قلم عمر أبو شاويش.. الشهيد الأول بحرب الإبادة بغزة

الشهيد عمر أبو شاويش
الشهيد عمر أبو شاويش

الرسالة نت- خاص

لقد كان القلم هو الشهيد الأول، متجسدا بصاحبه الشاب الكاتب عمر أبو شاويش، الذي كان يمارس رياضته الصباحية على شاطئ النصيرات وسط قطاع غزة كما تعود، حينما استهدفته طائرات الاحتلال مع بدء شنها حرب الإبادة الجماعية ردا على معركة طوفان الأقصى، فارتقى شهيدا قبل أن يكون شاهدا على ما جرى.

كانت الأعين تحدق في شاشات الفضائيات، وأجهزة الهواتف، لتعرف تفسيرا لتلك الأصوات التي انطلقت في سماء المدينة، بكثافة لم يسبق لها مثيل وهي تعرف وجهتها، صواريخ مقاومة مدروسة ومحبوكة القصة، نحو غلاف غزة، فقلبت بعدها معايير العالم وأنظمة لمحتل.

قدم عمر أبو شاويش سيرة طويلة من الفن والكتابة والإبداع، ولم يعطه الاحتلال حق إكمال أحلامه، ولا حق أن يكون لقلمه بصمة في توثيق تلك الإبادة التي طالت بعدها الحجر والشجر والبشر.

نعته وزارة الثقافة والاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين ولعل الكتابة عنه اليوم ليخلد اسمه في المقدمة واجبا، كما كان قلمه كثيرا في مقدمة طابور طويل من الشباب الذين كتبوا لأجل القضية ومناهضة الظلم الذي تعرض له شعبنا.

وُلد عمر فارس عمر أبو شاويش في مخيم النصيرات بتاريخ 22 مارس 1987. يعود أصل عائلته إلى قرية برقة، التي احتلتها (إسرائيل) خلال عملية باراك في مايو 1948. تعلم في مدارس مخيم النصيرات، وحصل على درجة البكالوريوس في الإعلام من جامعة الأزهر بغزة.

كان لعمر أبو شاويش مشاركات أدبية دولية في إيصال صورة القضية الفلسطينية ومحاربة الاحتلال، منها مشاركة في معرض تورينو الإيطالي والذي انسحب منه بسبب استضافة المعرض لحكومة الاحتلال ضمن فعالياته، كما شارك في مهرجان أوسلو للصداقة الدولي الثقافي والرياضي بصفته كاتب ورياضي أيضا.

وشارك أبو شاويش في المؤتمر العربي العالمي لقضايا الشباب في الفكر والثقافة في القاهرة وقدم ورقة عمل تحت عنوان "دور الشباب الفلسطيني بنصرة القضية الفلسطينية فكريًا وثقافيًا"، كما قدم مبادرةً بعنوان "الفكر الفلسطيني للحق الفلسطيني – الغزو الفكري الفلسطيني للغزو الفكري الصهيوني العالمي ومجابهته". كان أيضًا ضمن وفد نادي خدمات النصيرات الذي شارك ضمن الأنشطة الشبابية والرياضية والثقافية في سوريا.

نشر في عام 2016 روايةً عنوانها "على قيد الموت" عن بيت الياسمين للنشر والتوزيع في القاهرة، رصد عمر أبو شاويش حياة الحرب في عام 2008، كان شاهدا على إحدى المجازر التي مورست على غزة منذ حصار طويل، ورحل قبل أن يكون قلمه شاهدا على هذه المحرقة، ولكننا نحن الأحياء شهود على اغتياله.

البث المباشر