لن تنسى دول الاحتلال صبيحة يوم السابع من أكتوبر، حين دخلت بكل مؤسساتها حالة صدمة غير مسبوقة، واستفاقت على الضربة الأعمق والأقوى في تاريخها، تلك الضربة التي شكلت للمرة الأولى تحديا وجوديا للاحتلال.
إنجازات حماس والمقاومة الفلسطينية لا تتوقف عند قدرتها الاستخباراتية والعملياتية ونجاحها في تضليل العدو فقط، بل الأهم أن الضربة التي وجهتها للاحتلال استطاعت سحق الدعاية الإسرائيليية التي خلقتها دولة الاحتلال من خلال سجل حروبها في المنطقة بأنها تملك الجيش الأسطورة الذي لا يقهر، وأنها تمتلك واحدة من أقوى الصناعات العسكرية في العالم.
ويمكن تلخيص أبرز انجازات المقاومة الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر في عدة نقاط أهمها:
أولا: الصدمة الأكبر والأعمق في تاريخ الإحتلال:
استطاعت المقاومة توجيه ضربة مفاجئة ومباغتة للاحتلال شكلت صدمة لن تمحى من ذاكرة الاحتلال، وقد حققت المقاومة انتصارا ساحقا نتيجة الخسائر الهائلة للاحتلال في الساعات الأولى من طوفان الاقصى، فلأول مرة يجري تقليص سيادة وجغرافية دولة الاحتلال منذ قيامها، وقد انعكست الصدمة بوضوح على المستويين السياسي والعسكري والذين كانا في غاية التخبط في الأيام الأولى.
ثانيا: استطاعت المقاومة إلحاق خسائر فادحة وغير مسبوقة في صفوف جيش الاحتلال، وذلك على الرغم من الاجتياح البري والعمليات العسكرية في عدة مناطق وتكرارها إلا أن الاحتلال فشل في السيطرة على الأرض والقضاء على المقاومة.
وقد صرح قائد القوات البرية في جيش الاحتلال المستقيل أن حماس كانت تستعيد المدن بعد ربع ساعة من انسحاب الجيش، وهو اعتراف صارخ بالهزيمة وفشل الحرب في تحقيق أهدافها.
عدا عن عدد القتلى الكبير في صفوف جيش الاحتلال الذي خسر منذ بداية الحرب ما يعادل لواء كاملا من القتلى والجرحى، بينهم مقاتلون ذوو خبرات فائقة في الوحدات الخاصة وقادة ميدانيون بارزون.
ثالثاً: ربما من أبرز ما حققته المقاومة في طوفان الأقصى هو خلق بيئة دولية شعبية واسعة معادية للاحتلال وحتى في الدول التي كانت تاريخيا من أكبر الداعمين له.
فقد نجحت ضربات المقاومة والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته في حشد جبهة دولية واسعة تجاهر بمعاداتها لـ(إسرائيل)، وتشن حربا عليها في الأمم المتحدة، وتنظم ضدها مظاهرات داعمة لحماس في العواصم الكبرى في العالم الحر.
رابعا: خلق جبهة قانونية دولية ضد الاحتلال في سابقة تاريخية، حيث أن الحملات القانونية ضد الاحتلال في محاكم القانون الدولي غير مسبوقة، خاصة أن جرائم الاحتلال وضعت النظام الدولي ومؤسساته أمام اختبار أخلاقي حقيقي من الصعب تجاهله، حيث لا تزال هناك دعاوى قضائية منظورة ضد الاحتلال وقادته وهذه الحملات لها عواقب طويلة الأجل.