طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

كيف خططّ السنوار استراتيجيًا لمعركة الطوفان؟

القائد المجاهد الكبير الشهيد يحيى السنوار
القائد المجاهد الكبير الشهيد يحيى السنوار

خاص الرسالة نت

مع ارتقاء القائد يحيى السنوار رئيس حركة حماس، والمسؤول عن معركة طوفان الأقصى، كما يحلو لقادة العدو وصفه بأنه العقل المدبرّ وراء الطوفان الذي جرفّ أكبر فرقهم العسكرية في غضون أربع ساعات فقط؛ يبرز السؤال الكبير كيف خططّ الرجل لهذه المعركة؟!
في هذا التقرير، نرصد أبرز الخطوات التي عمل فيها السنوار على قيادة المعركة استراتيجيا؛ وصولا لمرحلة عبرّ فيها الرجل بنفسه عن خطورتها؛ حين أنذر الاحتلال في صيف 2021 من أنه سيحرق الأخضر واليابس ما لم يرفع الحصار عن غزة في ذلك العام؛ ثم عاد في العام 2022، ليحذر الاحتلال من مغبة الاستمرار في حصار غزة؛ وفي صيف 2023، حذر من حرب إقليمية قال إنه يراها رأي العين؛ إذا ما استمر العدوان الإسرائيلي على المقدسات.
السنوار مع خروجه من السجن عام 2011، تم انتخابه عضوا في المكتب السياسي ومسؤولا عن الملف الأمني بالحركة، ثم في العام 2013، انتخب في المكتب السياسي العام للحركة؛ ليتولى مسؤولية الملف العسكري في الحركة.
قال السنوار في لقاء حضره معدّ التقرير؛ إن كتائب القسام احتفظت بمخزون صاروخي متصاعد طيلة السنوات الماضية؛ فمع انتهاء معركة الفرقان عام 2008؛ بدأت الحركة بتطوير القدرات الصاروخية، حتى وصلت في عام 2012 لـصاروخ m75، تضرب فيه تل أبيب للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بعد استهدافها من العراق تسعينيات القرن الماضي بـ48 صاروخا.
وأوضح السنوار أن الضخ الناري لهذه الصواريخ تدرج فمن بضع صواريخ أطلقت في تلك المعركة؛ تطور الضخ الناري لأكثر من ألف صاروخ في عام 2014، ثم زاد العدد في 2021، وختم السنوار، وقتها بأن المعارك القادمة ستشهد رشقات صاروخية بأعداد كبيرة جدا.
بقي السنوار مواكبا للتطور العسكري لكتائب القسام، التي تحولت في بضع سنوات قليلة؛ لجيش كبير يواكب التخصصات كافة؛ كما أنّه يقول إن ما ضخّته الكتائب من إمكانات وموارد، كافية لتلقين الاحتلال درسا قاسيا في أي مواجهة تفرض على القطاع.
لم ينته الأمر عند إمكانيات كتائب القسام، ففي صيف عام 2018، سارع السنوار لتوحيد الصف الفلسطيني المقاوم؛ وصولا عند الإعلان عن تشكيل الهيئة العليا لمسيرات العودة الكبرى؛ التي أدارت المظاهرات بمشهد وطني موحد غاب لسنوات طويلة عن المشهد الفلسطيني.
وإثر ذلك، شكلّت قوى المقاومة غرفة العمليات المشتركة؛ التي باتت تمثل العنوان المقاوم الموحد بين فصائل المقاومة في القطاع عام 2018، وكانت بادرة لتطوير العمل العسكري، وإطلاق المناورات المشتركة بين الفصائل في مشهد استثنائي أيضا عاد للواجهة بعد غيابه لسنوات.
ومع مرور الوقت؛ كان يركز السنوار على دور العشائر والعوائل في غزة، مقدرّا الدور الكبير الذي تقوم به هذه العوائل في القيام بواجبها ودورها بإسناد المقاومة، وصولا لتأكيده ضرورة تحقيق ملف المصالحة المجتمعية بين العوائل؛ ليغلق ملف الانقسام وما أحدثه من تداعيات على صعيد السلم المجتمعي.
وخلال هذه السنوات، عمل السنوار على تشكيل غرفة عمليات سياسية فلسطينية مشتركة؛ تقول قيادة الفصائل؛ إن القرار فيها كان واضحا تجاه إدارة الشأن السياسي والميداني العام، وكانت التجربة الأوضح فيها إبان مرحلة كورونا؛ إذ اشتركت الفصائل في إدارة ملف الأزمة، إلى جانب أزمات أخرى اعترضت المشهد الفلسطيني آنذاك تحديدا في العامين 2019، و2020.
لم يكتف السنوار بذلك فحسب؛ بل انتقل خطوة للأمام؛ ليرمم العلاقات السياسية بين حركته التي تمثل العنوان السياسي في القطاع؛ مع دول المنطقة، وأوصد الباب على خلافات عديدة مع مصر من جهة، وقوى ودول محور المقاومة من جهة ثانية.
وبدأ بتطوير العلاقة مع المحور، وصولا لتشكيل غرفة عمليات مشتركة، نتج عنها للمرة الأولى توجيه رشقة صاروخية في صيف عام 2023 على الكيان، بعد سلسلة اعتداءات إسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك والمرابطين فيه خلال شهر رمضان في ذلك العام.
تطورت الأحداث تباعا؛ ليعلن القائد السنوار في خطة وصفها الاحتلال بـ"الخداع الاستراتيجي"، عملية طوفان الأقصى؛ التي بدأ فيه محور المقاومة بإسناد الجبهة في غزة؛ وصولا لانخراط بمعركة شبه شاملة تجري على أرض لبنان، بعد اغتيال قيادات وازنة من حزب الله وقيادة المقاومة في لبنان على رأسهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

البث المباشر