تداول مُستخدمون عبر وسائل التواصل الاجتماعي خبرًا جاء فيه: "صحيفة يسرائيل هيوم: تقرير خطير يكشف: لقاحات شلل الاطفال التي وصلت غزة خطيرة وليست آمنة"، وجاء في التقرير أن إنتاج اللقاح تم في اندونيسيا وهي دولة نامية، ويتم استخدام غزة كمختبر تجريبي لمنظمة الصحة العالمية.
وذكر التقرير أن لقاح nOVP2 الذي تم إرساله من قبل منظمة الصحة العالمية لقطاع غزة هو لقاح تجريبي يعتمد على فيروس شلل الأطفال الحي ولكن الضعيف، وهو يختلف عن اللقاح المُعطِّل الخاص بفيروس شلل الأطفال.
وفي السياق، ذكر أخصائي الأطفال والخداج، الحاصل على البورد العربي لطب الأطفال، الدكتور محمد حميدان، أن المطعوم آمن ومُستخدم في ٢٥ دولة سابقًا، منها نيجيريا والكونغو.
وأضاف حميدان "هذا المطعوم مخصص لحالات التفشي وانتشار المرض والأوبئة، لذلك ستجد معظم استخداماته سابقًا كانت في افريقيا".
وذكر موقع "أطباء بلا حدود" أن "من لقاحات شلل الأطفال المتوفرة هي اللقاحات الفموية أحادية التكافؤ (فيروس شلل الأطفال النمط 2) (mOPV) و(nOPV)"، وهو النوع المذكور في الإدعاء، وأشار الموقع إلى أن استخدام هذا النوع يتم بشكل حصري في حالات الأوبئة، وهو الأمر الذي خوّفت منه منظمة الصحة العالمية بعدما أعلنت عن أول إصابة مؤكدة بشلل الأطفال في غزة لرضيعة تبلغ عشرة أشهر، وذلك للمرة الأولى في القطاع منذ ٢٥ عاماً.
كما أشار حمدان إلى أن "هذه النسخة المطورة من المطعوم تم تطويرها في عام ٢٠٢٠، وهي أكثر أمانًا وثباتًا ونجاحًا في مقاومة المرض".
أما بخصوص الشركة المنتجة فقد قال حميدان: "الشركة المننتجة هي BioFarma، وهي الشركة التي تنتج تقريبا ٦٧% من الانتاج العالمي من المطاعيم المضادة لشلل الاطفال، عدا عن انتاجها مطاعيم أُخرى تستخدم في اندونيسيا نفسها ودول أُخرى في الشرق الأوسط ودول إفريقيا".
كما نشرت الأمم المُتحدة عبر موقعها الرسمي بتاريخ ٢٧ أغسطس ٢٠٢٤ تقريرًا ذكرت فيه أن "المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك أكد إن اللقاح الذي سيستخدم ضمن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي تقودها وكالات الأمم المتحدة في قطاع غزة آمن وفعال ويوفر حماية عالية الجودة".
وأشار التقرير إلى أن المسؤول الأممي شدد على أنه منذ بدء توزيع اللقاح في آذار/مارس ٢٠٢١، تم استخدام أكثر من ١.٢ مليار جرعة منه لحماية الأطفال في أكثر من ٤٠ دولة، ضد النوع الثاني من فيروس شلل الأطفال.
أمّا بخصوص ما ذُكر في التقرير الوارد في الإدعاء ونسبه لبروفيسورين وأطباء إسرائيليين فقد أشار الدكتور حميدان إلى أن "الطبيب غير منزّه، وذلك لا يعني دائمًا أن قراراته سليمة، وهناك مجموعة من الأطباء، نهجهم العام ضد المطاعيم بشكل عام، حيث هناك أطباء يرفضون مطعوم الانفلونزة الموسمية رغم كونه أبسط مطعوم ويقولون أنه يُضعف المناعة، إضافةً إلى توجه بعض الأطباء للقول أن مطعوم الحصبة يسبب توحد، رغم عدم وجود أي دراسة علمية مُثبتة تؤكد ذلك، على سبيل المثال".
وأشار حميدان أخيرًا إلى أن "إسرائيل لم توافق على المطعوم إلّا بعد ضغط شديد، وستكون مستفيدة إذا فشلت الحملة وانتشرت الحالات وضغطت عالقطاع الصحي وأرهقته بشكلٍ إضافيّ".
المصدر: تيقن