بالتزامن مع اشتغال الجبهة الشمالية

صاروخ اليمن يضرب تل أبيب في أوج تأهبها فهل يفيق نتنياهو من سكرته؟

الرسالة نت – محمد العرابيد 

في الوقت الذي يُصعد جيش الاحتلال الإسرائيلي من حرب الإبادة على قطاع غزة، وضرباته الجوية في العمق اللبناني، ويستبيح الأراضي السورية، تقصف اليمن "تل أبيب" لتربك حسابات أركان الجيش (الإسرائيلي) مجددًا.
وصباح اليوم الأحد، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع أن قواتهم "نفذت عملية نوعية استهدفت موقعا عسكريا في يافا بصاروخ جديد فرط صوتي، وذلك ضمن المرحلة الخامسة ".
ومنذ السابع من أكتوبر عام 2023 تقف اليمن "تضامنًا مع غزة" بتوجيه الضربات الموجعة للاحتلال (الإسرائيلي) من خلال المسيرات والصواريخ، كذلك حظر دخول سفن الشحن التي تدعم الاحتلال وتستهدفها.
 فشل (إسرائيلي) جديد
والصاروخ "الفرط صوتي" انطلق من اليمن وقطع مسافة تقدر بأكثر من بـ2400 كيلومتر في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة، واخترق الأجواء الفلسطينية المحتلة ليضرب العمق (الإسرائيلي) دون اعترض من منظومات الدفاع الجوي لجيش الاحتلال.
الفشل الجديد في اعتراض الصواريخ اليمنية يأتي بعد شهر تقريبا من فشل الدفاع الجوي للاحتلال في اعتراض وكشف المسيرة اليمنية "يافا" التي ضربت "تل أبيب" وأسفرت عن مقتل (إسرائيلي) وإصابة آخرين.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، نقلا عن جيش الاحتلال، أن صاروخا من نوع "أرض-أرض" أُطلق من اليمن، سقط في منطقة حرجية غير مأهولة شرقي "تل أبيب"، وتناثرت شظايا الصاروخ في منطقة تبعد 6 كيلومترات عن مطار بن غوريون.
كما قالت الشرطة (الإسرائيلية) إن الصاروخ سقط في كفار دانيال بمنطقة قريبة من مطار بن غوريون، وأضافت أن الصاروخ تسبّب في حرائق بمناطق حرجية وأضرار مادية في محطة رئيسية للقطار قرب بلدة موديعين، في حين فتح الجيش تحقيقا في سبب التأخر برصد الصاروخ واعتراضه.
وسبق أن أعلن جيش الاحتلال أن منظومة "حيتس 3" الدفاعية الجوية اعترضت صاروخ "أرض-أرض" أطلق من اليمن نحو إيلات.
الصاروخ حمل رسائل هامة
يرى الخبير في الشؤون العسكرية اللواء واصف عريقات، أن الصاروخ الذي أطلق من اليمن واستهدف "تل أبيب" حمل رسائل عديدة للمستوى السياسي والعسكري (الإسرائيلي) بالتزامن مع تصاعد لهجة تهديد الاحتلال بتوسيع الضربات على الجبهة الشمالية. 
 وقال اللواء عريقات في حديث لـ"الرسالة": "إن اختراق الصاروخ لعمق الاحتلال دون اعتراض من منظومات الدفاع الجوي بالتزامن مع التأهب العسكري الذي يعيشه الاحتلال منذ 345 يومًا هو فشل جديد يضاف إلى سجل الفشل الأمني والعسكري (الإسرائيلي).
وأوضح أن الرسالة المهمة الذي حملها الصاروخ اليمني، هي أن الذراع الطويلة للتصعيد والحرب ليست حكرًا لجيش الاحتلال، بل أن هناك من يتجهز للتصعيد والتصدي للاعتداءات (الإسرائيلية) من جميع جبهات محور المقاومة.
 ضرب العقيدة (الإسرائيلية)
ولفت اللواء العسكري عريقات، أن الصاروخ قطع مسافة طويلة واستغرق وقتًا حتى تمكن من اختراق الأجواء الفلسطينية المحتلة، ما يدلل على أنه استطاع أن يضرب العقيدة (الإسرائيلية) من جانب الإنذار المبكر والحماية، والجانب الآخر سياسة الردع وتآكلها.
وأوضح أن أجهزة أمن الاحتلال فشلت في التنبؤ بإطلاق الصواريخ ومكان سقوطها، كذلك فشلت جميع منظومات الدفاع الجوي والاعتراض الإسرائيلية من التصدي للصاروخ الذي أطلق من اليمن.
