يواصل اقتصاد الاحتلال "الإسرائيلي" تكبد خسائر فادحة غير مسبوقة في تاريخ هذا الكيان بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على قطاع غزة للشهر الحادي عشر على التوالي.
وقال الخبير في الشأن الاقتصادي أحمد أبو قمر في حديث صحافي إن الاحتلال يتكبد خسائر مباشرة وغير مباشرة، موضحا أنه لا يمكن حصرها قبل نهاية الحرب، لكنها كبيرة جدا.
وأوضح أبو قمر أن الاحتلال يخسر على عدة مؤشرات، فعلى صعيد الميزان التجاري، بات حجم صادراته قليل جدا مقارنة مع العام الماضي، بالتالي تعقدت الأمور من هذه الناحية.
وذكر أنه وفق تقديرات وزارة التجارة لدى الاحتلال، فإن نحو 60 ألف شركة في الكيان ستغلق أبوابها بلا رجعة، خلال الحرب المستمرة، مبينا أن إفلاس هذه الشركات سينتج عنه آثارا كبيرة على القطاعات والمؤشرات الاقتصادية بالكيان.
من ناحية أخرى، أفاد المختص في الشأن الاقتصادي بأن شركات التصنيف الائتماني الثلاث الكبرى، خفضت التصنيف الائتماني لاقتصاد "إسرائيل".
وعقب: "هذا الخفض يعني أنه لا يوجد استثمارات ستتدفق من الخارج"، موضحا أنه كلما ارتفع التصنيف الائتماني تزيد الاستثمارات من رجال الأعمال خارج اقتصاد "الدولة"، وكلما انخفض تتفاقم المشكلة والأزمة.
ووفق المحلل الاقتصادي، حكومة الاحتلال ستضطر إلى خفض العجز في الموازنة حتى تتماشى مع التخفيض في التصنيف الائتماني، لكن هذا الأمر صعب حاليا في ظل الحرب والاستنزاف وحاجة الكيان لأسلحة تتطلب أموالا طائلة، وجيش يحتاج تكاليف مرتفعة جدا وأيضا ائتلاف حكومي يبتز نتنياهو ويريد ميزانيات ضخمة، حتى "الحريديم" يريدون ميزانيات كبيرة، وأيضا المجتمع العربي أصبح يطالب بميزانيته، "بالتالي المشكلة معقدة جدا على صعيد المصاريف".
ضربة للشيكل
ويترقب الشيكل "الإسرائيلي" ضربة قوية، بحسب أبو قمر الذي قال: "يتوقع مع أي ضربة إيرانية قوية أو من حزب الله، أن يصل الدولار الأمريكي إلى نحو 4 شواكل". وأضاف: "بالتالي هذا الضغط على الشيكل يؤلم الاقتصاد الإسرائيلي وأحد مؤشرات ضعفه".
وبعد مضي أكثر من عشرة أشهر على الحرب، تبدو المؤشرات على الاقتصاد الإسرائيلي سلبية جدا، لكنها ستكون أكثر وضوحا العام المقبل.
وبهذا الصدد، قال: "الآن الاحتلال يعيش العمق الكبير لآثار الحرب، لكن في عام 2025 سنرى كيف الحرب وطول أمدها سيدخل الكثير من القطاعات والمؤشرات الاقتصادية في الكيان بدوامة عميقة من الخسائر، وسنرى نظام فقاعات بمعنى أن شركات سوف تفلس هنا وهناك، ومؤشرات تسجل أرقاما سلبية غير مسبوقة".
تكلفة الحرب
وحول تكلفة الحرب المتواصلة على غزة، استعان أبو قمر بما ينشره إعلام الاحتلال أنها بلغت حتى الآن 250 مليار شيكل، ولا يزال العدوان مستمرا، عدا عن المساعدات العسكرية التي تلقاها الكيان من الولايات المتحدة بمليارات الدولارات.
ونوه بأن تكلفة الحرب تختلف عن الخسائر التي لا تزال ممتدة حتى بعد انتهاءها بأشهر بالإضافة إلى إغلاق الشركات وإفلاسها.
ووفق الخبير الاقتصادي، فقد سلط أكثر من مقال منشور في الإعلام العبري الضوء على مسألة خسائر الحرب المباشرة وغير المباشرة وأيضا تكلفتها حتى وصولها للشهر العاشر، حيث بلغت نحو 600 مليار شيكل، موضحا أن هذا الرقم خيالي وكبير جدا سيكون له تبعاته خلال الفترة المقبلة.