قائمة الموقع

هكذا نكل الاحتلال بجثامين الشهداء في قباطية

2024-09-20T18:38:00+03:00
القاء الشهداء من فوق أسح المنازل.webp
خاص- الرسالة نت


تراكض الأطفال في الساحات، دفعهم المعلمون للصعود إلى صفوفهم وإغلاق الأبواب، خوف وارتباك عم أرجاء الأمكنة، في الحارة المؤدية إلى مجمع المدارس الثلاث في منطقة جبل الزكارنة ببلدة قباطية جنوب مدينة جنين، ماذا حدث، وما الذي جعل الدنيا تقلب فجأة على صوت قتل ودمار وتفجير؟.
بدأت العملية بتسلل وحدات خاصة إسرائيلية صباح الأمس، وأطبقت الحصار على مجمع للمدارس، أحكموا الحصار وأطلقوا النيران العشوائية وقتلوا ثلاثة مقاتلين فوق سطح أحد المنازل.

دفعوا بفرق هندسية، واحدة إلى محيط إحدى المدارس لفحص قنبلة ناسفة كان قد نصبها المقاومون، ووحدة ثانية أحكمت الحصار على المدارس الثلاث، ولنصف يوم كامل، أصيب عدد من الأطفال والمارة، ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول.
أطلقوا النيران فوق إطلاقها السابق تجاه أجساد الشباب الملقاة فوق أسطح المنازل، تأكدوا من عملية القتل، ثم اعتلوا المنازل وقذفوا أجسادهم من فوق الأسطح، وظهر جليا في فيديوهات مسربة قام المواطنون بتصويرها. كل ذلك غير 12 إصابة، واحدة منها خطرة بين المواطنين.

إصابة لطالب داخل إحدى المدارس، وإجلاء للطلاب بعد حصار وصل لثلاث ساعات، رعب في قلوب الأبناء وخوف على نوافذ المدارس المحيطة، وعجز الأباء عن الوصول إلى أبنائهم لساعات طويلة.
وفي طريق القوات التي اجتاحت قباطية، جرفت مناطق زراعية في البلدة، ودمرت شوارع وأرصفة وبعد ثماني ساعات سمح للارتباط الفلسطيني بنقل 200 طالب مدرسي، بالإضافة إلى عدد من أطفال الحضانات التابعة لهذه المدارس، بينما فتش كل من دخل بمن فيهم طاقم الإنقاذ والطواقم الطبية. 
وقد أعلنت وزارة الصحة في أرقامها الأخيرة أن عدد الشهداء في الضفة الغربية والقدس قد وصل إلى 716 شهيدا في الضفة منذ 7 أكتوبر بينهم 160 طفلا و10 نساء و9 مسنين ونحو ٥٧٥٠ جريحا، وذلك بعد حساب شهيد آخر في مخيم قلنديا قضاء القدس المحتلة .
وشيع مئات الأهالي في بلدة ومخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، اليوم الجمعة، جثمان الشهيد ياسر رائد فايز مطير (20 عاما)، الذي ارتقى متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم.

وقد بدأ الاحتلال الإسرائيلي منذ ثلاثة أسابيع عملية موسعة في الضفة الغربية غير مسبوقة أطلق عليها اسم "مخيمات الصيف". وهي العملية الأكبر والأوسع منذ عملية "السور الواقي" التي نفّذتها (إسرائيل) عام 2002 في الضفة الغربية.
ورغم انسحابه من العملية بعد تسعة أيام من المخيم وتركه المخيم دون بنى تحتية ولا شوارع، وقد طال الدمار عشرات البيوت إلا أن العملية لم تنته من وجهة نظر محللين، وهي مستمرة بشكل متقطع في شمال الضفة الغربية حتى اليوم وخاصة في جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة وطوباس.
ويرى مسؤولون في حكومة الاحتلال أن تصاعد الأوضاع والمواجهات في الضفة الغربية المحتلة مخيف أكثر من غزة، ورؤية آخرين أن الضفة الغربية أخطر كثيرا عليهم من غزة، نظرا للتقارب الجغرافي والبيئي.
وتُنفذ العملية بمشاركة سلاح الجو ومسيرات ووحدات خاصة وصلت على متن مروحيات عسكرية، إضافة إلى مشاركة جهاز الأمن الداخلي "الشاباك".

وتشهد المخيمات عمليات قنص وحملات اعتقال ومداهمات وتجريف للطرقات وحصار على مداخل المدن والأحياء والمستشفيات وعرقلة عمل الإسعاف والطواقم الطبية، وكل ذلك يدور أمام مرأى المجتمع الدولي، الذي يعلم الجميع أنه لن يغير شيئا في واقع انتهاكات الضفة وغزة، التي لا زالت تقتل أمام أعين كاميراتهم منذ أحد عشر شهرا.

اخبار ذات صلة