خاص| استقالة قائد القوات البرية (الإسرائيلية).. النجاة من سفينة الغرق!

خاص- الرسالة نت

لأسباب شخصية!.. أعلن جيش الاحتلال استقالة قائد قواته البرية؛ لكنّ التوقيت المصاحب للاستقالة، والذي جاء بعد خطاب رئيس حكومة الاحتلال بينامين نتنياهو الذي أعلن فيه رفضه للصفقة واصراره البقاء في مناطق بغزة، دفع تساؤلات حول حقيقة دوافع هذه الاستقالة؟

تبعا لمراقبين، فإن هذه الاستقالة التي جاءت بعد سلسلة استقالات سبقها لمسؤولين في الجيش والحكومة، تعبير وانعكاس لحالة الانهيار في مؤسسة القرار العسكري والسياسي، خاصة مع بروز الخلاف بين نتنياهو وقائد المؤسسة العسكرية غالنت؛ الذي صرّح مؤخرا بتصريحات مخالفة لاستمرار الحرب.

وأخبر غالنت مسؤولين في حزب الليكود عدم رغبته في الاستقالة، وأنه سيترك لنتنياهو باقالته، تبعا لما تنقله وسائل الاعلام العبرية.

وحمل نتنياهو الجيش مرارا مسؤولية الإخفاق في تحقيق الأهداف، كما تعارض غالنت مع نتنياهو في قضايا فاصلة كقضية الاستمرار في احتلال محوري نتساريم وفيلادلفيا، واحرجه بأنه لا حاجة عملياتية للقتال هناك، وعارض أيضا شنّ عملية عسكرية في لبنان.

يقول مختصون لـ"الرسالة نت"، إن هذه الاستقالة تكشف حجم الخلاف داخل المؤسسة العسكرية، وأيضا بين المؤسسة العسكرية ونتنياهو الذي يقود مسرح العمليات والحرب، إلى جوار، تعميق حالة الانقسام في المجتمع الإسرائيلي، خاصة في ظل المظاهرات والاضرابات التي تشهدها مدن الداخل المحتل.

ووصف موقع "والاه" العبري استقالة قائد القوات البرية في جيش الاحتلال اللواء تمير يدعي الذي يعتبر مرشحا ليكون نائب رئيس الأركان المقبل.

 حالة البكائية!

يقول وديع عواودة المختص في الشأن الإسرائيلي، إنّ توقيت الاستقالة بعد خطاب نتنياهو، وفي ظل حالة البكائية والاحتجاجات في إسرائيل، يدفع بالاستنتاج بأنه السبب الحقيقي وراء هذه الاستقالة.

وأوضح عواودة لـ"الرسالة نت"، أنّه لا يمكن للمسؤول في الجيش طالما أنه لا يزال يرتدي البزة العسكرية، الإفصاح عن الأسباب الرئيسية للاستقالة.

ورجح أن الفترة القادمة ستشهد استقالات أخرى، وستشهد الساحة الإسرائيلية حالة من الاعترافات المباشرة والواضحة عن الأسباب التي تؤدي للاستقالة.

وسبق رئيس القوات البرية في الاستقالة، مسؤولون إسرائيليون آخرون في الجيش، من بينهم رئيس الاستخبارات السابق وقائد غزة أيضا.

ويبين عواودة أنّ هذه الاستقالات من شأنها أن تفاقم الضغط على نتنياهو، وتعزز من حالة الانقسام في دوائر التأثير العسكري والسياسي في المعركة، والدفع باتجاه ممارسة هذه الضغوط على المستوى السياسي والبرلماني أيضا.

 تنامي الخسائر

قال لؤي الخطيب عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد في الداخل المحتل، إن هذه الاستقالة تشير لتزايد ملحوظ في حجم الخسائر الإسرائيلية، وتعبير عن الاعتراف بفشل تحقيق أهداف الحرب، إلى جانب ما تعكسه من خلاف عميق في إدارة الخلاف.

ولفت الخطيب في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، أنّ انسحاب غانتس وايزنكوت شكلتا بداية الهروب من مركب نتنياهو الغارق، وتحميله المسؤولية الكاملة عن الفشل، بعدما فشلوا في تحقيق أهداف الحرب التي شاركوا في رسمها والإشراف على تنفيذها، وصولا باستقالة مسؤولين عسكريين وأمنيين آخرين.

وبين أن الجبهة الإسرائيلية لديها شعور عارم بالصدمة ، "هم يرون بأن نتنياهو يريد الحرب لضمان استمرار وجوده فقط".

وأشار الخطيب لاعتراف اسرائيلي بمقايضة نتنياهو مصلحة الكيان الاستراتيجي مقابل وجوده وبقائه على الحكم، والحيلولة دون محاسبته.

 وأكد أن الإسرائيليين يتحدثون عن حرب استنزاف دخلت فيها دولة الاحتلال، وهي حرب لا تستطيع تحقيق أهداف فيها.

البث المباشر