قائمة الموقع

عام من فصل القطاع.. الصمود الاستثنائي في التاريخ!

2024-10-13T12:29:00+03:00
غزة - خاص الرسالة نت

في الثالث عشر من أكتوبر الماضي؛ أصدرت سلطات الاحتلال اخطارا بفصل القطاع شمالا وجنوبا، وتحت نيران الأحزمة النارية أمرت سكان الشمال للنزوح جنوبًا بوصفها المنطقة الآمنة وفق مزاعمها.

لم تتوقف الأحزمة النارية للحظة؛ مركزة على مراكز الإيواء والمدارس، وتنفيذ هجمات من الأحزمة النارية التي أودت بحياة آلاف الشهداء مرة واحدة؛ إلى جانب ايعازها للمؤسسات الدولية نقل مقراتها ومؤسساتها نحو الجنوب، واغلاق السيطرة والحصار المطبق شمالا.

عام نفذت فيه دولة الاحتلال أكبر عملية إبادة في المنطقة الشمالية، وصلت لقرابة 60 ألف شهيد، تقول المصادر الطبية والحكومية إن 60% منهم في المحافظات الجنوبية؛ التي زعمت سلطات الاحتلال أنها آمنة.

شهد العام تدميرا ممنهجا لكل المؤسسات المدنية، في مقدمتها التدمير الكلي والكامل للمجمعات الصحية والطبية في جرائم حرب نفذت تحت وضح النهار؛ إضافة لتدمير البنية التحتية بشكل كامل، وتدمير الشوارع الرئيسية وكل ما يتعلق بالمياه والكهرباء.

ونسفت قوات الاحتلال عشرات الآلاف من المباني السكنية في المنطقة الشمالية؛ كما أنّها لم تدخر جهدا في سياق تدمير كل ما له علاقة بوجود الانسان هناك، حتى وصل الامر بأن تجرى العمليات الجراحية للمصابين بدون مواد طبية.

يعلق إسماعيل الثوابتة مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، إن مليون و800 ألف فلسطيني تقريبا أضطروا لاخلاء منازلهم ونزحوا من بيوتهم على مستوى محافظات القطاع، وأنّ الاحتلال عمل على ارتكاب جرائم إبادة تصنف وفق القانون الدولي بـ15 جريمة، أخطرها وابشعها جريمة التطهير العرقي.

واستهدف الاحتلال 180 مركز إيواء، إلى جانب ارتكابه 7 مقابر جماعية انتشل منها 570 جثمان شهيد، لم يتوقف الأمر هنا؛ بل استباح الاحتلال تاريخ غزة القديم بأسره، واستباح البلدة القديمة، ثم دمر الكنائس الثلاثة الرئيسية لدفع السكان للهروب جنوبا، وهي مخططات فشلت في تحقيق أهدافها؛ ليلجأ الاحتلال شمالا لخطته الأكثر أجرامًا وتتمثل في فرض أكبر عملية تجويع يتعرض لها شعب في التاريخ المعاصر.

تعرض سكان الشمال لتجويع قضى على ما يقرب بـ38 طفلا ومسنًا ارتقوا نتيجة الجوع. لكن لا تنتهي القصة هنا؛ في الشق الجنوبي الذي صنفه الاحتلال بالآمن، استمر في استهداف المنازل وتدميرها فوق رؤوس ساكنيها؛ ليعود بعد ثلاثة أشهر فقط من عمليته العسكرية في مدينة غزة؛ لينفذ اجتياحا مدمرا في خانيونس، طال خلالها بنيتها السكانية والمدنية والتحتية، وأحالها لخراب؛ ثم عاد لينفذ عملياته الاجرامية وبذات النسق في المناطق الوسطى من القطاع، وأخيرا رفح الذي قام باجتياحها رغم تحذير أممي شامل من ارتكاب مذابح بحق المدنيين. ونفذ عشرات المجازر بحق المدنيين في مناطق المواصي؛ التي صنفها بالآمنة.

كما اعتقل الآلاف من المدنيين أثناء نزوحهم من الشمال للجنوب، عبر حاجز نتساريم؛ بينهم أطباء ارتقوا في سجون الاحتلال نتيجة التعذيب. وفي ظل الكم الكبير من الجرائم المرتكبة، فشل الاحتلال في الضغط على سكان المنطقة الشمالية مغادرتها، في ضوء فشل سياسة التجويع، والقتل؛ ليلوح مؤخرا بخطة الجنرالات التي قدمها جنرال متقاعد يدعى آيلون؛ وهو الذي اعترف لاحقا بأن إمكانية هزيمة حماس عبث وضرب من ضروب الخيال. فلجأ الاحتلال لاستخدام أسلحته بشكل غير مباشر، من قبيل اخضاع المناطق الشمالية لحصار مشدد آخر، ومنع ادخال الوقود للمشافي، ومنع المستشفيات من العمل؛ ثم دفعها مؤخرا للاخلاء بشكل نهائي.

ومؤخرا، بدأ بشن عملية عدوانية واسعة في المنطقة الشمالية، تمثلت في تدمير واسع وممنهج للمحافظات الشمالية، مرغما سكانها للنزوح لمنطقة غرب غزة؛ بعدما دمر المستشفيات الرئيسية وقطع المدن لقطع متعددة.

ثم دفع بآلياته ليعلن بعد عام من تقسيمه القطاع، تقسيم الشمال لقسمين، محافظات الشمال ومدينة غزة.

ولا تزال كتائب القسام برفقة فصائل المقاومة، تواصل استهدافها لمعدات وآليات العدو، وخوض اشتباكات مباشرة من نقطة صفر مع جنوده، رغم عام كامل مضى من المواجهة في قطاع، تعرض لحصار لأكثر من 17 عامًا.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00