قائمة الموقع

العريس مصعب.. ولادة لحياة جديدة من أنياب الموت!

2024-11-15T11:49:00+02:00
غزة- خاص الرسالة نت

(شعب الجبارين).. هكذا كان يقال دائمًا، وهذا ما أثبتته الظروف على مدار الأيام، واختلاف الأحداث.
فبعد أكثر من عام على حرب الإبادة في قطاع غزة ما زال الغزيون يتقنون استراق لحظات الفرح من الحياة، بل إنهم يجيدون صناعة الفرح من العدم، وكأنهم -رغم انعدام كل مقومات الحياة- يصرخون في وجه الإبادة "من حقنا أن نفرح ونعيش".
(مصعب حسن) ابن الرابعة والعشرين عامًا من شمال قطاع غزة يُلبس عروسه اليوم (دبلة الخطوبة)، بعد أن كان يَلبس قبل شهور قليلة أنبوبًا، يدخل من الأنف ليصل تجويف المعدة، ويتغذى من خلاله.
أصيب مصعب في شهر نوفمبر الماضي خلال استهداف قوات الاحتلال (الإسرائيلي) بالقذائف المدفعية للمدرسة التي نزح إليها مع عائلته، بعد تدمير منزلهم بالكامل في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.
يستذكر مصعب ذلك اليوم "كانت ليلة صعبة جدًا، استشهد عمي، وسيدي وستي، وتصاوبت أنا وكل إخوتي، لكن كانت إصابتي الأخطر، ما حدا كان متوقع إني أعيش!"
ويتابع "حاول والدي وأهل الخير بالمدرسة إسعافي لغاية ما طلع الصبح، حملوني للمستشفى المعمداني، اللي كان أصلا وضعه صعب، ومش متوفر فيه علاج يناسب حالتي الحرجة!"

ثم تم الاتفاق بوساطة دولية على تطبيق هدنة مؤقتة لسبعة أيام، انتقل خلالها مصعب مع أخيه وعمته الجريحة والمصابة أيضًا بسرطان الثدي عبر سيارة الإسعاف إلى المستشفى الأوروبي في خانيونس جنوب القطاع، ليخضع للعلاج وإجراء عدة عمليات مطولة.
حتى بدأ شيئًا فشيئًا يأكل، ثم يمشي على (عكاكيز)، ثم خضع لجلسات علاج طبيعي مكثفة إلى أن منَّ الله عليه بالعودة للسير على أقدامه.

بدأت الحياة تعود إلى روح مصعب تدريجيًا، "خلال فترة إصابتي، وعلاجي كنت أشعر بالعجز والاكتئاب" يضيف مصعب، مستدركًا بالقول"أكيد كان الإيمان بالله، والرضا بقضائه موجود بس البعد عن أهلي من جهة، ونار الوجع من جهة، كان شيء صعب الاحتمال، للحظات كنت أحس إني وصلت حافة الموت ورجعت!"
قرر والدا مصعب إدخال الفرحة إلى قلب ابنهما العائد من حافة الموت، فاقترحوا عليه موضوع الزواج، وبالفعل، كان ذلك.
زفت عمته وأخوه عريسهم (مصعب) في مراسم تحاول اختطاف الفرح، بحضور المأذون والقليل من الأقارب الذين آلت بهم ظروف الحرب ليكونوا مع النازحين إلى جنوب القطاع.
"علمتني الحرب أنه لحظات الفرح واللمة الحلوة ما بتتعوض، وأنه الحياة بتستمر، وأنه لازم نكافح لحتى نفرح.. وأنا قررت أفرح وأفرِّح أهلي وخطيبتي وكل أحبابي معي."
إنها دروس الحرب، وقصص النازحين التي لا تنتهي، وترانيم الحب التي يعزفها الفلسطيني على أوتار الوجع.

اخبار ذات صلة