بعد أكثر من عام على الفشل الاستخباراتي (الإسرائيلي) والعالمي في تحديد مكان تواجده ارتقى القائد الوطني الكبير يحيى السنوار بمحض صدفة، جَسد في رحيله معاني البطولة والصمود وهو يرتدي جعبته العسكرية ويتقدم في الصفوف الأولى من المعركة.
عام من الملاحقة رغم امتلاك الاحتلال لأحدث تقنيات التجسس، إلا أنه فشل طيلة هذه الفترة في تحديد مكان السنوار، الذي دأبت دعاية الاحتلال على تصويره كمن يختبئ في الأنفاق أو بين المدنيين. إلا أن المفاجأة جاءت باستشهاده في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في الصفوف الأمامية برفح، واعترف الناطق باسم جيش الاحتلال، دانيال هاغاري، بأنهم لم يكونوا على علم بوجوده في ذلك الموقع.
هاغاري أوضح قائلا: “لم نكن نعلم أنه هناك. في البداية تعرفنا عليه كأحد المسلحين داخل مبنى، ورُصد وهو ملثم يلقي عصى خشبية نحو طائرة مسيرة” قبل لحظات من استشهاده.
وقال المختص بالشأن (الإسرائيلي) إسماعيل مسلماني: "لم يتوقف الاحتلال عن سردية الصورة والمشهد رغم أن الإعلام العبري يمنع نشر الصور التي تحتوي على مشاهد جثث إلا أنه يعتبر مشهد السنوار انتصارا، وهو بالحقيقة يثبت هزيمتهم بعد عام من الحرب".
وأكد مسلماني للرسالة نت: "أن يحيى السنوار أول رئيس تنظيم فلسطيني يشتبك مع الاحتلال ويرتقي مشتبكاً، هذا لم يحصل تاريخياً بين الفصائل الفلسطينية".
وأضاف المختص أن استشهاد السنوار لا يؤثر في موازين الحرب فـ(إسرائيل) ماضية في حربها على غزة ولبنان طالما هناك ضوء أخضر من المجتمع الدولي والجامعة العربية التي لم تتحرك حتى اليوم.
وأكدت حماس في بيان أن القائد السنوار كان يتنقل بين كل المواقع القتالية صامداً مرابطاً ثابتاً على أرض غزَّة، مدافعاً عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهماً في إحياء روح الصُّمود والصَّبر والرّباط والمقاومة.
ومع إعلان حركة حماس خبر ارتقائه نشر آلاف الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي كلماته التي تمنى فيها أن يموت شهيداً حين قال: "إن كنا نخشى الموت فنحن نخشى الموت على فراشنا كما يموت البعير، نخشى أن نموت في حوادث الطرق أو بجلطة دماغية أو بسكتة قلبية، لكننا لا نخشى أن نقتل في سبيل ديننا ووطننا ومقدساتنا، ودماؤنا وأرواحنا ليست أغلى من دماء أصغر شهيد قدم روحه.”
ويعتبر الاحتلال السنوار العقل المدبر لعملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها المقاومة في 7 أكتوبر 2023، وأدت إلى زعزعة صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية على المستوى الدولي. فأعلن الاحتلال أن تصفية السنوار أصبحت هدفًا رئيسيًا في عمليتها العسكرية ضد قطاع غزة، إلا أن ارتقاءه مشتبكاً وبدون علم مسبق عن مكانه أحبط كل أهداف ومخططات الاحتلال.