بدأت باقتطاع مساحات المسجد

خاص| تفاصيل خطيرة حول منطقة بناء "الكنيس" بالأقصى

محمود هنية- الرسالة نت

بدأت باقتطاع مساحات المسجد
تفاصيل خطيرة حول منطقة بناء "الكنيس" بالأقصى
المساحة تمتد على 50 دونم شرقي الأقصى
تمثل المنطقة ثلث المسجد الأقصى
تضم المنطقة غالبية المعالم الدينية بالمسجد

كشفت قيادات مقدسية، عن تفاصيل خطيرة تتعلق بالسيطرة "الإسرائيلية" الكاملة على مناطق داخل المسجد الأقصى، تستهدف فيها إقامة الكنيس المزعوم؛ الذي أعلن ما يسمى بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير رغبته البدء في بنائه.

المنطقة المستهدفة، بدأ الاحتلال منذ سنوات اقتطاعها في المسجد الأقصى، بعد مرحلة سبقتها من التقسيم الزماني والمكاني، ثم سيطر عليها تماما وعزلها عن بقية باحات المسجد الأقصى، وتمثل ثلث مساحة المسجد، بحسب قيادات وشخصيات في المسجد.

قيادي مقدسي يرفض الاحتلال السماح له بمنح تصريحات إعلامية، قال إن المنطقة التي يستهدفها بن غفير في إقامة كنيس المنطقة الشرقية الممتدة من مصلى المرواني لباب الرحمة، وهذه المنطقة دائما المستوطنين يحاولون الصلاة فيها وإقامة السجود الملحمي، ومساحتها تمتد لخمسين دونم.

وبين القيادي لـ"الرسالة نت"، أن المنطقة تشكل ثلث مساحة المسجد الأقصى، وهي من أقدس المساحات والأماكن في المسجد، بما تحتويه من معالم إسلامية تاريخية مهمة في المسجد.

وأوضح أن المنطقة مليئة بهذه المعالم، وأبرزها المصلى المرواني، وزيتون الأقصى، والمصاطب أشهرها مصطبة الإمام الغزالي، والآبار، إلى جانب المحاريب، وأبواب عدة للمسجد.

ومن أشهر الأبواب التي تضمها المنطقة إلى جانب بابي التوبة والتاريخي، هو باب الرحمة، الذي يعتبر مركزا مستهدفا من الاحتلال كونه يطل خارج البلدة القديمة، ومثّل حالة استهداف طيلة العقود الماضية، خاصة خلال العقدين الأخيرين، وفقًا لضيفنا.

ولفت القيادي إلى أنّ فكرة انشاء الكنيس تمتد لأكثر من عشرين عاما، "يحاولون جعل المنطقة الشرقية مهملة يمنعونا من الترميم، رغم أنها تضم معظم الأماكن المقدسة".

وأكدّ أنه من العام 2002 منعت سلطات الاحتلال، أي محاولة لتبليط المنطقة، أو نقل الأتربة من المصلى المرواني، ومنع أيضا أي عملية لترميم المنطقة أو إزالة الأتربة، مضيفا: "كل مرة حاول المصلين ترميم المنطقة وإصلاحها أو حتى من الأوقاف، كانت تتصدى الشرطة لهم، ليصدروا رواية مزعومة بأنها منطقة خربة لا تلقى اهتمام من المسلمين".

وبين أن ما يسمى بوزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، ينتمي أساسا لجماعة متطرفة يهودية كانت تعني بإقامة الهيكل المزعوم.

وذكر القيادي أنّ الأخطر في هذا الأمر يتمثل في حالة الصمت المطبق لدى شعوب الأمة، "هذا يعني أن هناك ضوء أخضر عربي إسلامي للقضاء على المسجد الأقصى المبارك".

شخصية مقدسية أخرى، يفرض الاحتلال أيضا حظرا إعلاميا على ظهورها، أفادت بأن الكنيس يسبقه مخطط الاقتطاع؛ الذي يستهدف المنطقة الشرقية، إذ كان الاقتطاع ضمن مخطط تم تسليمه لوزير الأوقاف الأردني السابق، تكشف نية الاحتلال عن اقتطاع مساحة منه، وهذا قبل عقدين تقريبا.

وأوضحت الشخصية المقدسية لـ"الرسالة نت"، أنّ المساحة هي شرقي المسجد الأقصى المبارك، وتحديدا منطقة باب الرحمة، الذي يحتوى على مبنى أثري قديم ومهم، كما أنّ المنطقة تتواجد فيها أتربة أخرجت من المسجد المرواني أثناء ترميمه، ومنع الاحتلال المصلين من إزالته.

وذكر أنّ هذه المساحة أيضا تقع شمال قبة الصخرة، إذ يتواجد صفيح صخري يسمى بـ"قبة الأرواح"، تسيطر عليها قوات الاحتلال وأنشأت فيها مركز للشرطة ويجري فيها تفتيش واسع.

وأضاف: "بات واضحًا الوصول لمرحلة متقدمة لبناء كنيس في هذا المنطقة، خاصة مع وجود مخططات هندسية جاهزة لتنفيذه".

ويهدف أيضا للسيطرة على بوابة الرحمة؛ ليتسنى للمستوطنين الدخول والخروج من الأقصى، من خارج أسوار القدس القديمة، ومن خارج البلدة القديمة، وهذا يعني بشكل مباشر، الإلغاء الفعلي لأي وصاية على الأقصى، وضم المسجد بشكل كامل لسيادة الاحتلال، وصولا لبناء هيكلهم المزعوم.

ينبغي الإشارة بأن سلطات الاحتلال منعت العشرات من الشخصيات المقدسية والمرابطين وشخصيات من الأوقاف الإسلامية، الظهور الإعلامي أو الصلاة في المسجد، وتم ابعادها، وكان آخرهم خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري؛ الذي أبعد عن الأقصى لست أشهر.

البث المباشر