"بألم وحسرة" يترقب المواطنون الفلسطينيون في مخيمات النزوح في قطاع غزة، المنخفض الجوي الذي سيطال الأراضي الفلسطينية والقطاع على وجه الخصوص يومي الإثنين والثلاثاء، كونهم يعيشون في خيام لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.
فصل الشتاء سيحل ضيفًا تقيلًا على قطاع غزة، الذي يعاني من ويلات حرب الإبادة منذ السابع من أكتوبر 2023، بعد تدمير الاحتلال أكثر من 80% من منازل المواطنين.
وبسبب حرب الإبادة أجبر أكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني على النزوح قسرًا تحت القصف من منازلهم إلى جنوب قطاع غزة، دون وجود أي مقومات للحياة والسكن، كذلك في ظل شح الخيام والشوادر التي يبني بها الفلسطينيون خيامهم.
معاناة قاسية
المواطن سعيد الدحدوح وهو نازح في مخيم البركة وسط دير البلح يقول: "إنه يترقب فصل الشتاء بحذر كبير، خاصة أن الخيام التي تؤويه لا تحتمل هطول الأمطار الغزيرة والرياح في فصل الشتاء".
ويضيف الدحدوح الذي نزح أكثر من 5 مرات بسبب توغل الاحتلال لمناطق خانيونس ورفح "الخيمة التي تأويني حاليًا اهترأت بالكامل كوني فككتها ونقلتها من مكان لمكان أكثر من مرة منذ عام تقريبًا".
ويتابع المواطن وهو أب لسبعة من الأبناء يعيشون جميعهم في خيمة من النايلون والخشب في مساحة لا تتجاوز الخمسة أمتار "غدا سيكون في مطر على غزة.. الصراحة مش عارف شو أعمل الشوادر أسعارها مرتفعة جدًا، ولا يوجد خيام كافية للنازحين".
ويختم حديثه: "حالي كما باقي أبناء شعبنا في مخيمات النزوح، وضعنا مأساوي وصعب للغاية"، مناشدًا المؤسسات الدولية بسرعة تقديم المساعدات والخيام والشوادر للنازحين الفلسطينيين في المخيمات.
غلاء أسعار الخيام والشوادر!
أما الشاب علي الحميدي يبحث من ساعات الصباح في شارع البركة وسط دير البلح، عن شوادر بسعر رخيص من أجل إعادة صيانة خيمته، لكن دون جدوى فسعر الشادر يصل إلى أكثر من 500 شيكل.
ويقول الشاب الحميدي الذي يبلغ من العمر 32 عامًا: "نحن على أعتاب كارثة حقيقية.. نحن فعليا دخلنا فصل الشتاء، وأيام تفصلنا عن الأمطار والرياح وخيام النازحين لا تحتمل هذا الفصل في ظل هذه الظروف الصعبة".
ويتابع الشاب في حديث لــ"الرسالة": "حتى سعر الخيام والشوادر مرتفع فلا يمكن للمواطن شراؤها من الأسواق، خاصة بعد سرقتها من قبل بعض (اللصوص) الذين يعملون على بيعها في الأسواق بسعر مرتفع".
الخطر يلاحق النازحين!
بدوره، حذر مدير مكتب الإعلام الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، من المخاطر التي ستلاحق النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، خاصة مع دخول فصل الشتاء وهم في الخيام وأماكن النزوح.
وقال الثوابتة في حديث لـ"الرسالة": "إن أكثر من 2 مليون نازح في المناطق الجنوبية يعيشون في ظروف إنسانية قاسية وصعبة بعد أن أجبرهم الاحتلال ترك منازلهم والنزوح قسرًا إلى الجنوب".
وأوضح أن أكثر من 100 ألف خيمة للنازحين هي مهترئة ولا تصلح للعيش بداخلها ولا تحتمل مقاومة هطول الامطار وفصل الشتاء، حيث يصبح النازحون بلا أي مأوى في فصل الشتاء وسيفترش هؤلاء الأرض وسيلتحفون السماء.
وحذر الثوابتة من كارثة إنسانية حقيقية بفعل دخول فصل الشتاء وظروف المناخ الصعبة، وكذلك بسبب إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وبسبب منع الاحتلال إدخال قرابة ربع مليون خيمة إلى قطاع غزة في ظل هذا الواقع المرير.
وأطلق نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ مليوني نازح في قطاع غزة قبل فوات الأوان بالتزامن مع قدوم المُنخفضات الجوية ودخول فصل الشتاء واهتراء خيام النازحين.
وطالب مدير مكتب الإعلام الحكومي بغزة، المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية والمؤسسات العالمية ذات العلاقة إلى الخروج عن صمتها وتقديم الإغاثة الفورية والعاجلة لمليوني نازح هم بأمس الحاجة إلى مأوى مناسب يقيهم من برد الشتاء.
تحذيرات من فصل الشتاء!
وطالبت لجنة الطوارئ في بلدية خان يونس النازحين القاطنين في برك تجميع مياه الأمطار وأحواض المعالجة المؤقتة للصرف الصحي في المحررات بالحذر من اقتراب الشتاء
ولفتت في بيان لها وصل الـ"الرسالة"، أنه مع اقتراب فصل الشتاء والمنخفض الجوي المتوقع دخوله الأسبوع الجاري فإن بركة تجميع مياه الأمطار الواقعة شمالي حي الأمل-أحواض المعالجة المؤقتة للصرف الصحي في المحررات - بركة تجميع مياه الأمطار المؤقتة نهاية شارع عمر المختار المعروف برقم (5) - وجميع المناطق المنخفضة) هي أماكن خطيرة للغاية.
وطالبت النازحين القاطنين في تلك المناطق المغادرة فورًا والبحث عن مكان آخر آمن، مخاطبة المواطنين:" إن وجودكم في برك تجميع مياه الأمطار يشكل خطرًا على حياتكم وسلامتكم".