يعيش سكان شمال غزة في حرب تجويع للشهر الحادي عشر على التوالي، في وقت تنتهج (إسرائيل) هذه الطريقة ضمن حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ شهر أكتوبر الماضي.
وتخلو الأسواق من أغلبية السلع التي يحتاجها المواطنون في وقت تمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلية إدخال شاحنات السلع والمساعدات دون مبررات.
وتعمل (إسرائيل) ضمن حرب الإبادة على معاقبة المدنيين الذين أصروا على البقاء في منازلهم وأفشلوا مخططات التهجير نحو جنوب غزة.
لا تعتادوا التجويع
المواطن عبد الرحمن عبيد من مشروع بيت لاهيا، يؤكد أن حرب التجويع في شمال غزة المستمرة منذ أشهر بلغت ذروتها، في ظل عدم تحرك الدول العربية ودول العالم جراء ما يجري من غطرسة وظلم تجاه المدنيين العزّل.
ويقول عبيد: "نعيش حرب قتل ودمار وتشريد من جهة وحربا في التجويع والتعطيش من جهة أخرى، وذلك يحدث في وقت يدّعي فيه العالم الإنسانية، ولكن ما نراه يدلل على أن هذا العالم أعور لا يرى سوى ما يريده".
ويدعو أحرار العالم لعدم اعتياد حرب التجويع التي تمر بها، مؤكدا أن حالة الهزال والضعف التي نعيشها تسبب مضاعفات صحية خطيرة.
ويتساءل عبيد إلى متى سنبقى دون طعام وشراب؟، هذا يحدث على مرأى العالم الذي يبرر للكيان المتغطرس استمرار قتل وتجويع شعب أعزل.
والمار في أسواق شمال غزة يجد الأسواق المدمرة الخالية من البضائع في وقت يعيش السكان جملة من الأزمات الاقتصادية والنفسية وسط حرب إبادة خلّفت أكثر من 50 ألف شهيد ومفقود، وآلاف الجرحى.
وتعمل سلطات الاحتلال على إدخال الطحين والمعلبات فقط إلى شمال غزة، لذر الرماد في العيون، في وقت تمنع فيه إدخال الخضراوات والفواكه واللحوم وحليب الأطفال.
عماد أبو مطر تاجر الخضراوات في سوق مخيم جباليا، يقول إنه بات اليوم دون عمل في ظل منع سلطات الاحتلال ادخال شاحنات الخضراوات لشمال غزة.
ويقول أبو مطر إن (إسرائيل) ترفض إعطاء التصاريح للتجار في شمال غزة، في إمعان لحرب التجويع الوحشية التي اعتاد العالم على مشاهدتها دون تحريك ساكن.
ويؤكد أنه لا يمكن لأي سلع أخرى تعويض الخضراوات والفواكه واللحوم للمواطنين، وخصوصا الأطفال الذين يعانون من هزال وضعف بسبب عدم توفر الطعام الصحي.
وبسبب أكل المعلبات التي تحوى موادا حافظة، يعاني الكثير من الأطفال من طفح جلدي ونقص في المناعة، في وقت يحذّر الأطباء من كثرة تناول المعلبات.
وحاليا يعيش في شمال غزة قرابة 700 ألف مواطن، جميعهم يعانون من حرب التجويع التي لم تنتهِ رغم بيانات شجب واستنكار أممية لا تسمن ولا تغني من جوع.
ويبقى السؤال الذي يراود سكان شمال غزة، إلى متى تستمر حرب الإبادة الجماعية بجانب حرب التجويع التي تديرها (إسرائيل) برعاية أمريكية، وما الخلاص لوقف ذلك؟