قائد الطوفان قائد الطوفان

منظمات حقوقية: ما يجري شمال غزة يفوق وصف الإبادة

غزة - خاص الرسالة نت

أكدّت منظمات حقوقية، أن ما تقوم به دولة الاحتلال شمال قطاع غزة، يفوق وصف الإبادة، وهي جرائم حرب لا يعرف التاريخ نظيرا لها، في حجم الجرائم والمذابح والانتهاكات المرتكبة بها، من حيث القتل والتنكيل والتعذيب والتهجير والتجويع، وجرائم دولية ترتكب ضد القانون الإنساني والقانون الدولي.

ولليوم التاسع عشر على التوالي، ترتكب دولة الاحتلال جرائم إبادة وترحيل وإعدامات بحق سكان المحافظات الشمالية؛ في مخيم جباليا تحديدا، في ظل ارتقاء ما يزيد عن ألف شهيد لهذه اللحظة.

وقالت منظمات حقوقية لـ"الرسالة نت"، إن صمت الإرادة الدولية وعجز المؤسسات المشكلة للنظام الدولي؛ يمثل أكبر حافز للاحتلال في ممارسة المزيد من جرائمه، ويمنحه ضوء أخضر؛ ليرتكب أفظع الجرائم بالقرن الحادي والعشرين.

بدوره، يقول د. عمار دويك رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، إنّ ما يحدث في شمال غزة، يفوق في وصفه حرب الإبادة، وهي حرب إجرامية مكتملة الأركان.

وأوضح دويك لـ"الرسالة نت"، أنّ الاحتلال يستخدم أداة التجويع والتعطيش في المنطقة الشمالية؛ إلى جانب حرب التدمير الممنهجة التي يقوم بها من خلال ارتكاب المذابح والقصف؛ خاصة بعد استهدافه للمخبز الوحيد الذي يعمل في منطقة شمال غزة، إضافة لإخراج مستشفيين من أصل 3 مشافي تعمل في المنطقة.

وبيّن أنّ الاحتلال يستخدم روبرتات لتدمير ممنهج للمنازل والبيوت في منطقة شمال غزة؛ إلى جانب منع أي مساعدات لليوم التاسع عشر على التوالي.

ونبه دويك إلى أنّ الهدف الرئيسي لهذه العمليات الجارية في الشمال؛ تهدف لتنفيذ المخطط الإسرائيلي بتهجير السكان، من المنطقة؛ وصولا لتهجير الشعب الفلسطيني في القطاع.

ورأى أن ما يحدث أيضا قد يكون بداية لتنفيذ  أحلام دولة الكيان وحكومته المتطرفة في إعادة الاستيطان بالمنطقة.

وذكر أن ما يحدث من تجويع هي جريمة حرب بنص المادة الثامنة من ميثاق روما، لافتا لطلب تقدم به مدعي المحكمة الدولية بالقبض على نتنياهو لارتكاب هذه الجريمة.

وأكدّ دويك أن المجتمع الدولي يمارس ازدواجية المعايير في تطبيق العدالة الدولية؛ ويرتكب جريمة النفاق في تعامله مع الاحتلال؛ داعيا لممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية من أجل الزام الاحتلال على وقف جرائمه.

 عقوبات جماعية!

من جهته، قال د. صلاح عبد العاطي رئيس منظمة حشد للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، إن ما يرتكبه الاحتلال من جرائم في شمال غزة، يرتقي لأفظع الجرائم بحق القانون الإنساني والقانون الدولي.

وأكدّ عبد العاطي في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" أنّ الاحتلال يستهدف تصفية مخيم جباليا؛ الذي ارتبط تاريخيا بثقله في القضية الفلسطينية ورمزيته في تفجير انتفاضاتها الأولى والثانية.

وأوضح عبد العاطي، أنّ المخيم فجرّ مخزون الانتفاضة الأولى؛ وكان مبعثًا للقادة في الحركة الوطنية الفلسطينية، ولإسرائيل ثأر تاريخي معه.

وذكر أنّ الاحتلال استخدم أسلحة جديدة محرمة دولية في تهجير وإبادة السكان؛ إلى جانب الجرائم المرتكبة من التجويع والحصار، وارتكاب جريمة العقاب الجماعي؛ الذي يستهدف منع الطعام والدواء.

ولفت عبد العاطي؛ لارتكاب الاحتلال جرائم اعدامات ميدانية، وجرائم اعدام جماعي؛ من خلال استهداف النازحين أثناء عبورهم من الممرات الآمنة، كما فعل في منطقة البريد في جباليا، مضيفا: "ما تقوم به إسرائيل يفوق جريمة الإبادة".

 فظائع!

من جانبه، قال د. أنور الغربي مستشار الرئيس التونسي السابق ورئيس مجلس جنيف لحقوق الإنسان، إن 57 دولة عربية لا تزال عاجزة عن إيصال المساعدات لغزة شمالا أو حتى جنوبًا؛ في ظل لجوء الاحتلال لجريمة التجويع المشددّ في القطاع.

وأكدّ الغربي لـ"الرسالة نت": "إسرائيل ترتكب عشرات الجرائم بحق القانون الدولي الإنساني، من خلال استخدام أساليب العقاب الجماعي، من اعدامات وتهجير وتجويع وحصار، يستهدف مئتي ألف فلسطيني في شمال غزة".

وأوضح الغربي، أن المنطقة الجنوبية التي يزعم الاحتلال بأنها آمنة، يستهدف فيها التجويع والحصار أيضا، ويمنع ادخال المساعدات لها.

وبين الغربي أن إسرائيل تريد إبادة الشعب الفلسطيني، وليس ترحيله فحسب؛ مطالبا المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاه ما يحدث في غزة من جرائم حرب مروعة.

البث المباشر