قائد الطوفان قائد الطوفان

بمعركة (طوفان الأقصى)

كيف نفذ القسام (العبور العظيم) بالسابع من أكتوبر؟

غزة - خاص الرسالة نت

في السابع من أكتوبر 2023 شنت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس" عملية "طوفان الأقصى" مستهدفة المواقع العسكرية لجيش الاحتلال (الإسرائيلي) في غلاف قطاع غزة. 
عملية كتائب القسام التي انطلقت يوم السبت 7 أكتوبر الساعة الـ 6 صباحًا، شملت هجومًا بريًا وبحريًا وجويًا وتسللا للمقاتلين إلى غلاف قطاع غزة، عبر السياج الحدودي وعبر وحدات الضفادع البشرية من البحر، إضافة إلى مظليين من فوج "الصقر".

انطلاق معركة "طوفان الأقصى"

وأعلن قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام محمد الضيف عن العملية العسكرية، في رسالة صوتية مسجلة فجر ذلك اليوم  قائلًا: "نعلن بدء عملية طوفان الأقصى بضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو، وهذه الضربة الأولى تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال أول 20 دقيقة من العملية".
واعتبر الضيف أن "اليوم هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء الاحتلال الأخير على سطح الأرض"، ودعا الفلسطينيين في الضفة الغربية وأراضي 48 للانضمام إلى هذه الحرب بكل ما يملكون من أسلحة نارية وأسلحة بيضاء، وبالاحتجاجات والاعتصامات.
ودعا قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام الشعوب العربية والإسلامية إلى الدعم بالمظاهرات والاعتصامات، وكل أشكال الضغط الشعبي.
وبعد انتهاء معركة "سيف القدس" في 2021، بدأت كتائب القسام وضع الخطط والتصورات والتجهيز لمعركة "طوفان الأقصى"، والتي مرت بمراحل عديدة، بداية من تصنيع العتاد العسكري ورصد أماكن تجمعات جيش الاحتلال وتدريب المقاتلين. 

 تحليل منطقة العمليات

وعلى مدار السنوات الماضية التي سبقت انطلاق معركة "طوفان الأقصى" عملت كتائب القسام على دراسة الحدود الزائلة مع أراضينا المحتلة عام 48 على مدار الساعة من خلال وحدات الرصد التي انتشرت على طول الحدود. 
كما عملت أيضًا على رصد ومتابعة طبيعة الأرض ونظام تحركات جيش الاحتلال وتكوين قواته، وتوقيت انتشارها وانصرافها من مواقعها العسكرية، والأيام التي يكون فيها عدد القوات على الحدود أقل من الأيام السابقة. 
ورصد مقاتلو القسام بشكل دقيق الأهداف العسكرية "لفرقة غزة" وكم عدد مواقعها العسكرية وبعدها عن الخط الزائل مع قطاع غزة، وانتشارها على طول الحدود، وتسليح الفرقة، ورصد مقرات الدعم اللجوستي والطبي والعسكري. 

 وضع الخطة العملياتية!

وضعت كتائب القسام خطة المناورة واقتحام المواقع العسكرية لجيش الاحتلال والانسحاب بالأسرى، والتي نفذتها قوات القسام من المشاة والبحرية وسرب صقر الجوي في الكتائب. 
كذلك خطة قطع النجدات واستهداف تعزيزات جيش الاحتلال باستخدام الطيران المسير ومضادات الدروع وقذائف الهاون ومنظومة رجوم بهدف عزل "فرقة غزة" المستهدفة في العملية عن أي محاولة خارجية لمساعدتها. 
كما تضمنت الخطة العملياتية خططا للاتصالات وخطة للدعم اللوجستي وخطة للإعلام ونقل الصور والفيديوهات أولا بأول وخطة القيادة والسيطرة وخطة أخرى للخداع وإخفاء النوايا واخفاء التجهيزات العسكرية والأهم من ذلك كله قدرة القسام على إخفاء طريقة استدعاء القوات لتنفيذ الهجوم العظيم.

تفاصيل خطة الهجوم!

وضعت قيادة كتائب القسام خطة للهجوم البري على "غلاف غزة" وبدأت العمل عليها منذ اللحظات الأولى والتي شملت عدد المقاتلين المقتحمين والقذائف الصاروخية وغيرها من الأمور العسكرية. 
حيث كان ضمن الخطة، الغطاء الناري من سلاح المدفعية القسامي بأكثر من 5500 صاروخ بهدف تثبيت المواقع العسكرية والقواعد الجوية في المنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال بالكامل. 
ومن ضمن الخطة أيضا تأمين الغطاء الجوي لقوات المناورة بمنظومات الدفاع الجوي المختلفة، ومنها "تبر" الذي كشفت عنه كتائب القسام خلال معركة "طوفان الأقصى". 
ومن ضمن الخطة استهداف أبراج المراقبة والإرسال ومنظومات التنصت والتجسس لجيش الاحتلال بأسلحة القنص والرشاشات ومضاد الدروع والطيران المسير والتشويش السيبراني، كذلك فتح الثغرات في منظومات الجدار الفاصل والتي قام بها سلاح الهندسة التابع للقسام. 

