أكد مركز صدى سوشال للحقوق الرقمية، أن الخطط التي تُناقش بين الاحتلال الإسرائيلي وشركة أميركية خاصة تُدعى "Global Delivery Company" (GDC)، تمثل خطط لجرائم حرب.
وشدد المركز أن الخطط المذكورة تتعلق بإنشاء مناطق مغلقة في قطاع غزة تخضع لمراقبة بيومترية صارمة بحجة "تأمين" وصول المساعدات الإنسانية.
وتتضمن هذه الخطة نشر نقاط تفتيش مجهزة بأنظمة متقدمة لقياس البيانات الحيوية مثل التعرف على الوجه، وبصمات الأصابع، والتحقق الصوتي، مما يعني أن مرور الفلسطينيين سيكون مشروطًا بالخضوع لهذه الفحوصات.
وتخلق هذه الخطة مخاطر اضافية على حياة السكان في ظل حرب الابادة في قطاع غزة، وتضع المزيد من القيود والعراقيل على وصولهم لاحتياجاتهم الاساسية، وتشكل نموذجا خطيرا لاستخدام التكنولوجيا البايومترية كأداة لخلق نظام عزل ضمن سياقات للتطهير العرقي، خصوصا في ضوء استخدام الاحتلال أنماط متعددة من البيانات التي جمُعت تقنيا بواسطة عدد من الشركات في تخليق أهداف بشرية فلسطينية تجاوزت ٢٧ ألف هدف حُددت بواسطة عمليات جمع البيانات وكانت ركيزة اساسية في حملة القصف الجوي للبيوت والعائلات والبنى التحتية في قطاع غزة.
وأفاد صدى سوشال بأن التقارير تشير إلى ارتباط "GDC" بشخصيات عسكرية سابقة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، من بينها أفراد مرتبطون بشركة "بلاك ووتر"، الشركة الأمنية التي لطالما أُثير الجدل حول أنشطتها وانتهاكاتها الحقوقية، وتورطها في عمليات عسكرية مثيرة للقلق في مناطق صراع مختلفة. حيث عُرف عن بلاك ووتر ضلوعها في عمليات عسكرية قتالية في عدة مناطق، وتزايدت التقارير حول دور مرتزقة الشركة في الإبادة بقطاع غزة خلال الفترة الأخيرة.
وبينما تُقدَّم هذه الخطة من بعض الجهات بوصفها "مشروعًا إنسانيًا"، إلا أن "صدى سوشال" يرى فيها محاولة لتعميق سياسات التجويع كجزء من سياسات العقاب الجماعي والتهجير القسري والتطهير العرقي، تحت ذريعة "الأمن" و"مكافحة الإرهاب". فالخطر يكمن في تحويل هذه المناطق إلى معسكرات محصنة تخضع لإشراف تقنيات مراقبة متقدمة، تستخدم التكنولوجيا كوسيلة للفرز ضمن منظومة عسكرية تنظر المحاكم الدولية في جرائمها خصوصا فيما يتعلق بالتجويع والعقاب الجماعي والقتل الجماعي.
وذًكر "صدى سوشال" بالمعطيات الخطيرة الواردة في تقريره الأخير، بعنوان "عام من الإبادة الرقمية للفلسطينيين"، إلى استخدام الاحتلال للكاميرات البيومترية على الطرقات، وجمع معلومات شخصية حساسة عن الفلسطينيين، وتسريب بعض هذه البيانات بقصد الابتزاز والتهديد.
وتشير التقارير إلى تورط الاحتلال في نشر معلومات شخصية للفلسطينيين بهدف التشهير والتحريض، مما يزيد من تعقيد العلاقات الاجتماعية ويشوه سمعة الأفراد.
ودعا صدى سوشال الجهات الدولية للتدخل العاجل ورفض خطط فرض المراقبة البيومترية في غزة، ومعاقبة الشركات المتورطة بأي من اشكال الشراكة في جرائم التجويع أو التعاون مع المنظومة الأمنية والعسكرية الاسرائيلية المتورطة في جرائم الابادة والتهجير والعقاب الجماعي.
ويرى المركز في هذه الخطط توسيعًا للقمع الرقمي وتعزيزًا لهيمنة الاحتلال على السكان المحاصرين، في مسعى لتحويل القطاع إلى منطقة خاضعة للمراقبة العدائية الكاملة، بما يفاقم من معاناة الفلسطينيين ويهدد حياتهم وحقوقهم في الوصول للامدادات والغذاء والخدمات الأساسية الضرورية لإنقاذ حياتهم.