ما بعد المجزرة.. لقطات الموت في (حفصة) تلاحق الناجين

مجزرة مدرسة حفصة
مجزرة مدرسة حفصة

خاص- الرسالة نت

 في شمال قطاع غزة يلاحقك الموت أينما ذهبت، حيث يصر الاحتلال على استهداف المدنيين حتى في مراكز الإيواء التي ظنوا أنها مكانا آمنا قد يصلح لالتقاط الأنفاس بعد عدد من المرات الا منتهية من النزوح.

في مدرسة حفصة الواقعة في منطقة الفالوجا شمال غزة لازالت مشاهد الموت والأشلاء تلاحق الناجين بعد القصف الذي طالهم واستشهد على أثره 15 نازحا تحولت جثثهم لأشلاء حاول المواطنون جمعها ونقلها في صناديق للمستشفى.

المدرسة المستهدفة كانت محطة الحاج أبو خالد السادسة لمحاولة الاستقرار والذي قال " للرسالة" رغم معاناتي منذ بداية العدوان إلا أنني لم أكن أتخيل أن أعيش تلك اللحظات الصعبة، مشاهد لا يستوعبها العقل مازلت في حالة ذهول كيف سأنسى مشاهد الأشلاء المتناثرة".

يتابع:" كيف سأتخطى لحظات الرعب التي عشتها أنا وأسرتي وكل فرد فينا يركض بحثا عن الآخر، هل يستوعب العالم كيف هي رائحة الموت حين تنتشر حولك وكيف هو الشعور عندما تسيل الدماء في كل مكان". " هل حدث وأن جمع أحد في العالم أشلاء الشهداء في صناديق، "وين نروح" جميعنا لجأ لمركز الإيواء بعد أن فقدنا منازلنا وتعرضنا للقصف لأكثر من مرة ونواجه أشكالا وألوانا من الموت " يضيف أبو خالد بألم.

ويتفاجأ المواطنون الذين نجوا من تحت المنازل التي سويت بالأرض، أنهم يواجهون الموت حتى في مراكز الإيواء حيث استهدف الاحتلال منذ بداية العدوان 184 مركزا للإيواء، واستشهد فيها 1128 مواطنا حتى لحظة كتابة هذه السطور.

بدورها، تشير الناجية أم ماهر أنها وعائلاتها المكونة من 7 أفراد يعيشون مرحلة ما بعد الصدمة كما أن أطفالها لم يتمكنوا من النوم منذ وقوع المجزرة، تقول:" لم تفلح كل محاولاتي في أبعاد أطفالي عن مشاهد الأشلاء فالموت يلاحقنا أينما ذهبنا.

وتؤكد أنها لم تلجأ إلى المدرسة إلا بعد انقطاع السبل بها وفقدان منزلها، لكن حتى المدارس لم تعد آمنة بعد المجزرة نزحت مؤقتا لمنزل أحد أقاربي لكن لازلت لا أعرف حتى اللحظة إلى أين أتجه خل ضاقت بنا الأرض لهذه الدرجة الاحتلال سلب أمننا وأحلامنا وحل حياتنا إلى كابوس. في مراكز الإيواء حيث تتكرر ذات المشاهد والمجازر، فيما تتكرر ادعاءات الاحتلال وأكاذيبه باستهداف مسلحين، وهو ما يفنده صور الأبرياء وإحصائيات الضحايا التي يغلب عليها الأطفال والنساء.

وحتى اللحظة لم يستطع الاحتلال إثبات ادعاءاته ولو بصورة واحدة رغم ما يملكه من طائرات تجسس ومسيّرات. يقول المستشار الإعلامي لوكالة الأونروا عدنان أبو حسنة إنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، "فأين يذهب من كانوا في المدرسة التي قُصفت؟".

وأضاف أبو حسنة في تصريح صحفي أن المدارس التابعة للوكالة يُفترض أن تكون محمية وفق القانون الدولي، مشيرا إلى أن غياب المساءلة سابقة خطيرة ويشجع على الاستمرار فيما يتم اقترافه.

بدوره أكد المتحدث باسم الدفاع المدني الرائد محمود بصل أن الاحتلال ما زال يستهدف مراكز الإيواء والمدارس التي تعتبر ملاذا يعتمد عليه المواطنون بعد تدمير منازلهم. ولفت إلى أن مدرسة الفالوجا استهدفها الاحتلال وتحول المواطنين بداخلها إلى أشلاء، مبينا أن الاحتلال استهدف عددًا كبيرًا من المدارس في شهر أيلول وشهر أغسطس،

وهناك تركيز واضح من الاحتلال في استهداف المدارس. وأكد بصل أن المطلوب من المنظمات الدولية أن تقف أمام مسؤولياتها في حماية الأطفال والنساء والمواطنين المتواجدين في قطاع غزة.

وفي ذات السياق قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن (إسرائيل) تتبنى سياسة منهجية باستهداف السكان والأفراد المدنيين في قطاع غزة المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني"، أينما كانوا، وحرمانهم من أي استقرار ولو مؤقت في مراكز النزوح والإيواء، من خلال تكثيف قصف هذا المراكز على رؤوس النازحين داخلها واستهداف المناطق المعلنة كمناطق إنسانية.

وأضاف:" منذ بداية العدان لم تتوقف القوات الحربية (الإسرائيلية) عن عمليات قصف الأعيان المدنية والقتل الجماعي للمدنيين واستهداف مراكز اللجوء التابعة للأمم المتحدة، واقتراف جرائم قتل جماعية فيها، التي تشكل كل منها جريمة دولية قائمة بحد ذاتها ومكتملة الأركان".

البث المباشر