كشفت الأسيرة المحررة الصحفية أسماء هريش؛ عن تفاصيل مرعبة من كواليس اعتقال الأسيرات في سجون الاحتلال، في ظل اعتداءات غير مسبوقة تقوم بها إدارة السجون الجديدة في سجن الدامون.
وقالت هريش لـ"الرسالة نت"، إنّ الأسيرات يعشن في مقبرة تسمى "الدامون"، وهي للأحياء فقط؛ ويعمل الاحتلال فيها على جعل الأسيرة فقط في وضع "أن تتنفس فقط".
وهريش هي واحدة من أربع صحفيات اعتقلهن الاحتلال، وأفرج عنها قبل أسبوع واحد فقط، والأسيرات هم رولا أبو حسنين، وبشرى الطويل ورشا حرز الله.
وقالت هريش إن الاحتلال عين إدارة جديدة، زادت من إجراءاتها القمعية والاجرامية، ضمن سياسات ما يسمى بوزير الامن القومي ايتمار بن غفير؛ التي تقضي بتشديد الإجراءات على الأسرى في السجون.
وأوضحت أن من أصعب هذه الإجراءات التفتيش العاري والمداهمات المفاجئة خاصة في منتصف الليل والفجر، "نتعرض لقمع كبير؛ من اقتحام ومصادرة ملابس والشامبو والأغراض الخاصة، ومعجون الأسنان، والكتب، والألعاب التي تبتكرها الأسيرات من الورق؛ وكل شيء يمكن أن يكون للتسلية أو تضييع الوقت في السجن".
وبينت هريش أنّ ذلك يتقاطع مع الاكتظاظ الشديد في غرف الأسيرات، "الغرفة التي لا تتسع لست أسيرات، يتم وضع 12 أسيرة فيها".
وأوضح أن الغرف لا يوجد بها برش ولا أغطية، ولا أي شيء؛ إضافة للمنع من الخروج للفورة؛ وتقييد الاستحمام لمدة ربع ساعة فقد؛ وأي زيادة عليها يتم معاقبة الأسيرة من منع الخروج للفورة لأربع وخمسة أيام، إلى جانب الإهانة أثناء الخروج للعيادة، أو زيارة المحامي، من تعصيب للعيون وتكبيل الأقدام والأيدي، علاوة على إهانات ومسبات السجانات.
وزاد الأمر، لحد الحرمان من أدوات النظافة الشخصية؛ من تقليل كميات الشامبو؛ والاستحمام بمياه ملوثة؛ أدت لانتشار الأمراض الجلدية وسط الأسيرات.
وعن كميات الطعام، تشير لوجود كميات قليلة جدا بالكاد تكفي، "الطعام غير مسبك وخال من كل شيء ورائحته سيئة؛ لكن مع ذلك نضطر للصيام طيلة اليوم؛ من أجل توفير وجبة شبه كاملة تشبع الأسيرة"، مضيفة: "من 6 اشهر فترة اعتقالي صمت 4 شهور منها".
وتعلق بالقول: "الفكرة لدى سلطات السجن أن تأكل بما يكفي لتعيش فقط"، موضحة أنّ هذا تسبب بنقص في الدم ومعاناة مرضى السكري.
وأشارت هريش لانتشار الحشرات والبق، فضلا عن مصادرة الملابس والعبايات، واجبار الأسيرات البقاء بالبنطلون ونصف الكم؛ رغم أنّ الأسيرات محجبات.
وفي السياق، تلفت هريش، لوجود كاميرات في داخل ساحة سجن هشارون، "لانتهاك خصوصية الأسيرات، رغم أنها زنازين صغيرة تحت الأرض؛ في ظروف قاسية جدا؛ إضافة لالزام الأسيرة بالتفتيش العاري، أو التهديد بإدخال السجانين".
وتعلق على ذلك بالقول: "نجلس بعد كل تفتيش لأيام عدة، ونحن نبكي".
أما المياه، فلونها وطعمها ورائحتها متغيرة وتؤدي لتسبب كثير من الأمراض؛ علاوة أن الأسيرات في حالة عزلة كاملة "لا نعرف ما يدور في الخارج؛ إلّا من أسيرة جديدة يتم اعتقالها، أو بعض الأنباء عن الأهل نعرفها من المحامي، ولا يسمح له بنقل أي معلومات أخرى للأسيرة"، والقول لأسماء.
وتضيف أسماء:"العيادة أصبحت لدينا نكتة نتداولها بين الأسيرات "أشربي مي!" أي أن العيادة لا تمنح دواء للأسيرة المريضة وفقط توجهها لشرب المياه؟!
أسيرات غزة
وعن واقع أسيرات غزة، تحدثت هريش عن أسيرة اعتقلها الاحتلال مع زوجها، وتم بتر قدميه، "كانت تهددها باستمرار بزوجها والانتقام منه، والعكس؛ في عملية تختصر أوضاع الأسيرات من القطاع".
وتضيف: "جميعهن تقريبا تعرضن للضرب والتنكيل، وكان هناك كدمات على أجسادهن"
الصحفيات
وعن واقع زميلاتها الصحفيات المعتقلات، أشارت أسماء لواقع الأسيرة الصحفية رولا أبو حسنين، التي اعتقلها الاحتلال وأبعدها عن طفلتها الرضيعة، ورغم اصابتها بأمراض في الكلى.
وأوضحت أن الأسيرات يواجهن تهم التحريض؛ ويرفض الاحتلال الأفراج عنهن، رغم صدور قرار مثلا بالإفراج عن رولا؛ "يحاسبوهن على منشوراتهن". وأضافت هريش بأن عوائلهن يتعرضون للتهديد من إدارة السجون؛ بسبب نشاط الأسيرات الصحفي، وفقا لأسماء.
** الاحتياجات الخاصة
وعن الاحتياجات الخاصة بالأسيرات، تقول أسماء "نتحدث عن نقص حاد في الفوط الصحية، تضطر الأسيرات للاستعارة من بعضهن البعض نتيجة لنقصها، وتضطر بعض الأسيرات لاستخدام القماش من ملابس الصلاة أو من ملابسها؛ بديلا عنها".
وأوضحت أن الاحتلال يمنع الأسيرات من الاستحمام؛ كما أنه يمنع منح بعضهن العلاج في حال شعورها بفقر الدم.
ويدفع ذلك لتوتر نفسي لدى الأسيرات؛ اللواتي يعانين المعاناة بشكل مضاعف نتاج هذه السياسات.
وأكدّت أن الاحتلال يمنع كذلك أي تواصل بين الأسيرة وأهلها، خاصة الأسيرات الأمهات أو المتزوجات من فترة قريبة.
وأسماء التي أفرج عنها قبل أسبوع واحد فقط؛ تلاحق بين محاكم السلطة التي تعتقل شقيقها الصحفي أحمد هريش، وتعلق بالقول: "الناس تأتي لتهنئني بالإفراج، وأ نا اتنقل بين محاكم السلطة التي تعتقل أخي".