قائمة الموقع

عملية يافا.. صفعة مدوية لأجهزة أمن الاحتلال

2024-10-02T15:37:00+03:00
الرسالة نت - محمد العرابيد

بالتزامن مع العدوان (الإسرائيلي) المستمر على قطاع غزة ولبنان والضفة، جاءه الرد سريعًا على هذه الجرائم في عملية طعن ثم إطلاق نار في قلب كيانه الغاصب الذي تنتشر في شوارعه الحواجز الأمنية والعسكرية إضاقة إلى آلاف من الجنود المدججين بالسلاح.
وقتل مساء أمس الثلاثاء ٧ (إسرائيليين)  وأصيب عدد آخر من المستوطنين بينهم ثلاثة حالتهم ميئوس منها في عملية إطلاق نار بطولية في "تل أبيب".
وتأتي العملية في الوقت الذي حذرت أجهزة أمن الاحتلال من عودة العمليات الاستشهادية الفلسطينية، لكنها لم تستطع أن توقف العملية على الرغم من الانتشار الأمني لجيش الاحتلال في شوارع يافا، لتؤكد مجددًا تهالك المنظومة الأمنية للاحتلال.

 عملية الطعن وإطلاق نار

ونشرت شرطة الاحتلال، صباح الأربعاء، بيانًا مشتركًا مع "الشاباك الإسرائيلي"، حول تفاصيل عملية إطلاق النار في يافا، مساء أمس الثلاثاء.
 ووفقًا للبيان المشترك، فإن عملية "يافا" كانت مزدوجة بالسكاكين وإطلاق النار في شارع القدس بمدينة يافا المحتلة. 
وأعلن البيان أن العملية أدت إلى مقتل 7 "إسرائيليين" وإصابة 16 آخرين بدرجات متفاوتة. 
وأضاف أن "المنفذين دخلا عربة القطار الخفيف التي توقفت في المحطة وأطلقا النار على الركاب، ثم واصلا سيرهما على الأقدام في شارع القدس حتى أطلقت الشرطة النار تجاههما، ما أدى لارتقائهما على الفور.
وأشار البيان إلى أن المنفذين هما محمد مسك (19 عامًا)، الذي استشهد في موقع العملية، وأحمد اليموني (25 عامًا)، الذي أصيب بجروح خطيرة، كان بحوزتهما سلاح من نوعm16 ، وسكين وهما من سكان الخليل وليس لديهما سجلات اعتقال سابقة.
وتواصلت أعمال المقاومة في الضفة والقدس خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، ضمن معركة "طوفان الأقصى"، ووقعت تسع عمليات بينها عملية إطلاق نار واشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال.
ورصد مركز معلومات فلسطين "معطي" إلى جانب عملية إطلاق النار، ثلاث عملية تفجير لعبوات ناسفة، واندلاع مواجهات في خمس نقاط متفرقة بالضفة الغربية

ضربة أمنية للاحتلال

محللون عسكريون وسياسيون، اعتبروا أن عملية يافا شكلت ضربة أمنية قوية لأجهزة الأمن الإسرائيلية التي كانت في أعلى دراجات استنفارها وانتشارها في شوارع المدن الفلسطينية المحتلة بعد تحذيرات من تنفيذ عمليات بطولية.
الخبير الاستراتيجي والمختص في الشأن العسكري واصف عريقات، يرى أن عملية يافا شكلت صدمة جديدة لأجهزة أمن الاحتلال خاصة أنها كانت أقوى منذ سنوات، وتوقيت حدوثها الذي تزامن مع تصعيد الاحتلال على الجبهة اللبنانية وقبل الرد الإيراني بلحظات قليلة.
وقال عريقات في حديث ل"الرسالة" إن عملية يافا نفذت باحترافية عالية، خاصة بعد تمكن المنفذين من طعن جندي إسرائيلي والاستيلاء على سلاحه، والتي تزامنت مع استنفار عال لأمن الاحتلال.
وأوضح أن قدرة المنفذين على إطلاق النار على الجنود والإسرائيليين في أكثر من مكان يدلل على هشاشة الحالة الأمنية والتخبط الدائر داخل أروقة الاحتلال وتخوفهم من وقوع عمليات فدائية آخرى.
واعتبر الخبير العسكري، أن عملية يافا جاءت في تحدٍ واضح لأجهزة أمن الاحتلال، وشكلت ضربة أمنية عسكرية جديدة للجيش الإسرائيلي في الضفة وداخل المدن الفلسطينية المحتلة.

 تخوف (إسرائيلي) كبير!

