أكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة، أن تصريحات وزير الاحتلال المتطرف "بتسلئيل سموتريتش" نيته ضم الضفة الغربية المحتلة هي رسالة واضحة وخطيرة للفلسطينيين والسلطة بأن الاحتلال يرفض الحل السلمي وطريق المفاوضات.
وتحدث وزير المالية في حكومة الاحتلال المتطرفة "بتسلئيل سموتريتش" قائلًا: "إنه أصدر تعليمات للتحضير لبسط السيادة (الإسرائيلية) على الضفة، موضحا أنه يأمل تطبيق هذه الخطة العام المقبل".
ناقوس خطر
وقال خريشة في حديث خاص بـ"الرسالة"، الثلاثاء: "إن تصريحات (سموتريتش) تأتي بالتزامن مع فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا، وهو صاحب مشروع توسيع دولة الاحتلال ودعم الاستيطان في مناطق السلطة الفلسطينية".
وأوضح أن هذه التصريحات بمثابة ناقوس خطر وتنسجم تماماً مع حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والخرائط التي رفعها مرارًا وتكرارًا في المحافل الدولية بنفوذ دولة الاحتلال على أراضي الضفة وجزء من الأردن ولبنان ومصر.
وأضاف خريشة أن "سموتريتش سيستغل صعود ترامب لسلم حكم الإدارة الأمريكية من أجل تطبيق صفقة القرن التي طرحها الأخير في فترة حكمه السابقة وعرضها على الدول العربية، والتي لم تحرك ساكنًا".
وتابع "إن تولي ترامب لرئاسة الإدارة الأمريكية سيفتح الأفق لحكومة الاحتلال المتطرفة بقيادة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير في تصعيد انتهاكاتهم ضد الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان وبسط السيطرة على القدس وتهجير الفلسطينيين من الضفة وغزة".
ونقلت رويترز عن سموتريتش المنتمي لليمين المتطرف قوله: "إنه حان الوقت في حقبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة لفرض السيادة (الإسرائيلية) على الضفة الغربية"، وأعرب عن أمله أن يدعم ترامب هذا التحرك.
الانحياز لخيار المقاومة
وجدد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، مطالبته للسلطة الفلسطينية وحركة فتح بالانحياز لخيار المقاومة والشارع الفلسطيني وعدم انتظار الأوهام الأمريكية والإسرائيلية بتحقيقها للسلام.
وأكد أن تصريحات (سموتريتش) هي رسالة واضحة للسلطة بأن (إسرائيل) ترفض خيار المفاوضات، وأنها ماضية في جرائمها ضد الفلسطينيين والسيطرة على الضفة وتوسيع الاستيطان وتغيير الأمر الواقع في مدينة القدس المحتلة.
وقال خريشة: "المطلوب الآن من السلطة أن تنحاز لخيار الشعب بمقاومة الاحتلال، الذي لن يرضخ لمطالب شعبنا وتحقيق الاستقلال والسيادة الفلسطينية وعاصمتها القدس إلا بخيار المقاومة".
وأشار إلى أنه على السلطة عدم الانجرار كذلك خلف الحكومات العربية فجميعا مطبعة مع الاحتلال، وهي تعمل على تسهيل تمدد دولة الاحتلال في الضفة وغزة وبسط سيطرتها على القدس.
وأضاف "كل العالم الغربي والأنظمة العربية تخلت عن فلسطين وتآمروا عليها.. على السلطة والفصائل الفلسطينية في هذا التوقيت التوحد خلف خيار المقاومة للتصدي لمشاريع الاحتلال الخطيرة والهادفة إلى السيطرة على تهجير الفلسطينيين في الضفة وغزة".
ووزير المالية (الإسرائيلي) المتطرف هو حليف رئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، والذي قال في تصريحات أمس الإثنين، أن 2025 سيكون عام السيادة على الضفة المحتلة.
ونشأ سموتريتش، الذي يرأس حزب "الصهيونية الدينية"، في مستوطنة "بيت إيل" وتجند في الجيش وعمره 28 عاما، وهو أحد المؤيدين للحرب الشاملة على قطاع غزة كما في الضفة، ويدعو لدولة تخضع للقوانين الدينية وتشمل كل فلسطين.
عرف بآرائه المتشددة ضد ما تعرف بـ"النزعة الإصلاحية اليهودية"، وأيضا ضد اليسار الإسرائيلي وضد الفلسطينيين. ويرى بعض منتقديه أن له مواقف وتعليقات "غير مدروسة"، إلى درجة أن أحد العاملين معه قال عنه إن "هناك نقصا في التنسيق بين دماغه وفمه".