قائمة الموقع

حرب الحظر تشتد.. حينما ينتهك كيان مارق المنظومة الأممية ‏

2024-10-30T18:28:00+02:00
الرسالة نت- خاص

تشتد حرب الاحتلال "الإسرائيلي" ضد المنظومة الأممية ليثبت أنه كيان مارق وأنه القاعدة العسكرية ‏الغربية في الشرق الأوسط، التي تعمل وفق قواعد القوة الغربية وفوق قواعد القانون الدولي الذي وضعته ‏تلك الدول ذاتها.‏
فقد أقر الكنيست "الإسرائيلي"، مشروع قانون يحظر على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين ‏الفلسطينيين (أونروا) العمل في دولة الاحتلال، على الرغم من اعتراض الولايات المتحدة.‏
وأقر النواب المشروع بأغلبية 92 صوتا مقابل 10 أصوات معارضة، بعد سنوات من الحملة ‌‏"الإسرائيلية" الشرسة على الأونروا والتي زادت منذ بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر من ‏العام الماضي.‏
ويحظر القانون عمل أونروا في القدس المحتلة ومصادرة مقرها الرئيسي في القدس، ويسحب امتيازات ‏ويرفع حصانات موظفي أونروا.‏
وقال فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، إن الحظر "الإسرائيلي" لعمليات الوكالة داخل مناطق الاحتلال ‏لن يؤدي سوى لتعميق معاناة الفلسطينيين، وخاصة في غزة‎.‎
ومن المفارقات الساخرة في هذه الحرب أن لازاريني ذاته، في 30 حزيران 2024 يطالب العالم بالعمل ‏على وقف الهجمات التي تتعرض لها الأونروا ومؤسساتها وموظفيها، مطالباً إياه بأن يتحرك لمحاسبة ‏مرتكبيها‎.‌‏ ‏
وقال "لقد أسفرت الحرب في غزة عن تجاهل صارخ لمهمة الأمم المتحدة، بما يشمل الهجمات الشنيعة ‏على موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين، وعلى مرافقها وعملياتها"‌‎.‎
تتويج سنوات من الحرب الشرسة
قرار الكنيست يأتي بعد سنوات من الحملة "الإسرائيلية" التي طالما وصفت بالشرسة على وكالة غوث ‏وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، من خلال تاريخ طويل من انتقادات الاحتلال المتعمدة ‏للأونروا فيما يتعلق بعمل ونشاطات المنظمة والتي اتهمت بأنها تحرض على "العنف" من خلال المناهج ‏التعليمية، وآليات صرف المساعدات، أو بوجود الأونروا ذاته.‏
وقد سعرت دولة الاحتلال من حربها ضد الأونروا بعد السابع من أكتوبر العام الماضي وبدء الحرب ‏على قطاع غزة، فقد تعمدت استهداف موظفي الأونروا الذين استشهد ما يقارب 200 منهم، وكذلك ‏تعرض ما يقرب من 190 مبنى للأونروا للأضرار أو للتدمير.‏
‏ كما تعرضت مدارس الوكالة للهدم، واستشهد مئات النازحين أثناء إيوائهم في مدارس الأونروا وغيرها ‏من المباني.‏
كما قامت قوات الاحتلال باعتقال موظفي الأونروا في غزة، الذين أفادوا بتعرضهم للتعذيب وسوء ‏المعاملة أثناء احتجازهم في قطاع غزة أو في (إسرائيل).‏
ورغم كل الانتقادات التي وجهتها دولة الاحتلال للمنظمة الدولية سابقاً، لكن يتضح أن الحرب على ‏قطاع غزة تشكل مفترقا خطيرا، كون الاحتلال انتقل خلالها من الانتقادات العلنية إلى ‏قطع الصلة مع الوكالة وحظر عملها بعد قرار الكنيست وربما إعلانها منظمة إرهابية مستقبلا، وهو ما ‏كان يتضمنه مشروع القرار الثالث الذي رفضه الكنيست وصوت على الأول "حظر عملها" والثاني "رفع ‏الحصانة".‏
رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قال في 31 يناير 2024، إن "الأونروا ليست جزءا من الحل، ‏بل هي جزء من المشكلة… لقد حان الوقت للبدء في عملية استبدال الأونروا بهيئات أخرى غير "ملوثة ‏بدعم الإرهاب".‏
وكان وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس صرح بأن الأونروا لن تكون جزءا من اليوم التالي في غزة، ‏حيث يعمل مجموعة من أعضاء الكنيست على وقف التمويل للأونروا وإنهاء عملها، وعلى رأسهم شارون ‏هاسكل، عضو الليكود وواحدة من أكثر أعضاء الكنيست نشاطا في تقديم تشريعات متطرفة معادية ‏للفلسطينيين خلال العامين السابقين.‏
‏ وتقول هاسكل: علينا أن نوقف "الأموال التي يتم تحويلها من مختلف بلدان العالم إلى الأونروا، وإزالة ‏القناع الكاذب الذي يحيط بها". ‏
وفي 15 فبراير 2024، أقر الكنيست مشروع قانون في قراءته الأولى يهدف إلى حظر عمليات الوكالة ‏في أراضي 1948 والقدس المحتلة. ‏

