قائد الطوفان قائد الطوفان

الاحتلال يحرمهم من العلاج

مرضى السرطان بغزة يواجهون خطر الموت

غزة
غزة

خاص- الرسالة نت 


"يا الله، ابني مات قدامي ولم أستطع أن أنقذ حياته"، بهذه العبارات ودع المواطن أبو أحمد العرابيد ابنه الشاب بلال المصاب بمرض السرطان وتوفي صباح الأربعاء، في مدينة غزة بعد أشهر من المعاناة والألم والبحث عن الدواء. 
يقول أبو أحمد في حديث لـ"الرسالة": "قبل شهرين كشف الأطباء في المستشفى المعمداني بغزة إصابة ابني بلال بمرض السرطان في الدم.. ولمدة شهرين ونحن نحاول أن نوفر له العلاج لكن دون جدوى بسبب منع الاحتلال دخول الأدوية لشمال القطاع". 
ويضيف: "طرقنا كل أبواب المؤسسات الصحية والدولية لكن الكل عجز حتى عن توفير العلاج المناسب له، في الوقت الذي كان الطاقم الطبي يقول لنا يجب أن يسافر خارج غزة لتلقي العلاج قبل أن يفقد الشاب بلال حياته.. حتى توفى اليوم دون أن نقدم له العلاج وعجز الطاقم الطبي عن إنقاذ حياته".
حالة الشاب بلال العرابيد كما باقي أكثر من 10 آلاف مريض بالسرطان في قطاع غزة، لم يتمكنوا من الحصول على العلاج والأدوية المخصصة لهم منذ بدء حرب الإبادة على القطاع، وتدمير جيش الاحتلال المستشفى التركي ومستشفى الرنتيسي" المخصصين لعلاج مرضى السرطان في القطاع في نوفمبر 2023.
* البحث عن العلاج!
وعن تفاصيل اكتشاف مرض الشاب بلال العرابيد الذي يبلغ من العمر "27 عامًا" وهو متزوج وله بنت، يقول شقيقه أحمد: "قبل أربعة شهور بدأت تظهر علامات المرض على شقيقي، منها فقدانه لوحدات الدم بشكل متسارع.. لكن لشدة وتيرة الحرب على غزة وتدمير المستشفيات ولعدم وجود الطواقم الطبية لم نستطع أن نعرض شقيقي على الأطباء".
ويتابع: "لكن قبل شهرين بالتحديد تعرض شقيقي بلال لوعكة صحية وفقد وحدات دم بشكل كبير حتى وصلت لأربع وحدات.. فذهبنا به إلى مستشفى الحلو ومكث بها 4 أيام، وبعد إجراء الفحوصات الطبية ثم الكشف بأنه مصاب بمرض السرطان في الدم". 
ويضيف الشاب أحمد: "عرضنا حالة شقيقي على الطواقم الطبية في غزة، وهي بدورها حاولت توفير العلاج له لكن للأسف المستشفيات جميعها لم تكن مخصصة لمرضى السرطان بسبب عدم توفر العلاج والطاقم الطبي المخصص". 
ويختم حديثه قائلا: "طرقنا أبواب المنظمات الصحية في غزة من أجل إخراجه من غزة للعلاج للخارج، إلا أن الإجابة التي كنا نحصل عليها: الاحتلال يمنع خروج أي مريض من القطاع ويرفض إدخال الأدوية الخاصة بهم. 
ومنذ أن سيطر الاحتلال على محور "نيتساريم" وفصل مدينة غزة عن جنوب القطاع في نهاية شهر أكتوبر 2023، يرفض جيش الاحتلال النازي إدخال العلاج المخصص لمرضى السرطان لمستشفيات الشمال، ناهيك أيضًا عن قصفه وتدميره لمعظم المستشفيات واعتقال واستهداف الطواقم الطبية.
** نموت ببطء!
أما المواطنة أم محمد التي تبلغ من العمر (48 عامًا) والمصابة بمرض السرطان تسعى منذ بدء الحرب على قطاع غزة بالسابع من أكتوبر 2023 البحث عن العلاج الخاص بها لكن دون جدوى.
وتروي أم محمد في حديث لـ"الرسالة" تفاصيل معاناتها قائلة: "منذ الأسبوع الأول للحرب على غزة وأنا أسعى لتوفير العلاج المخصص لي، لكن لم يتوفر لا في المستشفيات ولا الصيدليات الخاصة".
