جناحان لا ينفصلان معا يحلق المقاوم الفلسطيني في حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي تتزعم حرب المواجهة مع الاحتلال رفقة اشقائها من قوى المقاومة؛ أحدهما يتمثل في الأداء السياسي، والآخر قوة الميدان وحضور المقاومة.
رسائل سياسية بعثها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، قائد معركة طوفان الأقصى، كما يصنفه أعدائه، والصلب الذي بات يدير الدفة السياسية للحركة في جناح الوطن الممتد وعلى طول الجغرافيا الفلسطينية.
يبعث السنوار رسائل ذات مضمون متعدد من قلب المقاومة، ومعها أيضا بعث رسائل التحدي؛ بأنه يقوم على رأس عمله، ويتابع التفاصيل وبدقة، ويدير دفة العلاقة وإدارة الموقف، في رسائل عبّر عنها لرؤوساء دول وقيادات حزبية، حظيت بمتابعة إعلامية خاصة.
ردّ السنوار خلال الفترة الماضية على مجموعة من الرسائل المعزية باستشهاد سلفه الشيخ القائد الكبير إسماعيل هنية، ووجه رسالة تهنئة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بمناسبة فوزه مجددا بالانتخابات الجزائرية، ثم عاد أيضا ليوجه رسالة للقائد عبد الملك الحوثي، زعيم أنصار الله، بعد استهدافها لتل أبيب بصاروخ متطور.
هذه الرسائل، تسبق رسالة سيخرج بها السنوار، لشعبه الفلسطيني، محملا برسائل الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى؛ التي لا تزال متواصلة في عامها الأول، ولا يزال السنوار قادرا على قيادة المعركة مع قيادة المقاومة، كما يقول المقاومون في الميدان.
وكان عضو المكتب السياسي بالجبهة الشعبية عمر مراد، قال إن السنوار أدار خطة تفصيلية لدى كل المقاومين، يتابع فيها كل التفاصيل المتعلقة بالامداد واللوجستيات وحتى مواقع المواجهة وادواتها.
وكشف مراد في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، في وقت سابق، أن السنوار يتابع تفاصيل المباحثات السياسية المتعلقة بوقف اطلاق النار، وأنه يشارك القوى التفاوض في التفاصيل كلها.
لكنّ، متابعة الرسائل سياسيا، قرأت بأنها تعبير عن قوة الأداء السياسي، وتحدي السنوار العنيد لمنظومة الاحتلال ومن خلفه قوى الإجرام في المنطقة التي تحاول متابعة السنوار في ادق تفاصيل تحركاته بغية الوصول إليه، وهو ما فشلت في تحقيقه لعام كامل من الحرب والعدوان.
الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية من الجزائر: د. نبيل كحلوش، يقول إن رسالة السنوار لرئيس بلاده تبون، مثلت رسالة كفاحية ولم تكن تعبر فقط عن الوجه الدبلوماسي والسياسي.
وأضاف كحلوش في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، "لم يسبق وأن رأى الناس رسالة تهنئة سياسية لأي دولة بهذا الشكل من قائد سياسي وعسكري يدير أكبر حرب طوفانية ستغيّر قلب النظام الدولي الراهن".
وأوضح أن رسالة السنوار مثلت ادراكه بوضوح أهمية الحركية الجديدة للجزائر في مسار التحولات العميقة في النظام الدولي وبالأخص عبر ثلاثية: موقعها المؤسساتي الراهن في مجلس الأمن الدولي، وثقلها الجيوسياسي المحوري في الإقليمين الحساسين المغاربي والمتوسطي، وثوابتها الثورية المؤسسة لسياستها الخارجية وبالأخص مناهضة كافة أشكال الاستعمار عبر دعم حركات التحرر، والانخراط في العمل الجماعي المتحد مع شتى الحاملين للقيم نفسها.
وبين هذه الرسالة، تشير إلى كون الجزائر وحركة حماس تشتركان في مسار تحريري واحد أمام عدو واحد وأنهما في حرب واحد من أبعاد مختلفة.
ورأى فيها انتباه من السنوار للفصائل الفلسطينية على الارتباط الاستراتيجي مع الجزائر وأن تدرك بأن لها بدائل موجودة فعلا لألا يتم التضييق عليها بفخ الاستقطابات شرقا وغربا، وكذلك هو لدعم الشعب الجزائري عبر الالتفاف على السياسة الخارجية لدولته في هذه القضية بالذات حفاظا على وحدة الصف من أي تضليل إعلامي صهيوني.
** إرادة
من جهته، قرأ مسؤول العلاقات الدبلوماسية في المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج د. ربحي حلوم، هذه الرسائل، تحدي وإرادة سياسية، يقاتل فيها السنوار المحتل في معركة لا تقل أهمية عن معركة الميدان.
وهي وفقا لحلوم، تتمثل في التعبير عن إرادة القتال والمضي قدما في مواجهة المشروع الإسرائيلي، ورفع سقف التحدي بما يتوائم مع امتدادات وتداعيات معركة الطوفان؛ التي وضعت حدا لعلو الكيان واستكباره في المنطقة.
وذكر حلوم في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" أن الظهور الخاص للسنوار سيترك مواجهة بشكل مختلف، تؤكد أن كل المحاولات للوصول إليه فشلت ولن تؤدي لتحقيق أي اختراق من طرف المحتل.