يبدي المواطنون في قطاع غزة، مخاوف كبيرة من انتشار مرض شلل الأطفال بعد ظهور أول حالة في وسط القطاع.
ويتطلع الغزيون الذين يعانون ويلات القصف والدمار والنزوح، للإسراع بإدخال اللقاحات وتمكن الطواقم الطبية من تنفيذ حملة التطعيم، في وقت ترفض فيه (إسرائيل) منح هدنة لعدة أيام لتنفيذ التطعيمات.
وتقول (إسرائيل) إنها لن تستهدف أماكن التطعيم، في تكرار للكذبة حينما قال إنها لن تستهدف المناطق الآمنة التي كثيرا ما كرّرت استهدافها.
** تخوفات الناس
ويترقب المواطن خالد عسلية من جباليا، بدء عمليات التطعيم ليذهب بأطفاله الثلاثة، معربا عن تخوفاته من تأخر وصول اللقاحات أو تعرضهم للاستهداف أثناء تلقيهم التطعيم.
وفي ظل رفض (إسرائيل) للهدنة التي دعت إليها الأمم المتحدة، يفكّر عسلية في الذهاب بطفله كل واحد منهم منفردا حتى لا يتعرضوا جميعا للقصف.
ويقول: "الاحتلال الإسرائيلي لا يعرف أبدا مناطق آمنة، وكثيرا ما تغنى بذلك وخصوصا في مناطق المواصي جنوب قطاع غزة، ولكن بالمحصلة هو يستهدف هذه المناطق وقتل فيها الكثيرين من أبناء شعبنا".
ويؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يتغوّل في استهداف أبناء شعبنا ويرتكب المجازر دون حسيب أو رقيب في ظل صمت دولي وعربي مخزي.
ويتساءل عسلية: "هل يُعقل أن يمر عام كامل على حرب الإبادة الجماعية دون منح ولو يوم واحد لهدنة إنسانية، في وقت تعرض فيه وما يزال كل شبر من قطاع غزة للتدمير الكبير وقتل ساكنيه".
في حين، يبحث المواطن الثلاثيني عبد الله شعلان من حي الدرج بمدينة غزة، عن أقرب نقطة لتطعيم طفليه، في ظل تخوفه من الاستهدافات المتكررة لكل ما هو أمامه دون أي خطوط حمراء.
ويتساءل شعلان مستنكرا: "ما الذي يمنع (إسرائيل) من ارتكاب المزيد من المجازر، طالما حصل على ضوء أخصر أمريكي وغربي، ولم يحرّك العرب ساكنا لما يحدث على مدار عام".
ويؤكد أن حالة التخاذل التي تمر على أغلبية العرب والمسلمين، هو ما دفع الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب المجازر يوميا.
وشدد على ضرورة إجبار (إسرائيل) لوقف حرب الإبادة حتى يتمكن الأطفال من تلقي التطعيمات وإغاثة هذا الشعب الذي يُقتل ويُشرّد على مدار عام كامل.
مشرف أقسام تمريض الأطفال في مستشفى كمال عدوان،الحكيم عبد المنعم حمودة، يؤكد أن مرض شلل الأطفال هو معدي وخطير وينتشر في قطاع غزة بسبب تلوث مياه الشرب وقلة الطعام المناسب وانعدام البنية التحتية وما نتج عنها من طفح الصرف الصحي في الكثير من المناطق.
ويقول في حديث ل "الرسالة نت" إن هذا الفيروس ينتقل بسرعة من طفل لآخر، وهو ما يستدعي تحركا عاجلا لوقف ذلك.
ويطالب بضرورة إدخال اللقاحات والمعدات اللازمة لذلك إلى منطقة شمال غزة، وضرورة أن تكون هناك هدنة كما دعت الأمم المتحدة لتتمكن الطواقم الطبية من إنجاح حملة التطعيمات.
بجانب ذلك، يشدد الحكيم حمودة على ضرورة توفير الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء وحفظ التطعيمات بطريقة سليمة.
ويلفت إلى أن الفئة المستهدفة هم الأطفال الأقل من 10 سنوات، "وسيكون هناك دفعة ثانية لهم من التطعيم بعد أسبوعين".
يشار إلى أن منظمات أممية ودولية طالبت الاحتلال الإسرائيلي بهدنة إنسانية للسماح بتطعيم نحو 460ألف طفل ضد مرض شلل الأطفال.