قائمة الموقع

إبادة جباليا.. حقد الاحتلال التاريخي تجاه مخيم الثورة!

2024-10-23T15:41:00+03:00
غزة - خاص الرسالة نت

ارتبط اسمه في أبرز مراحل الصراع الفلسطيني مع دولة الكيان، وكان لصيقا لمفهوم الثورة الفلسطينية؛ بعدما انتفض في وجه الاحتلال بالداخل في فعل شعبي، استمر لسنوات طويلة؛ حملت معها متغيرات تاريخية في مسار القضية الفلسطينية.

مخيم جباليا، واحد من ثمانية مخيمات في القطاع، شكلّت بمجملها 73% من السكان، ويعتبر أكبر مخيمات وأكثرها فقرا؛ وشكّل رافدا من رافد الثورة، عقب اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987؛ وفاض بقيادات العمل العسكري والسياسي معا.

عماد عقل صاحب الاشتباك من نقطة صفر، محمود المبحوح صاحب أول عملية أسر احتفظ بجثمانه لسنوات طويلة، وغيرهم من قيادات عسكرية زخرت الانتفاضة الأولى بسيرتهم؛ إلى جانب أطول إضراب وأكبر إضراب، وأشمل اضراب، عناوين غضب تصدرتها جباليا طيلة سنوات الانتفاضة الستة، وليس آخرها ارتقاء يحيى عياش في أحد منازلها.

جباليا؛ لم يغلق الاحتلال ملف ثأره معها؛ فكان في محطات عديدة يستهدفها باستمرار، انتقامًا من أبنائها؛ الذين يذيقونه ألوانا مختلفة من صنوف المقاومة والتحدي؛ ندا لند في مواجهة لم يلتقط فيها المحتل صورة للنصر، وبقيت كلمات القائد الشهيد نزار ريان حاضرة "لن يدخلوا مخيمنا.

. وجباليا، يقطن فيه 114 ألف مواطن مسجلون بالمخيم، تبعا لسجلات الاونروا، ومساحته لا تزيد عن 1.4 كيلو متر؛ ويعد الأكثر اكتظاظا في سكان المخيمات.

وتنقسم جباليا إلى 3 مناطق رئيسية، وهي بلدة جباليا والنزلة ومعسكر جباليا، إضافة إلى مخيّم جباليا.

وتتكوّن من 8 تجمعات سكنية هي: مخيم جباليا، مدينة جباليا، النزلة، تل الزعتر، حي الكرامة، حي عباد الرحمن، حي الزهراء، مشروع العلمي. وارتكب الاحتلال فيها عشرات المجازر؛ اشهرها مجازر "الفاخورة"، وأخرى ارتكبها الاحتلال في غالبية أحيائها، كما دمر مساجدها بالكامل، وهدم بالكامل غالبية المواقع الأثرية فيها.

يقول علي هويدي رئيس الهيئة 302 للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، إن ما يحدث في جباليا، هو محاولة إسرائيلية بائسة لمسح المخيمات الفلسطينية من الوجود؛ وشطب المعادلة الثورية التي لطالما كشفت عن وجه البؤس والإحباط في وجه الاحتلال من حسمها.

وأكدّ هويدي لـ"الرسالة نت"، أن مخيم جباليا اكبر مخيمات اللجوء؛ مثّل حالة كي للوعي في تاريخ الكيان؛ فهو حولّ مفهوم المخيم لمعسكر؛ يرفد للثورة أبطالا يعملون على مدار اللحظة ؛ لتغيير الواقع السياسي والاجتماعي في ظل الاحتلال.

وأضاف هويدي: "مثل جباليا؛ محطة بارزة في الانتفاضة الأولى؛ التي انطلق من رحمها عمل معظم القوى والفصائل الفلسطينية تحديدا فصائل العمل السياسي الوطني الإسلامي؛ التي تصدرتها حماس والجهاد؛ وكانت الانتفاضة الأولى أيضا مبعثا لانطلاق أشكال مختلفة من النضال الوطني، وعلى إثرها بدأت تتمدد المقاومة كما وكيفًا، وصولا لمتغيرات ما حدث في أكتوبر الماضي".

 من جهته، يؤكدّ د. جهاد طه المتحدث باسم حركة حماس، أنّ مخيم جباليا كما بقية المخيمات الفلسطينية؛ التي مثلت في الداخل والخارج انفجارا في بركان الثورة الفلسطينية، خاصة جباليا الذي قضّ مضجع الاحتلال على وقع العودة المتجددة للصراع.

وذكر طه لـ"الرسالة نت" أن الانتفاضة الأولى التي انطلقت من جباليا، جاءت في ظروف اعتقد الاحتلال أنه استطاع فيها حسم الصراع في مخيمات الخارج، على وقع اجتياح لبنان وتداعيات خروج قوات الثورة. وبين أن الفعل الصادم جاء في الداخل المحتل، من بوابة المخيم؛ الذي فجر الطاقات من عمليات نوعية وضربات أحدثت هزّة في وعي الذاكرة الإسرائيلية، فهي تزخر بمراحل الثأر، من بطولة المقاومين وصنيعهم. ويعتقد طه أن الاحتلال في كل المناطق التي اجتاحها؛ عمل بداية في تركيز ممنهج على تدمير المخيمات، لما تمثله من تربة خصبة في العمل المقاوم

. يذكر أن دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس، أكدّت في بيان لها، أن الاحتلال دمر مخيمات اللجوء الثمانية، وأنه عمل باستهداف ممنهج في سياق تدميرها وإبادة سكانها.

 

اخبار ذات صلة