وأكد الخبير العسكري، أن من أطلق الصاروخ يعلم بالثغرات الكبيرة الذي يعيشها الاحتلال، وعلم كذلك من أين يطلق الصاروخ ويتحكم بمساره ليعبر الأراضي الفلسطينية المحتلة دون اعتراضه أو كشفه مبكرًا.
وأكد أن الاحتلال أصبح عاجزًا عن حماية (الإسرائيليين) خاصة في ظل فشل منظومات الدفاع الجوي في اعتراض الصواريخ والتي طالما كان يتغنى الاحتلال بأنها من أقوى الأنظمة في العالم.
وأوضح الخبير في الشؤون العسكرية، أن الصاروخ استهدف منطقة ذات عمق جغرافي وليست منطقة حدودية، مما يدل على فشل ما يتداوله الجيش الإسرائيلي من قدرته على التصدى ورصد وردع الهجمات.
صاروخ موجه متطور
هذا ما يؤكده مستشار الأمن الأسبق الجنرال في الاحتياط "غيورا آيلاند"، الذي قال :"إن الصاروخ من اليمن يسلّط الضوء على وجود (إسرائيل) في سبع جبهات، وضرب الحديدة لم يردع الحوثيين".
وأضاف " آيلاند":"وصول هذا الصاروخ من اليمن خلل عملياتي ينبغي فحصه.. يبدو أن هذا صاروخ موجّه متطوّر يمكن المناورة في مسار إرساله، وهذا يفسر لماذا أطل من جهة الشرق، وليس صاروخاً باليستيًا".
وفي يوليو/تموز الماضي، قُتل إسرائيلي وأصيب 10 آخرون إثر سقوط مسيّرة وسط تل أبيب، على بعد مئات الأمتار من سفارة الولايات المتحدة، وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية مسؤوليتها عن الهجوم.
وصباح اليوم قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين:"إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية فشلت وإن الصاروخ اليمني وصل، وعمق العدو أصبح مكشوفا بالكامل أمام القوات المسلحة اليمنية".
 أشعل الخلافات الداخلية
أما المختص في الشأن (الإسرائيلي) عادل شديد، يرى أن توقيت الصاروخ اليمني الذي ضرب الأراضي الفلسطينية المحتلة، أشعل مزيدًا من الخلافات الداخلية (الإسرائيلية).
وأكد المختص شديد في حديث لـ"الرسالة"، بعد سقوط الصاروخ في العمق (الإسرائيلي) في منطقة "تل أبيب" وفشل منظومة الدفاع (الإسرائيلية) بالتصدي للصاروخ ارتفع سقف الأصوات التي تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة، وسرعة التوصل إلى اتفاق مع المقاومة بغزة.
وأشار إلى أن قادة من ضباط الاحتلال بدأوا يتحدثون عن إنهاك وفشل كبير لدى الجيش (الإسرائيلي) الذي يعيش حربًا متعددة الجبهات منذ السابع من أكتوبر. 
ولفت المختص في الشأن (الإسرائيلي) أن الصاروخ عمق من الأزمة السياسية الداخلية لقادة الاحتلال خاصة في ظل حديثهم عن توسيع المعركة مع حزب الله في الجبهة الشمالية. 
 تخبط (إسرائيلي)
بدوره، اعتبر الوزير المستقيل من حكومة الاحتلال "غادي آيزنكوت، أن الصاروخ من اليمن حادثة ينبغي التحقيق بملابساتها، مشدداً على ضرورة تقصير المفاوضات مع "حماس"، واستعادة المخطوفين عبر صفقة خلال شهر قبل فوات الأوان.
فيما قال الجنرال في الاحتياط "نوعام تيبون"، في حديث للإذاعة العبرية:"إن الصاروخ من اليمن يذكّرنا بأن (إسرائيل) تسير في الاتجاه المعاكس، فبدلاً من تقليل عدد جبهات الحرب تزيدها".
وحمّل تيبون نتنياهو مسؤولية فقدان (إسرائيل) قوة ردعها، بقوله: "إن الحوثيين رغم تدمير ميناء الحديدة، عادوا وتجرأوا عليها بصاروخ نحو مطار اللد الدولي في قلب البلاد".
ويسخر تيبون من مزاعم نتنياهو بأن شن حرب في لبنان الآن لن يلحق ضرراً بالضغط العسكري داخل القطاع، لافتاً إلى تأييده رؤية وزير الجيش غالانت المعارض لهذه التوجّهات، ويقول "إن (إسرائيل) مستنزفة وينبغي أن تلتقط أنفاسها وترتب أوراقها برؤية إستراتيجية تأخذ بالحسبان كل الجبهات والاعتبارات.

البث المباشر