قللّ مسؤولون إيرانيون من جدوى العدوان الإسرائيلي على مواقع في الجمهورية الإسلامية بإيران؛ معتبرين أن الاحتلال يحاول صناعة صورة مكذوبة لانتصار وهمي من خلال الزعم باستهداف مواقع حساسّة بإيران.
ولم يفصح المسؤولون الإيرانيون عن طبيعة العدوان؛ لكنّ أكدوا في تصريحات خاصة بـ"الرسالة نت"، أنّ دولة الاحتلال التي تغوص في وحل رمال غزة، وفي كثبان وتلال وهضاب حدود لبنان؛ لن تحصل على صورة النصر في عمق إيران.
وقال مير مسعود حسينيان سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتونس، إن دولة الاحتلال فقدت الزمن؛ الذي يتيح لها المباغتة والغدر في تحقيق الأهداف؛ وانتهى الزمن الذي تقرر فيه نقل المعارك من ساحتها للساحات الأخرى.
وأكدّ حسنيان لـ"الرسالة نت" أنّ دولة الاحتلال لم تستطع أن تفق بعد من ضربة السابع من أكتوبر؛ التي أعادت تموضع المواجهة في مرة تاريخية؛ بنقلها إلى ساحة العدو وفي قلبه.
وأوضح أن العقاب الإيراني على دولة الاحتلال وجرائمه؛ صاغ معادلة واضحة بأنها لن تكون في منأى عن المحاسبة تجاه أي حماقة ترتكبها بحق إيران؛ وهي مرة أخرى تثبت فيها الجمهورية بأن الزمن الذي تعيث فيه دولة الاحتلال فسادًا خارج أراضيها ودون أن تحاسب انتهى.
وبين حسنيان أن ما تقوم به إسرائيل هو اشعال المزيد من الحرائق في ظل انفلات كامل من عقال القانون الدولي؛ وفي صمت بل وتواطؤ أطراف بالمنظومة الدولية؛ "واذا استمر منفلتًا فمحور المقاومة يقوم بدوره في إعادته لحظيرته".
وكان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، قال إن "المقاومة يقع على عاتقها إعادة هذا الكيان لحظيرته التي انفلت منها".
أمّا الدبلوماسي الإيراني سيد هادي أفقهي، فأكدّ أنّ هذه الجرائم لن تثني محور المقاومة عن دوره في مواجهة هذه الإبادة، مضيفا: "إسرائيل لم تعد فوق القانون ولا خارجه، واليوم تدفع ثمن حماقاتها، وستظل تدفع الثمن".
وقال أفقهي لـ"الرسالة نت" أن المحور لن يتخلى عن هدفه في نصرة واسناد غزة ولبنان، وهو الهدف الذي ارتقى لأجله الآلاف من الشهداء، في هذه المعركة الممتدة من غزة للبنان.
وأوضح أفقهي أنّ إيران تقوم بواجبها وتكليفها الديني والتاريخي والإنساني في دعم مظلومية الشعب الفلسطيني، وأن ما تقوم به دولة الاحتلال عدوان واضح؛ تبعا لكل ما تقره الأعراف والقوانين الدولية.
وذكر أن ايران ملتزمة بحق الرد والعقاب على أي اعتداء يمسّ سيادتها.
وفي اليوم الـ386 من العدوان الإسرائيلي، أعلن جيش الاحتلال فجر السبت، البدء بضرب أهداف محددة في إيران، مضيفا أن قواته مستعدة هجوميا ودفاعيا ولا تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية في هذه المرحلة.
وقالت إيران إن الاستهداف كان من خارج أراضيها، معلنة عن استشهاد اثنين من مقاتلي الجيش الإيراني في هذه الهجمات.