وتضيف: "كنت أتلقى العلاج الخاص بي في مستشفى الصداقة التركي لكن بعد تدمير الاحتلال للمستشفى بتنا أنا وجميع مرضى السرطان في غزة محرومين من العلاج أو حتى وجود مركز طبي مخصص لمتابعة ملف مرضى السرطان". 
وتتابع المواطنة أم محمد التي خرجت للعلاج في مصر عام 2020 وثم إلى الضفة المحتلة عام 2022 "كان المفترض أن يجرى تحويلي مجددًا إلى الضفة المحتلة لتلقي جرعة جديدة من الإشعاع النووي الخاص بعلاج مرضى السرطان، لكن بسبب حرب الإبادة على غزة منعنا من الخروج، كما حرمنا من الخروج لتلقي العلاج في دولة مصر".
وتختم المواطنة حديثها: " احنا يا عالم بنموت ببطء.. الاحتلال يحرمنا من العلاج والسفر". 
وبسبب الحصار (الإسرائيلي) المفروض على القطاع منذ عام 2007، يفتقر النظام الصحي الفلسطيني بغزة إلى توفر العلاج الإشعاعي وإمكانيات الطب النووي المخصصة لعلاج مرضى السرطان، لذلك يجري تحويل مرضى القطاع للعلاج في مستشفيات الضفة والقدس ومصر.
* ننتظر السماح لنا بالسفر!
أما الحاج أبو السعيد البسيوني الذي يبلغ من العمر (56 عامًا) وهو مصاب بالسرطان منذ عام 2017، يقول: "نزحت من مدينة غزة بعد 8 شهور من أجل البحث عن العلاج هنا في مستشفيات الجنوب لكن تفاجأت بأن الاحتلال يمنع دخول الدواء وأن المستشفيات تفتقر للعلاج". 
ويضيف الحاج البسيوني في حديث لـ"الرسالة"،: "لجأت إلى المنظمات الصحية التي تقيم مستشفيات ميدانية في جنوب قطاع غزة من أجل توفير العلاج لكن دون جدوى". 
ويتابع: "بعد التواصل مع المنظمات الصحية الدولية جرى إرفاق اسمي للسفر من أجل تلقي العلاج، لكن توغل الاحتلال لمدينة رفح وسيطرته على المعبر البري حال دون سفري كباقي المرضى والمصابين".
ويختم الحاج البسيوني حديثه "منذ شهر وعدتنا منظمة الصحة العالمية التنسيق لنا للسفر للخارج من أجل تلقي العلاج وها نحن ننتظر.. لكن مع عدم تلقى العلاج لأكثر من عام بات المرض الخبيث ينهش أجسادنا ونحن نقف عاجزين عن وقفه بسبب حرب الإبادة (الإسرائيلية) على غزة".
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة تمكن نحو1500 جريح وقرابة 800 مريض سرطان من السفر لتلقي العلاج، قبل أن يجتاح جيش الاحتلال مدينة رفح ويسيطر على معبر رفح البري مع مصر ويمنع سفر المرضى. 
***الاحتلال حرم المرضى من العلاج!
الدكتور صبحي سكيك مدير مستشفى الصداقة التركي في غزة، يقول: "إن الاحتلال حرم مرضى السرطان في القطاع من العلاج بعد أن دمر مستشفى الصداقة المخصص لمرضى السرطان".
ويوضح سكيك في حديث لـ"الرسالة"، أن أكثر من 10 آلاف مريض سرطان كانوا يتلقون العلاج في المستشفى قبل أن يدمره الاحتلال ويخرجه عن الخدمة بشكل تام، في استهداف متعمد للمنظومة الصحية. 
وأكد أن المرضى الآن باتوا مهددين بالموت والخطر الكبير على حياتهم بسبب عدم وجود مراكز طبية مخصصة لتقديم العلاج المناسب للمرضى، في الوقت الذي يرفض الاحتلال سفر المرضى ويمنع دخول العلاج لهم.
ونوه إلى أن مرضى السرطان هم اليوم خلال حرب الإبادة الأكثر عرضة للموت الحتمي نتيجة الأحداث، مع التكدس وانعدام النظافة والخدمات، ما يعزز من فرص العدوي وانتقالها، والإصابة بالالتهابات وتدهور الحالة الصحية للمريض، نتيجة نقص المناعة الحاد لديهم.

البث المباشر