بسبب الحرب.. غزة بلا زيتون للعام الثاني على التوالي

الرسالة نت -غزة

للعام الثاني على التوالي يُحرم أهالي قطاع غزة من موسم قطف ثمار الزيتون، إذ تسببت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة بتدمير ما يزيد عن تسعين بالمئة من الأراضي الزراعية لشجرة الزيتون في مناطق القطاع المختلفة.

خسر القطاع أحد أبرز مصادر الثروة الزراعية بالنسبة له، فشجر الزيتون في غزة يصنف على أنه واحد من أبرز الرافعات الاقتصادية، حيث يعتاش منه ما يزيد عن سبعة آلاف عائلة، بالإضافة لمساهمته في توفير خمسة آلاف فرصة عمل مؤقتة في موسم قطفه الذي يمتد من منتصف سبتمبر/ أيلول وحتى منتصف أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام.

كما يعرف عن قطاع غزة تعلقه بشجرة الزيتون، حيث يصنف زيتون غزة كأجود أنواع الزيتون في العالم، وزيته كذلك لطالما نافس في مسابقات عالمية واحتل مراتب متقدمة، وهو ما مكنه من الوصول بسهولة لأسواق الخليج العربي والعراق ومصر بعد أن أثبت كفاءته وجدارته لنيل هذه الثقة.

 

حرب الإبادة وتدمير شجر الزيتون

منذ أن شنت "إسرائيل" حرب الإبادة على القطاع، تضاءلت مساحة الغطاء النباتي من أشجار الزيتون في غزة، وانحصر تواجدها في بعض المناطق غرب القطاع على الشريط الساحلي.

فقد جرفت آليات الاحتلال مناطق شرق ووسط القطاع، وذهبت معها آلاف الدونمات الزراعية المزروعة بأشجار الزيتون، حيث يتركز انتشار أشجار الزيتون في الأحياء الشرقية من القطاع على طول الشريط الحدودي الفاصل مع الاحتلال، كما تتواجد مساحات شاسعة منه في منطقة "المغراقة" و"النصيرات" التي عزلها الاحتلال وضمها لما يعرف لمحور "نتساريم" العسكري.

هذا بالإضافة لحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة أحد أكبر أحياء مدينة غزة والذي نال لقبه نظرا لكثرة أشجار الزيتون المزروعة فيه، والذي كان يضم لوحده نحو عشرين بالمئة من أشجار الزيتون في القطاع.

وفقا لأخر تحديثات صادرة عن وزارة الزراعة بغزة للعام 2023 أطلع عليها "قدس برس"، فقد بلغت مساحات أراضي شجرة الزيتون في القطاع نحو خمس وأربعون ألف دونم، ويزيد عدد الأشجار فيه عن المليون ونصف المليون شجرة مثمرة.

ويناهز إنتاج غزة من الزيتون سنويا خمس وثلاثون ألف طن، يذهب غالبيته للعصر فينتج القطاع ثلاثون ألف طن من زيت الزيتون، فيما يخصص خمسة آلاف طن للتخليل المنزلي.

كما يضم القطاع أربعين معصرة لزيت الزيتون، اثنان وثلاثون منها تصنف على أنها آلات أوتوماتيكية، وستة معاصر نصف أوتوماتيكية، ومعصرتان تعملان بشكل يدوي عن طريق الضغط الحجري.

تسببت الحرب الإسرائيلية بفقدان غزة لأحد أبرز مصادر الثروة الزراعية، حيث تقدر أوساط زراعية أصحاب مزارع أشجار الزيتون بنحو سبعة آلاف مالك، يعتمدون عليه بشكل مباشر كمصدر رئيسي للدخل.

تفتقد أسواق غزة هذه الأيام لزيت الزيتون، فكثير من المزارعين لم يسعفهم الوقت لجني ثماره بسبب اندلاع الحرب في ذروة الموسم، وبالتالي لم يتمكن الكثيرون من عصره والاستفادة منه.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 356 يوما، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد أكثر من 41 ألفا و534 شهيدا، وإصابة أكثر من 96 ألفا و92 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

البث المباشر