طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

عام على ذكرى العبور العظيم..

طوفان الأقصى
طوفان الأقصى

رولا أبو هاشم - الرسالة نت

قبل عام من الآن.. استيقظ قطاع غزة على وقع العز والفخار، أصوات تمتد من جنوب القطاع حتى شماله، لتصل إلى قلب الكيان المحتل، في صورة لم يشهدها العالم من ذي قبل!
وصوت الملثم يطل من خلف الشاشات أن طوفانًا من أجل الأقصى قد بدأ، ولن ينتهي إلا بدحر المحتل عن كامل الأرض.
ومنذ تلك اللحظة حتى اليوم.. غزة لم تعد للنوم مجددًا..
إنه السابع من أكتوبر مرة أخرى.. رشقات المقاومة ما زالت تطال رأس (تل أبيب)، وتضرب بالعمق، وما زالت الأيادي المتوضئة على الزناد ضاغطة، والنوايا على قلب رجل واحد، والصف بنيانٌ مرصوصٌ لا يؤتى من قبله.

إنه السابع من أكتوبر.. تاريخ أثبت للعالم أن هالة الجيش الذي لا يقهر قد قُهرت، ومنظومة الأمن (الإسرائيلي) لم تعد في مأمن، والوجود الاستيطاني ليس له مكان من البحر إلى النهر.

يستذكر الغزيون تفاصيل الذكرى جيدًا.. يوم العبور المجيد.. كما أطلق عليه، عند السادسة والنصف صباحًا من ذلك اليوم بدأ الهجوم.. وبعدها بساعات قليلة كانت وسائل الإعلام تبث صورًا للمقاومين يصولون ويجولون في الأراضي المحتلة.. 

وفي تلك اللحظات كان التكبير والتهليل يهز أركان القطاع تثبيتًا للمجاهدين، ونصرة للمقتحمين، وشدًا على يد المقبلين بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله..

إنه السابع من أكتوبر، ما زال الغزيون ورغم كل شيء يستذكرون لحظات الفرح تلك!
بعد عام من الإبادة.. ما زال لدى الغزي طاقة للفرح لا تنتهي، وما زالت القلوب المكلومة تطمئن وتنتشي حين ترى السماء مشتعلة بالرد، وما زالت تبتهج حين تعاودها الذكرى رغم عظم الوجع والفقد الذي أصابها على مدار العام!

وما زال الحنين يأخذ القلوب المشتاقة حين تعصف بها الذكريات إلى سماء منازلهم وديارهم التي نزحوا منها قسرًا تحت كثافة النيران وشبح الموت الذي ظل يطاردهم في الأزقة والطرقات.
ورغم الفاقد الكبير، إلا أن كثيرًا من الأفئدة تستذكر ذلك الصباح وهي تلهج بالدعاء "اللهم أعده علينا أيامًا عديدة، وأزمنة مديدة" مؤمنة أنه طريق اختاره الله لها، وقد رضيت.

البث المباشر