عام على (طوفان الأقصى).. كيف زلزلت غزة عرش أمريكا في الشرق الأوسط؟

غزة - خاص الرسالة نت

لم يغُرق طوفان الأقصى الاحتلال "الإسرائيلي" فقط صبيحة يوم السابع من أكتوبر 2023، بل غرقت الولايات المتحدة الأمريكية في أزمة غير مسبوقة، أصابت أركان البيت الأبيض كما "الكرياه" بصدمة كبيرة.
تلك الصدمة التي هزت للمرة الأولى عرش الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعدما هددت مشروعها الاستراتيجي في المنطقة "إسرائيل"، ما دفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى زيارة دولة الاحتلال في أقل من عشرة أيام على الحدث، في محاولة لطمأنة الكيان بأن أميركا لن تتخلى عنه وستدعمه بكل السبل في حربه ضد المقاومة الفلسطينية.
"حرب على البيت" هكذا وصفت وسائل إعلام عبرية الضربة القاصمة التي تلقتها دولة الاحتلال في السابع من أكتوبر، والتي‭ ‬تأخذ‭ ‬في‭ ‬اعتبارها ‬الخسائر‭ ‬والأضرار غير المسبوقة  ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالمشروع‭ ‬الصهيوني.

لماذا شعرت الولايات المتحدة بالخطر من طوفان الأقصى؟

الصدمة الكبيرة ضربت أركان الإدارة الأميركية نظراً لقوة العملية من حيث التخطيط والنتائج، حيث شعرت الولايات المتحدة للمرة الأولى أن مشروعها في المنطقة الذي دعمته منذ قرابة 100 عام ودفعت المليارات من الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي والمالي، مهدد بشكل حقيقي، لذا كان حجم الزيارات من قادة أميركا للكيان غير مسبوق وفي زمن قياسي، بدءاً من الرئيس بايدن حتى كل المسؤولين من كافة المستويات.
وتعاملت الولايات المتحدة مع الكارثة على عدة مستويات أهمها:
أولاً: الدعم العسكري: حيث دعمت أميركا "إسرائيل" لأول مرة بهذا الكم من الدعم العسكري اللامحدود، فأرسلت حاملة طائرات وغواصات نووية وقوات من المارينز الأميركي وقنابل بالأطنان، تبعتها دفعة ثانية من القنابل الفتاكة بقيمة 320 مليون دولار، ومساعدات استخباراتية استشارية، ودعم مالي وصلت قيمته إلى 14 مليار دولار، مع استمرار الضوء الأخضر لجرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين المدنيين.
ثانياً: الدعم السياسي والدبلوماسي: فقد وفرت الولايات المتحدة غطاء سياسيا غير مسبوق لحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة وبررت جرائمها في غزة خاصة ضد المدنيين، إضافة لاستخدام حق النقض الفيتو عدة مرات لمنع إصدار أي قرار يدين جرائم الاحتلال في غزة.
ثالثاً: عملت الولايات المتحدة على محاولة صياغة مقترحات واتفاقات للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، واختلفت مع  رئيس حكومة الاحتلال في إدارته للحرب التي ترى أميركا انها أدخلت الكيان في حالة استنزاف دون أن تحقق أهداف الحرب التي أعلن عنها الاحتلال والمتمثلة في القضاء على حماس واستعادة الأسرى.
في المقابل امتنعت عن ممارسة ضغط كاف يجبر نتانياهو للموافقة على صفقة تنهي الحرب وتعيد أسرى الكيان، فهي وإن أظهرت في العلن رغبتها في إنهاء الحرب وإنجاز صفقة تبادل، إلا أنها تسعى لأن تضمن أي تسوية أكبر قدر ممكن من الضمانات الأمنية لدولة الاحتلال.
رابعاً: تسعى الولايات المتحدة لاستغلال الأزمة الكبيرة في الشرق الأوسط نتيجة الحرب على غزة وتوظيف المنطقة في إدارة صراعاتها الدولية، من حيث السماح للاحتلال بتوجيه ضربات متتالية لمحور المقاومة، وتحييد الدول العربية عن أي دور فاعل وحقيقي في الأزمة وإدارة الصراع، وبل ومحاولة استغلال الأزمة لتمرير المزيد من اتفاقات التطبيع خاصة السعودية.

البث المباشر