قال الدكتور سامي لبد طبيب الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى كمال عدوان إن سوء التغذية لدى الحوامل أثر سلبا على وضع المواليد وزاد من نسبة الولادات المبكرة والأطفال الخدج داخل الحضانات.
وأضاف:" ما قبل العدوان كنا نستقبل من حالتين إلى ثلاثة شهريا لكن هذا العدد زاد ووصل إلى الضعفين".
وذكر لبد أن المواليد الخدج لهم وضع خاص وحساسيتهم شديدة ويحتاجون لتعامل دقيق، مشيرا إلى أن كل ما يجري هو انعكاس لسوء التغذية للحوامل وفقدان المتابعة الصحية فترة الحمل.
ووفق لبد فإن من الأسباب كذلك الضغط النفسي الذي تعانيه الأم والنزوح المستمر عدا عن عمل المنزل الذي أصبح شاقا ويحتاج لمجهود مضاعف كإشعال الحطب ورفع الماء وهو ما يؤدي لولادات مبكرة لتبدأ بعدها المشاكل لدى المواليد.
وأشار إلى أن الأطفال الخدج غالبا ما يعانون من متلازمة التنفس الرئوي الحاد ويحتاجون لعناية مكثفة ورعاية خاصة وقد يحتاج المولود لجهاز تنفس صناعي ولأدوية لرفع الضغط وهي إجراءات صعبة في الوقت الحالي.
وبحسب أخصائي حديثي الولادة فإن سوء التغذية لدى الأم تسبب كذلك بولادة أطفال كثر يعانون من نقص الكالسيوم ما يتسبب لهم بتشنجات بعد الولادة.
وحول توفر الأدوية الخاصة بالخدج، قال إن هناك معاناة في توفير الأدوية خاصة لبعض الحالات التي لا يمكن إعطاؤها الحليب وتحتاج لتغذية وريدية وبروتينات عن طريق الوريد.
وتابع: نفتقد المحاليل الوريدية المغذية التي تعمل على بناء الكتلة العضلية والدهنية لدى الأطفال الخدج، ونضطر لاستخدام المحاليل الملحية التي لا تعجل في التعافي بل تبقي الطفل على قيد الحياة لا غير.
وأشار لبد إلى فقدانهم لأنواع كثيرة من الحليب العلاجي الخاص ببعض الحالات المرضية ما يسبب ضررا لأولئك الأطفال ويدخلهم في دائرة الخطر.
وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان، قد حذر من أن سوء التغذية بغزة يشكل خطرا كبيرا على الحوامل وحديثي الولادة وسط تزايد ولادة أجنة ميتين وأطفال منخفضي الوزن ويعانون الهزال وتأخر النمو.
وقال الصندوق الأممي للسكان، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس"، أنه "أصبح من الشائع ولادة أطفال منخفضي الوزن بشكل متزايد في غزة".
وقال إن سوء التغذية بغزة يشكل خطرا كبيرا على الحوامل وحديثي الولادة وسط تزايد ولادة أجنة ميتة وأطفال منخفضي الوزن، وآخرون يعانون الهزال وتأخر النمو".
بدورها أصدرت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان-غزة تقريرًا ميدانيًا يتناول وفاة أكثر من ثلثي الأطفال الخدج في قطاع غزة بسبب الحرب المستمرة.
وأكد التقرير أن الحضانات (العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة) تعرضت لأضرار كبيرة نتيجة الهجمات من الاحتلال، مما أدى إلى نقص حاد في الإمكانيات اللازمة لرعاية الأطفال الخدج.
وأشار التقرير إلى النقص الكبير في الأدوية والمعدات الطبية الأساسية، مما أدى إلى وفاة العديد من الأطفال الخدج الذين لم يتلقوا الرعاية الصحية المناسبة.