلى "أنهم يوميا يستقبلون من بين ٥٠٠- ٧٠٠ مريض بخلاف الجرحى والشهداء".

 

واتهم الغول دولة الاحتلال بتعمد هدم المراكز الصحية الأولية التي تقدم الخدمة الطبية اليومية للفلسطينيين "كما حصل في عيادة السلام، ومن قبل عيادة الزيتون وعيادة صبحة في الشجاعية وعيادة الصبرة التابعة للأونروا، وقبل كل ذلك تدمير أكبر مجمع طبي في فلسطين وهو مجمع الشفاء الطبي".

 

وناشد الغول توفير الأدوية المناسبة لهم وتوفير حماية لهذه المراكز الطبية وتأمين الوصول إليها حتى في حال كان هناك أي توغل أو اجتياح.

 

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 317 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من السكان.

نقلا عن قدس برس

البث المباشر