لم تسلم البنية التحتية لمحافظات قطاع غزة من هجمات واجتياحات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي تعمّد تدميرها ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها منذ شهر أكتوبر الماضي.
وفي جميع المناطق التي يدخلها جيش الاحتلال، يُمعن في تدمير كل ما يجده بطريقه، بما يشمل البنية التحتية.
وتتعمّد (إسرائيل) تدمير البنية التحتية ضمن سياسة التنغيص على المواطنين وحرب الإبادة الجماعية، في وقت يشاهد العالم هذه المآسي دون أن يحرّك ساكنا.
** بحاجة لمعدات
أبو خالد هو أحد أعضاء لجنة الطوارئ في مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، يؤكد أن جيش الاحتلال حوّل المخيم إلى منطقة منكوبة.
ويقول أبو خالد: "مع انسحاب جيش الاحتلال في نهاية شهر مايو، أدركنا عمق الدمار والكارثة التي تعمّد جيش الاحتلال إحداثها في مخيم جباليا".
ويضيف: "رغم ذلك، لم نستسلم وبدأنا منذ اليوم الأول لانسحاب الاحتلال في تأهيل ما يمكن تأهيله من البنية التحتية، ولكن نواجه يوميا تحديات كبيرة، أهمها في حجم الدمار الكبير بجانب نقص الوقود وقلة المعدات ومواسير المياه المخصصة لإصلاح البنية التحتية".
كما أن انقطاع التيار الكهربائي ومنع إدخال الوقود بجانب منع إدخال خلايا الطاقة الشمسية ومستلزماتها، يزيد الأمور تعقيدا في إيصال المياه للمواطنين.
في حين، يؤكد المواطن محمد أبو حجر أن لجنة الطوارئ في مخيم جباليا عملت ومنذ اليوم الأول لانسحاب جيش الاحتلال على إعادة المياه لمخيم جباليا في وقت تمتهن (إسرائيل) حرب التجويع والتعطيش لسكان شمال غزة.
ويقول أبو حجر إن حاجة سكان مخيم جباليا للمياه كبيرة جدا، وخصوصا في فصل الصيف، وهو ما يزيد معاناتهم في وقت يصعب توفير كميات كافية من المياه للسكان.
ويعرب عن تخوفه وجميع سكان مخيم جباليا، من غرق أجزاء كبيرة من المخيم خلال فصل الشتاء المقبل، بعد تدمير الاحتلال (الإسرائيلي) للبنية التحتية بالكامل.
ويشدد على ضرورة تبني مشاريع إصلاح البنية التحتية وإدخال المواد والمعدات اللازمة لذلك، والإسراع في تنفيذ هذه المشاريع في ظل اقتراب موسم الأمطار.
وفي مؤتمر صحفي عقده اتحاد بلديات شمال غزة، صباح الاثنين أمام بركة أبو راشد في مخيم جباليا، قال الاتحاد إن (إسرائيل) دمّرت أكثر من مليون ونصف المليون متر مربع من الطرق والشوارع في شمال غزة".
وأضاف الاتحاد: "دمرت إسرائيل 35 بئر مياه و 5 مضخات صرف صحي رئيسية، و 77 آلية نفايات وآليات ثقيلة، وكذلك محطة التحلية الرئيسية والتي تخدم شمال ومدينة غزة".
ولفت إلى أن (إسرائيل) دمرت 57 مولد كهرباء تستخدم لتشغيل الآبار والمضخات،وتراكم نحو 60 ألف طن من النفايات في الشوارع، وكذلك تدمير كامل لقطاع النقل والمواصلات".
وأكد اتحاد بلديات شمال غزة أنه ومع اقتراب فصل الشتاء، فإن معظم شبكات مياه الأمطار وشبكات الصرف الصحي مدمرة وهذا سيسبب غرق كثير من المناطق السكنية وخصوصا مخيم جباليا الذي يغرق كل عام بسبب اهتراء الشبكات وعدم قدرتها على استيعاب الكميات الواردة لمضخة أبو راشد المركزية".
وكذلك منطقة بيت لاهيا الشارع العام بعد تدمير المضخة الرئيسية للمدينة في مشروع بيت لاهيا.