بعد تكدس النازحين في مساحة ضيقة

أزمة مياه الشرب تعصف بالنازحين وتهدد حياتهم

أزمة المياه في غزة
أزمة المياه في غزة

الرسالة نت- محمد العرابيد 

تتواصل حرب الإبادة (الإسرائيلية) على قطاع غزة، للشهر العاشر على التوالي، استخدم الاحتلال خلالها أبشع أنواع الجرائم بحق المدنيين العزل في القطاع، ما فاقم في معاناة الفلسطينيين، الذين باتوا يعيشون دون أدنى مقومات الحياة، ومنها مياه الشرب 

خلال الأيام الماضية أجبر الاحتلال المدنيين في المناطق الشرقية لدير البلح وخانيونس، كذلك مناطق المغازي والبريج وسط القطاع، للنزوح مجددًا تحت القصف وإطلاق النار، ما هدد حياة الآلاف من الفلسطينيين والنازحين في هذه المناطق. 
إذ دفعت حدة الغارات الجوية والقصف (الإسرائيلي) المدنيين الفلسطينيين، إلى النزوح من مكان إلى آخر، بحثًا عن ملاذٍ آمن، في ظل تهديد الاحتلال، والبدء بعمليات عسكرية في مناطقهم السكنية.

تكدس النازحين
وصباح الجمعة، طالب جيش الاحتلال سكان شرقي دير البلح، وبلدة القرارة ومدينة حمد، وأحياء الجلاء والنصر شمالي مدينة خان يونس (جنوب)، وبلوكات في منطقة المواصي غرب خان يونس، بالإخلاء الفوري، مهددًا ببدء عملية عسكرية فيها.
وتعد هذه أول أوامر إخلاء الاحتلال للمناطق الشرقية لدير البلح وسط قطاع غزة، منذ بداية حرب الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، خاصة أن محافظة الدير يتجمع بها أكثر من مليون نازح من مناطق مختلفة بالقطاع. 
ومنذ عدوان الاحتلال على قطاع غزة، يعاني سكانها الأمرّين في توفير المياه الصالحة للشرب، والمستخدمة لأغراض التنظيف، جراء قطع إمدادات الكهرباء والمياه والوقود، واستهداف مرافق البنية التحتية الخاصة بالمياه والصرف الصحي.
إذ يصر الاحتلال على محاربة الفلسطينيين بالحصول على المياه الصالحة للشرب من خلال منع إدخال الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه، كذلك منع إدخال قطع غيارات محطات المياه التي استهدفها الاحتلال بشكل مباشر ومتعمد منذ السابع من أكتوبر الماضي.

 تضرر خدمات المياه
وقال رئيس لجنة الطوارئ في بلدية دير البلح إسماعيل صرصور، :"إن النازحين والمدنيين المقيمين في دير البلح سيتضررون من توقف خدمات المياه نتيجة قرارات الاحتلال بإخلاء مناطق شرق المدينة".
وأوضح صرصور في حديث لـ"الرسالة"، أنه بعد إخلاء الاحتلال للمناطق الشرقية لدير البلح، والقصف المتواصل على المدنية، فإن البلدية فقدت 10 آبار وخزانين (القسطل والبركة)، وأصبحوا خارج الخدمة، ما يضع حياة النازحين في خطر.
وأشار إلى أن 10 آبار المياة كانت تنتج نسبة 60% تقريبًا من كميات المياه التي يتم ضخها للسكان والنازحين في دير البلح، إضافة إلى أن خطر الوصول لعدد 3 آبار محاذية لشارع صلاح الدين. ويؤكد أن الآبار العشرة كانت تنتج قريب 9000 كوب مياه يوميًا.
** تقليص المناطق الإنسانية
ولفت صرصور إلى أنه منذ بدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الاحتلال اعتبر منطقة الدير آمنة، وبدأ يوجه الناس من شتى أنحاء قطاع غزة إلى المناطق الوسطى، إلا أنها شهدت أكثر المجازر المروعة لجيش الاحتلال.
 وأكد أن أكثر من 13 موجة نزوح شهدتها الدير من جميع مناطق غزة، أخرها خانيونس ومناطق النصيرات والمغازي، ما يقلص المنطقة الإنسانية في وسط القطاع.
وأشار صرصور إلى أن الإخلاءات تسببت بتكدس النازحين في منطقة دير البلح حتى وصل العدد لما يقارب مليون نازح، في منطقة تتعرض لمجازر مستمرة وقصف مدفعي متواصل.

أزمات إنسانية
وشهدت مناطق صنفها الاحتلال "إنسانية" في خان يونس ودير البلح، حالة نزوح لمئات الفلسطينيين باتجاه أقصى غرب القطاع، بعد طلب الجيش الإسرائيلي إخلاء أماكن وجودهم؛ استعدادا لتنفيذ هجمات على المنطقة.
ونوه صرصور إلى أن إخلاء الاحتلال لمناطق واسعة في الدير وخانيونس، ترتب عليه أوضاع إنسانية صعبة وقاسية للنازحين والمواطنين، خاصة في ظل حاجتهم للمياه بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة.
ولفت إلى أنه قبل العدوان على غزة، كانت حصة الفرد 40 لترا من المياه في فصل الصيف، لكن في ظل العدوان وحرب الإبادة، أصبحنا لا نستطيع أن نقدم 5 لتر يومًا لكل فرد ما يعرض حياتهم لخطر حقيقي. 
كما أن المناطق التي يطلب الاحتلال إخلاءها يوجد بها مكب نفايات رئيسي جرى إنشاؤه في فترة الحرب بعد منع الاحتلال لطواقم البلدية بكب النفايات في المنطقة الرئيسية لمناطق الوسطى. 

صعوبة الحصول على المياه

بدوره، قال سعيد البهتيني وهو أحد أصحاب سيارات المياه التي يجري توزيعها على مخيمات النازحين، :" بتنا اليوم أمام كارثة حقيقية في الحصول على المياه الصالحة للشرب للنازحين، حيث نواجه صعوبة بالحصول على المياه". 
وأضاف البهتيني في حديث لـ"الرسالة"، :" منذ أيام وتواجه محطات تحلية المياه الخاصة، صعوبة بالحصول على مصدر مياه من أجل تحليتها وتقديمها للنازحين من خلال الجمعيات الخيرية، وذلك بسبب انقطاع المياه، وتكدس النازحين في منطقة دير البلح".
وأوضح، أن تكدس أعداد النازحين في منطقة دير البلح قلص من إمكانية حصول العائلة الواحدة على حصة كافية من المياه، بحيث أصبحنا أن نقسم كميات المياه الصالحة للشرب على عدد من المخيمات بدلًا من مخيم واحد، وهي بالأساس لا تكفي حتى لمخيم واحد. 
ويتابع :" النازحون والمواطنون في مناطق وسط قطاع غزة، أمام كارثة حقيقة ستزيد خلال الأيام القادمة، وخاصة في ظل ارتفاع درجات الحرار وحاجة النازحين للمياه الصالحة للشرب". 

وقلص جيش الاحتلال مساحة المنطقة الإنسانية المكتظة بمئات الآلاف من النازحين، الذين بات عدد كبير منهم يقيمون في الطرقات دون أي خيام أو مأوى، بسبب تصاعد أوامر الإخلاء والقصف العشوائي خلال الأيام الماضية.

البث المباشر