قائد الطوفان قائد الطوفان

في الذكرى الأولى للطوفان.. مخيم جباليا يستبسل مجددا

مخيم جباليا بالأمس
مخيم جباليا بالأمس

الرسالة نت- خاص

قبل أن تُمحى ذكريات الدمار، يخلق المحتل ذكرى جديدة بأبشع صورها، يهاجم المدنيين دون سابق إنذار مجددا في مخيم جباليا، ويتباهى من جديد بقتل الأبرياء، ويكذب على جمهوره ويقول إنه استهدف خلية، أو عدة خلايا، أو مقاومين، والحقيقة أنه يهرب من هزيمته بقتل أكبر عدد من الأطفال والنساء والرجال الآمنين النائمين في بيوتهم.
هذا ما حدث مع مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بالأمس، والذي لم يبق منه سوى بيوت قليلة، أو ركام بيوت مهدمة عاد إليها أصحابها بعد عشرات المرات من النزوح، ولكن الاحتلال بالأمس لم يمطر السماء بالمناشير كما يفعل في كل مرة، بل باغت المدنيين الذين باتوا يعرفون أن شدة التغول والقتل معناها عجز القاتل عن إثبات أي شكل من أشكال النصر، بل هو تفشي من خلال القتل، وعدم مبالاة، طالما القتل يتم أمام مرأى العالم الصامت.
بالأمس تقدمت القوات من المناطق الشرقية لمخيم جباليا والمناطق الفاصلة بين جباليا البلد والمخيم، وفرضت سيطرة بالقذائف على المحاور المحيطة بالمخيم، شرقا وغربا، وتفاجأ الأهالي بالآليات وبطائرات الكواد كابتر وهي تطلق النار على المارة.
غارات إسرائيلية لم تتوقف طوال الليل، على الشوارع والطرقات والبيوت، جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، مدفعيات تشارك الطيران في القتل، ولم يعلن الجيش عن بدء عملية عسكرية، كان يطلق النار عشوائيا على مراكز الإيواء والمدارس والبيوت بدون هدف واضح، إنه القتل لأجل القتل، الذي يمارسه الاحتلال منذ عام على قطاع غزة.
ثم أعلنت مصادر طبية عن  استشهاد أكثر من 30 فلسطينياً وإصابة العشرات أغلبهم من الأطفال والنساء في سلسلة غارات عنيفة شنتها طائرات الاحتلال على شمال قطاع غزة، وكانت تلك حصيلة أولية، في عجز تام عن الوصول إلى كثير من الشهداء وممن غطاهم الركام.
كل ذلك يتم وسط القصف العنيف المتواصل للطائرات  ومدفعية الاحتلال ، التي بدأت تطلق نيرانها على الطواقم الطبية والصحفية خلال انتشال الشهداء والإصابات، فيما أعلنت لاحقا عن استشهاد الصحافي حسن حمد، الذي كان منزله ضمن المنازل التي استهدفت.

عجز الطواقم الطبية والدفاع المدني لم يعد سرا، فقد غلبتهم قلة الإمكانات، وعجز وزارة الصحة عن تقديم الإسعافات، واستهدافهم بشكل مباشر في كل غارة، حتى أعلن الدفاع المدني ليلا أن طواقمه غير قادرة على التعامل مع العدد الكبير من المنازل التي استهدفها الاحتلال شمالي القطاع، مبينا أنه واجه صعوبة في نقل الإصابات من منطقة القصاصيب شمالا بسبب الاستهداف المستمر من قبل مدفعية الاحتلال.

ثم ناشد العالم قائلا: "لا يزال هناك عالقون تحت أنقاض هذه المنازل، والطواقم غير قادرة على التعامل معها، بسبب تزامن قصفها، وعدم توفر معدات الإنقاذ الثقيلة".

يحذر محللون من مساعي الاحتلال للسيطرة على المناطق الشمالية، وخلق بيئة طاردة، من خلال القتل وفرض المجاعة، االتي شنت حربا أخرى على أهالي الشمال، الجوع والقتل سياسة الجيوش الجبانة، ولكنها لم تكن شيئا مؤثرا في قلوب الثابتين هناك.
هكذا أصبحت جباليا، صباحها منذ 365 يوما، على جثامين في الطرقات، وعلى أسطح البيوت، وتحت الردم، منهم من وصلت إليه الطواقم الطبية، ومنهم من عجزت عن الوصول إليه.
كل ذلك يتم في ظل ثبات الأهالي وإثباتهم للمرة الألف بأن هذا الاحتلال الذي يريد أن يطردهم من بيوتهم لن يستطيع، إلا إذا قتلهم، وها هو يفعل، وسط تضامن عربي يخرج على استحياء وخوف!! وظل الفلسطيني كعادته "يسمع جعجعة ولا يرى طحينا".

البث المباشر