خطة التدريب والمناورة

وفي إطار التجهيزات للمعركة عملت كتائب القسام على تدريب آلاف المقاتلين من جنودها بكافة التشكيلات العسكرية على مدار السنوات الماضية بشكل مكثف؛ بهدف رفع كفاءة جنودها المقاتلين. 
التدريبات العسكرية للقسام شملت اقتحام المواقع العسكرية لجيش الاحتلال والبلدات (الإسرائيلية) في مستوطنات غلاف غزة، من خلال محاكاة عالية الدقة لاقتحام المواقع والمباني التابعة لفرقة "غزة" بجيش الاحتلال.
كما شملت التدريبات العسكرية سيطرة المقاتلين على عتاد جنود الاحتلال، وأسر عدد كبير من الجنود وتنفيذ عمليات عسكرية معقدة تضمن تنسيق ناري كثيف وعالي الكفاءة بين مختلف الوحدات العسكرية والقوات المقاتلة.
ودأب القسام على تنفيذ المناورات العسكرية بشكل "نصف سنوي" وأخرى شهريًا لقوات النخبة والمقاتلين لفحص الجهوزية، وقدرتهم على التكيف في ظروف المعارك البرية مع جيش الاحتلال. 
كما شاركت القسام الفصائل الفلسطينية المقاومة في قطاع غزة، في مناوراتها العسكرية أطلق عليها "الركن الشديد" ونفذت هذه المناورة على مدار 4 سنوات متتالية لرفع كفاء مقاتلي الفصائل الفلسطينية. 

التصنيع العسكري!

وفي سبيل تنفيذ الهجوم الأكبر والأوسع على جيش الاحتلال، الذي تزامن مع حصار خانق على قطاع غزة لمدة طويلة، عمدت كتائب القسام على وضع خطة كبيرة لتصنيع عتادها وسلاحها المستخدم في المعركة محليًا. 
واشتملت مرحلة التصنيع العسكري، تصنيع آلاف القذائف الصاروخية بمداها المختلف، كذلك تصنيع قذائف الدروع "الياسين 105" وقذائف الهاون والطائرات المسيرة ومنظومات الدفاع الجوي. 
كذلك عمل القسام على تصنيع أسلحة القنص والرصاص والقنابل والعبوات وخصوصا "العمل الفدائي" وغيرها من العتاد والسلاح اللازم لمعركة "طوفان الأقصى".

استدعاء القوات القتالية

وضعت كتائب القسام خطة محكمة ودقيقة لاستدعاء القوات المقاتلة والتي ستنفذ عملية "طوفان الأقصى" بطريقة ذكية دون أن يلاحظ الاحتلال وأجهزة المخابرات والاستخبارات. 
وقام القسام بوضع الخطة لاستدعاء وحشد 300 مقاتل للمشاركة في عملية واقتحام الحدود، كذلك استدعاء 1500 مقاتل لعمليات الدعم والإسناد وذلك في اللحظة المناسبة وفي أقصى درجات السرية. 

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي، :"حقيقة عندما نأخذ بعين الاعتبار هذه الحرب.. أستطيع أن أقول بأنها، سواء ما قامت به القسام والفصائل المسلحة، وما قام به الاحتلال من عمليات في قطاع غزة، أذهل العالم أجمع على الصعيد العسكري.
وأضاف الصمادي في مقال له، :"سجل فشل الاستخباري لجيش الاحتلال والذي كان يُروج له بأنه جيش قوي وأنه ضمن الجيوش المتقدمة في العالم وأنه قوة لا تُقهر، وعملية اجتياز الحدود في غلاف غزة وقتل وإصابة وأسر المئات من العسكريين الإسرائيليين والمدنيين، حقيقةً كانت عملا عسكريا طموحا ومفاجئا".
وأكد أن المقاومة تمتلك الإرادة والصمود والاستعداد للتضحية أمام انسداد الخيارات الأخرى، وتلاحم الحاضنة الشعبية مع المقاومة، واستعداد هذا المزيج من الحاضنة الشعبية والمقاتلين من القسام والفصائل المسلحة للاستمرار في القتال، أعطاها زخما إضافيا لأن تكون قادرة على الاستمرار.
وأعتقد بأن المقاومة خلال القيام بهذه العملية راهنت على تحرك الشارع العربي والفلسطيني، عادة أي جهة تريد أن تقوم بعمل عسكري تقوم بعمل تقدير موقف استخباري، وتقدير موقف عملياتي.
وأوضح اللواء الصمادي أن هناك العديد من الأسلحة، ونحن نتحدث الآن عن المفهوم التكاملي، الأنفاق أضافت بُعدا وعملت على معادلة الاختلال في مقارنة ميزان القوى، لأنه عندما نجد بعمليات القتال ما بين جهة وجهة لابد أن يتم عمل ما يسمى مقارنة القوى.

البث المباشر