قائمة الموقع

حرب تهجير ممنهجة يدفع بدو الأغوار ثمنها

2024-09-18T19:32:00+03:00
صورة من منطقة الأغوار
خاص- الرسالة نت

قبل أيام هاجم مستوطنون بالهروات مدرسة في منطقة عرب الكعابنة أحد التجماعات البدوية في منطقة الأغوار شمالي الضفة الغربية المحتلة، ولم يكن هذا هو الهجوم الأول، فمنذ السابع من أكتوبر يخوض بدو الأغوار حربهم الخاصة بعيدا عن أعين الإعلام وحدهم، ما دفع قطعان المستوطنين لتعميق أهدافهم الاستيطانية واستغلال تركيز المشهد على الإبادة في غزة.
يقع  تجمع عرب الكعابنة المضطهد إلى الشمال الغربي من مدينة القدس، في المنطقة الواقعة بين بلدتي بير نبالا وبيت حنينا المقدسيتين، وهو جزء من تجمع الأغوار البدوي، ويعيش داخل هذا التجمع ستون عائلة بدوية تحارب كل يوم طوفان الاستيطان وحدها، يهدم المستوطنون خيامهم وعرشهم ثم يعاودون بناءها، وعلى مدار أربعين عاما من الهدم والبناء رسمت معاناة التجمعات البدوية في الأغوار ملحمة الصمود والثبات.
نجح الاحتلال في اقتلاع تجمعات كثيرة من عرب الكعابنة، كان آخرها تجمع السخن، الذي اقتلع خيامه بيديه، راحلا من اضطهاد طال مراعيه وحياته وحتى ليالي نومه لستة وثلاثين عاما من عمر الكعابنة، والتي يعتبر التجمع الأكبر والأكثر مركزية ورمزية بين التجمعات البدوية هناك.
ومنذ بداية العام 2024 نفد المستوطنون قرابة 1760 اعتداء، أدت إلى استشهاد 9 مواطنين في مناطق متفرقة من الأراضي الفلسطينية، كما أن 32 بالمئة من الاعتداءات استهدفت التجمعات البدوية المتمركزة في السفوح الشرقية والأغوار الفلسطينية.

وفي لقاء سابق له قال الناشط في توثيق انتهاكات المستوطنين في التجمعات البدوية أيمن غريب، إن التجمعات التي رحلت من منطقة "شفا الأغوار" بعد السابع من أكتوبر هي تجمع واد السيق بواقع 30 عائلة، وتجمع عين الرشاش المكون من 18 عائلة، وتجمع المعرجات من 40 عائلة، بالإضافة إلى 4 عائلات صغيرة من وسط طريق المعرجات، وتجمع صغير شرق قرية الطيبة، وتجمع آخر صغير يسمى جبعيت شرق قرية المغير.
وفي العامين الأخيرين، رحلت من هذه المناطق تجمّعات أخرى منها تجمع عين سامية والقبون ورأس التين والواد الأحمر وحمصة الفوقا والبقعة، بالتالي لم يبق أي تجمع بدوي كبير، وآخرها كان رحيل تجمع السخن.
معتز بشارات في مقابلة مع الرسالة لفت إلى أن  ما تتعرض له الأغوار منذ السابع من أكتوبر هو حرب أخرى لا تقل أهمية عن الحروب في الضفة وغزة، مضيفا:" أن هذه أكبر هجمة مرت على تاريخ الأغوار، وحتى الآن  هجر المستوطنون 27 تجمعا سكانيا فلسطينيا تحت تهديد السلاح وعصابات المستوطنين التي تشكلت بعد السابع من أكتوبر مسلحة تتبع للمجرمين بن غفير وسموتريش وتوفران السلاح والدعم المادي لهما".

كما تحدث بشارات عن البيئة الطاردة التي خلقها الاستيطان واضطهاد المستوطنين والذي تسبب في رحيل عشرات العائلات بسب الضغوطات الإرهابية التي تمارس بحقها، وتسيطر على معظم قمم الجبال في الأغوار وتحاصر وجود هؤلاء العرب ب18 بؤرة استيطانية في الأغوار منها  6 بؤر  أقيمت منذ السابع من أكتوبر.
يلفت بشارات أيضا إلى أن الجماعات الاستيطانية سيطرت على منابع المياه، واحتلت ما يزيد عن 20000 دونم على امتداد الأغوار، كما سيطروا على 80000 دونم تحت مسميات واهية وإجراءات مفتعلة وقوانين كاذبة، وكلها هدفها إقامة البؤر الاستيطانية.
رحل البدو تدريجيا بسبب إغلاق  كل المراعي أمام الرعاة البدو وتدمير أراضيهم الزراعية منذ السابع من أكتوبر ، حيث أن البدو لا يستطيعون الوصول إلى أراضيهم الزراعية في الأغوار منذ ذلك اليوم بسبب عصابات مسلحة ممنهجة يقودها بن غفير لترحيل البدو في الأغوار، كما يشير بشارات.

اخبار ذات صلة