ما أهداف (إسرائيل) من حظر عمل وكالة الأونروا؟

إن الإجراءات المتخذة ضد الأونروا على مدار سنوات وعقود تكشف الأهداف الحقيقية لقرار الاحتلال ‏حظر عمل الاونروا والتي تتلخص في التالي:‏
أولاً: شطب حق العودة الذي يشكل جوهر وصلب القضية الفلسطينية، حيث يعتبر الاحتلال أن استمرار ‏عمل الأونروا يشكل ضربة لمحاولاته تصفية القضية ودليل على استمرار وجود اللاجئين الفلسطينيين ‏وأزمتهم التاريخية، فإن استمرار عمل الأونروا يعني إعادة إنتاج قضية اللاجئين، وإعادة بناء وإعمار ‏للمخيمات وبالتالي المساهمة في إدامة لقضايا اللجوء والنزوح وحق العودة.‏
‏ كما أن وجود الأونروا والدعم المالي الدولي لها يعني استمرار الالتزام الدولي بالحل العادل للقضية ‏واللاجئين وهو ما تضمنه صراحة قرار إنشاء الأونروا التي تأسست في أعقاب النكبة عام ١٩٤٨، ‏بموجب القرار رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 كانون الأول 1949 بهدف ‏تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين، وبدأت الوكالة عملياتها في الأول من شهر أيار ‏عام 1950.‏
ثانياً: تعميق الأزمة الإنسانية وسياسة العقاب الجماعي المتبعة ضد الفلسطينيين في أماكن عمل الوكالة ‏الخمس (الضفة-غزة-الأردن-لبنان- سوريا) التي يتكدس فيها اللاجئون، حيث تعتبر دولة الاحتلال أن ‏الأونروا تدخل أموالاً إلى مخيمات اللاجئين، وتقوم بإدارة جزء كبير من المدارس والمراكز الصحية ‏والنقابات، وهو ما ترغب في تحجيمه وتدميره كجزء من حربها على الكل الفلسطيني.‏
ثالثاً ضرب المجتمع المدني الفلسطيني لدوره المهم في إسناد صمود وبقاء الشعب الفلسطيني وذلك عبر ‏تعميق سياسة التجويع والسيطرة على المساعدات المالية والغذائية التي تقدمها الأونروا، إضافة إلى منع ‏أي دور لها في عملية الاعمار في غزة تحديداً.‏
رابعاً: مقدمة للعمل على توطين الفلسطينيين حيث يسعى الاحتلال إلى أن حظر عمل الأونروا هو ‏خطوة هامة على طريق شطب حق العودة وبالتالي بدء العمل على توطين اللاجئين الفلسطينيين في ‏أماكن تواجدهم كخطوة أساسية لإنهاء القضية الفلسطينية.‏
خامساً: دفع الفلسطينيين المتواجدين في فلسطين التاريخية إلى تركها عبر التهجير القسري بعد أن ‏تجعل الحياة المدنية فيها شبه مستحيلة نظراً لكل سياسات الاحتلال التي جعلت جزء كبير من الفلسيين ‏يعتمد على المساعدات الإنسانية والتي تعتبر الأونروا المؤسسة الأولى والأهم في تقديمها وحظر عملها ‏يعني منع المساعدات عن فئة كبيرة منهم.‏

اخبار ذات صلة