سليمان بشارات المحلل والكاتب السياسي، يرى أن عملية إطلاق النار في يافا، أثارت قلق وخوف المؤسسة الأمنية والعسكرية للاحتلال، خاصة أنها جاءت بعد تحذيرات من وقوع عمليات بطولية، وجرى تنفيذ العملية بهذه القوة.
وأعتبر بشارات في حديث ل"الرسالة" أن الاحتلال بات يخشى من انتفاض الفلسطينيين في الداخل المحتل والقدس والضفة في وجه المستوطنين وقوات الحيش، ويكون أمام جبهة جديدة تستنزف قدراته الأمنية والعسكرية لجانب كل من "غزة ولبنان وإيران وسوريا واليمن".
وأكد أن عملية إطلاق النار التي وقعت في يافا وأحدثت هذه الخسائر في صفوف قوات الاحتلال والمستوطنين، تدلل على تهالك المنظومة الأمنية للاحتلال.
ويعتقد المحلل السياسي أن عملية يافا ستفتح الباب أمام موجه عمليات بطولية وفدائية ستربك حسابات أجهزة أمن الاحتلال، في ظل تغوله على الفلسطينيين في غزة والضفة، وارتفاع انتهاكات المستوطنين في المسجد الأقصى المبارك.
وفرضت قوات الاحتلال، اليوم الأربعاء، إجراءات عسكرية مشددة في مناطق عدة بالضفة المحتلة، ونصبت حواجز عسكرية وعرقلت مرور المواطنين ومركباتهم.
وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها في محيط رام الله والبيرة والقدس ونابلس والخليل وأريحا وطوباس، وأغلقت حاجزي عين سينيا وعطارة، إلى جانب إغلاق المدخل الشمالي لمدينة البيرة.

ردًا على عدوان الاحتلال

بدورها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على أن عملية إطلاق النار التي وقعت في يافا المحتلة "تل أبيب" مساء الثلاثاء، التي أدت لمقتل ثمانية مستوطنين وإصابة آخرين، هي رد طبيعي على عدوان الاحتلال في غزة والضفة وكافة ساحات المواجهة، وتأكيد على أن جذوة المقاومة ستبقى مشتعلة، وأن الإجرام لن يجلب للاحتلال الأمن على أرضنا. 
وقالت "حماس" في تصريح وصل ال"الرسالة" إن العملية تمثل عملاً بطولياً جديداً يضاف لسجل مقاومتنا المتصاعدة في وجه اعتداءات الاحتلال، وتأكيد على أن البطش سيواجه بمزيد من الضربات الموجعة.
وشددت على أن عمليات المقاومة واستهداف الاحتلال في أكثر من مكان ضمن معركة طوفان الأقصى التي نعيش في ظلال ذكراها السنوية، تثبت قدرة المقاومة على الإثخان وإيجاع هذا العدو، والرد على مخططاته الخبيثة لوأد المقاومة والاستفراد بشعبنا وتهويد مقدساتنا وتدنيس أقصانا. 
ودعت الحركة لمزيد من الضربات الموجعة في قلب الاحتلال، وإلى مزيد من الغضب العارم والتوحد خلف خيار مقاومة الاحتلال، وإشعال كافة جبهات المواجهة حتى صد العدوان وكنس الاحتلال.
يشار إلى أن العملية جاءت بعد يوم واحد فقط من ذكر موقع "والا" أن الجيش رفع من تأهبه على خلفية التحذيرات من وقوع عمليات انتحارية (استشهادية) قبيل الأعياد وفي ظل الضغوط التي تمارسها قوات الاحتلال على الضفة، وما صحب هذا التصعيد من اعتقال لعدد من الفلسطينيين بعدة مدن وقرى في الضفة.
الخليل خزان ثوري لا ينضب 
من جانبه، أكد القيادي في حركة "حماس" عبد الرحمن شديد، أن عمليات المقاومة النوعية وضرباتها في الضفة، وتصديها لتوغلات الاحتلال، دلالة على قوة هذه الساحة المشتعلة، وقدرتها على مفاجأة الاحتلال وضربه في العمق.
وأشاد شديد بالعملية البطولية التي وقعت مساء أمس الثلاثاء، في يافا - "تل أبيب"، مؤكداً أن الخليل تمثل خزاناً ثورياً لا ينضب، وأن بطولات أبناءها وعملياتهم النوعية خير دليل على أنها ستبقى هاجساً يؤرق الاحتلال.
وأوضح أن تزامن العملية مع ما يحدث من تطورات محلية وإقليمية واستمرار حالة التصعيد في وجه الاحتلال، تؤكد مدى أهمية وحدة الساحات، وضرب الاحتلال من أكثر من جبهة، لزعزعة أمنه وزيادة حالة تخبطه وفشله الميداني.
وأضاف أن كل ما يمارسه الاحتلال من بطش وعنجهية لن يفلح في كسر إرادة شعبنا، الذي تبنى خيار المقاومة والصمود، ويثبت في كل يوم أنه شعبي عصي على الانكسار.
ودعا شديد إلى المشاركة الفاعلة في كافة الفعاليات والحراكات، والاستجابة الجماهيرية الحاشدة للدعوات التي انطلقت لجمعة رفع العدوان عن فلسطين ولبنان، بالتزامن مع الذكرة السنوية الأولى لمعركة طوفان الأقصى.
وتتصاعد التخوفات (الإسرائيلية) من عودة العمليات الاستشهادية مع توعد كتائب القسام بعودتها عقب عملية (تل أبيب) في آب/ أغسطس الماضي، حال تواصلت مجازر الاحتلال بحق المدنيين.

اخبار ذات صلة